في غزة هناك ايضا موت من نوع اخر يسمى الموت الصامت بسبب صمت الصامتين.
بقلم مروان سلطان. فلسطين

في غزة هناك ايضا موت من نوع اخر يسمى الموت الصامت بسبب صمت الصامتين.
بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸
24.4.2025
————————————-
اعتدنا ان نسمع عن اعداد الشهداء المفرط الذين ارتقوا بسبب ما يسمى الضغط العسكري على حركة حماس في غزة، والعمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة والتي ذهب ضحيتها اكثر من خمسون الف شهيد، ومائة وخمسون الف جريح. لكن هناك الصامتون الذين لا يذكرهم احد ، الذين يلقون ربهم بسب المرض ولا يتوفر لهم علاجات، او الذين قضوا جوعا، لم يحصلوا على طعام وقد نفذ الطعام من غزة، بسبب اغلاق المعابر تماما منذ شهرين، وعدم دخول المواد الغذائية, هم ايضا ضحايا الحرب والحصار.
منذ ان اغلقت اسرائيل المعابر في قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الاولى من اتفاق الهدنة ، وبالرغم من شح المواد التي تم ادخالها قبل ذلك ، بعد الاتفاق الذي تم توقيعه في التاسع عشر من كانون ثاني من بداية هذا العام، فقد اعلن نتنياهو عن فرض حصار مشدد على قطاع غزة، ومنع ادخال اي من المواد الغذائية والدوائية والتشغيلية الى قطاع غزة.
خلف ستار الصمت تتوارى معاناة اهل غزة، فالمشهد الذي يتصدر وسائل الاعلام والمداولات والنقاشات في المحافل الدولية، يثير عواطف سرعان ما تخبو وتختفي. ولكن الذي يحدث في غزة ليس حدثا عابرا ، انها ماساة بشرية تمضي في صمت قاتل، بعيدا عن وسائل الاعلام المحلية والدولية.
الموت الذي يحدث في غزة، ليس فقط يمكن ان تلاقيه بسبب القصف او تحت الركام بل يحدث في المشافي، والمستوصفات الطبية التي تعاني من انعدام الدواء والمستلزمات الطبية، وفي احضان الامهات اللواتي عجزن عن ارضاع اطفالهن بسبب سوء التغذية، او بسبب الزحام على طوابير الطعام والخبز. ايا من فاته الموت الاول لاقى الموت الثاني ، بين فعل العدوان على غزة، وصمت العالم المهترئ بانسانيته.
ان اكثر ما يرهق النفس ان تعلم ان المرارة والضنك التي يتجرعها الغزيون ، تمر بلا مبالاة كل العالم الذي تمر عليه تلك الكارثة باشكالها والوانها وارقامها في صمت مطبق ومان كلمات مظفر النواب لا تزال حاضرة في قوله ” تتحرك دكة غسل الموتى اما انتم فلا تهتز لكم قصبة”.
الموت الصامت في غزة هو وجع في الخاصرة قصة تتحدث عن نفسها كل يوم ، وفي كل ساعة بعيدة عن المرئيات والفضائيات تحدث لطفل جائع او مريض لم يستطع ان يجد دواء، او صدمة لا تحتمل او مداس تحت الاقدام امام طوابير الطعام والافران.
الذي يريد ان يفرغ غزة من سكانها ، يريد ان يخفي معالم جريمة من الصعب عليه ازالتها بوجود هذا العدد من التعداد البشري من الغزيين على ارضهم وفي وطنهم. الموت ثم الموت والتهجير من غزة، حيث تستكمل المخططات الصهيونية ، في ظل صمت الصامتين.