عربي دولي

سقوط درامي لـ«F18»: الورطة الأميركية في اليمن تكبر

سقوط درامي لـ«F18»: الورطة الأميركية في اليمن تكبر

رشيد الحداد

صنعاء | اعترفت البحرية الأميركية بوقوع هجمات يمنية على قواتها البحرية، أول أمس، مؤكدة سقوط طائرة أميركية من طراز «F18» جراء هجوم شنّته «أنصار الله» على حاملة الطائرات «هاري ترومان»والسفن الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر. ويتطابق هذا الاعتراف مع ما أعلنه المتحدّث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان، من تنفيذ عملية هجومية مشتركة ضد «ترومان»، وتأكيده نجاح الهجوم في تجاوز خطوط دفاع حاملة الطائرات وإجبارها على التراجع والابتعاد عن موقع تمركزها السابق إلى أقصى شمال البحر. وقال مراقبون إن ذلك يؤشّر إلى أن صنعاء تمتلك معلومات عن نتائج العمليات البحرية التي تعلن تنفيذها بشكل شبه يومي منذ أكثر من شهر.

وعلى الرغم من حالة الاحتفاء الذي شهدتها صنعاء في أعقاب تأكيد سقوط الطائرة، حذّر مراقبون من أن يكون الاعتراف الأميركي مقدّمة لتنفيذ جرائم جديدة بحق المدنيين، ومحاولة لحرف أنظار الرأي العام الدولي عن الجريمة التي ارتكبها الطيران الأميركي بحق مركز الإيواء الخاص بالمهاجرين الأفارقة في مدينة صعدة، والتي أدّت إلى مقتل 68 شخصاً وجرح عدد آخر، بالإضافة إلى جرائم العدوان الأميركي في الأحياء السكنية في العاصمة. إلا أن ناشطين يمنيين اعتبروا الإقرار الأميركي نجاحاً للتكتيك اليمني، على الرغم من الفارق الكبير في القوة.

وكانت شبكة «سي إن إن» وموقع «ريسبونسبل ستيتكرافت» ووسائل إعلام أميركية أخرى، أكدت ضراوة الاشتباك البحري الذي انخرطت فيه القوات اليمنية رداً على جرائم الطيران الأميركي بحق المدنيين في صعدة وصنعاء. وسبق أن شنّت تلك القوات أكثر من 25 هجوماً على «ترومان» في شمال البحر الأحمر منذ بدء الجولة الجديدة من العدوان الأميركي، منتصف آذار الماضي، بهدف إحباط هجمات كانت ترتّب لها البحرية الأميركية.

وأعلن وزير الدفاع في حكومة صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، عن «سلسلة انتصارات نوعية» تحقّقها قوات بلاده في مواجهة العدوان الأميركي – الصهيوني. وقال في تقرير قدّمه إلى مجلس الوزراء، إن «إسقاط الطائرة يثبت التفوّق التقني والعسكري الذي وصلت إليه الصناعات الحربية اليمنية»، مشيراً إلى طفرة غير مسبوقة تشهدها الصناعات العسكرية اليمنية، خاصة في مجال منظومات الدفاع الجوي، والتي أصبحت قادرة على مواجهة أحدث الطائرات الأميركية والصهيونية.

في المقابل، كرّرت «القيادة المركزية الأميركية» في بيان، أمس، ما جاء في بيان سابق بخصوص تمكّنها من «إضعاف وتيرة وفعالية هجمات الحوثيين»، مشيرة إلى أن «القوة الضاربة» نفّذت بواسطة حاملتي الطائرات «ترومان» و»كارل فينسون» 800 هجوم استهدفت فيها العديد من منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع الأسلحة المتقدّمة، ومواقع تخزين الأسلحة المتطورة، وصواريخ كروز مضادة للسفن، وأنظمة جوية غير مأهولة، وزوارق مُسيّرة.

وفي محاولة للتنصّل من المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبتها واشنطن في اليمن وآخرها قصف مركز إيواء المهاجرين الأفارقة، قالت «القيادة المركزية» إن كلّ عملياتها العسكرية «تستند إلى معلومات استخباراتية مفصّلة وشاملة لضمان تأثيرها، مع تقليل المخاطر على المدنيين»، وذلك بعكس ما نقلته وسائل إعلام أميركية عن مصادر في «البنتاغون» بشأن اعتماد الهجمات الأميركية على معلومات من مصادر مفتوحة.

وفي هذا الإطار، رصدت الجهات الأمنية في صنعاء، قيام ناشطين موالين للتحالف السعودي – الإماراتي، بنشر إحداثيات على مواقع التواصل الاجتماعي، لمناطق تحت سيطرة «أنصار الله»، تعرّضت لاحقاً للاستهداف من قبل الطيران الأميركي. وهذا ما حدث مثلاً لدى قصف عدد من منازل المدنيين في منطقة ثقبان الواقعة في منطقة بني الحارث شمال صنعاء، حيث ارتفع عدد ضحايا القصف إلى 12 قتيلاً وعدد من الجرحى، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة، أمس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب