عربي دولي

جنبلاط يحذّر من الدور الإسرائيلي

جنبلاط يحذّر من الدور الإسرائيلي

انعكست التطورات الأمنية في سوريا وأعمال العنف في جرمانا وصحنايا والسويداء، على شكل تحرّكات سياسية وميدانية من قبل مشايخ طائفة الموحّدين الدروز في لبنان، والنائب السابق وليد جنبلاط والوزير السابق وئام وهاب. ومع انتشار أخبار العنف والمواجهات وسقوط ضحايا، سادت موجة من القلق في مناطق جبل لبنان وحاصبيا وراشيا على مصير الدروز السوريين، والذين تربطهم علاقات عائلية متينة مع الدروز اللبنانيين.

وعقد جنبلاط، أمس، مؤتمراً صحافياً بعد اجتماع دعت إليه مشيخة العقل في لبنان في دار الطائفة الدرزية، دان فيه إهانة النبي محمد، محذّراً من استغلال إسرائيل للأحداث في سياق مشروعها لتقسيم سوريا، داعياً إلى رفض الحماية الإسرائيلية. وأكّد جنبلاط الذي أجرى سلسلة من الاتصالات بحسب بيان لـ«الحزب الاشتراكي» مع الأتراك والسعوديين والأردنيين وجهات دولية أخرى للمساعدة على احتواء الأوضاع، أنه على استعداد لزيارة دمشق والبحث في المطالب التي يريدها الدروز السوريون من الحكومة الجديدة، مذكّراً بوضع الدروز في إدلب والدور الذي لعبه لكي لا يتم تهجيرهم من قرى جبل السّماق.

وعلى رغم تبنّي شيخ العقل سامي أبو المنى رسالة جنبلاط نفسها في كلمته، إلّا أن الأخير والمشايخ المقرّبين منه يجدون صعوبة في تسويق رؤيتهم وتقييمهم للأوضاع في سوريا، خصوصاً لناحية العلاقة مع الشرع، إذ إن تجربة إدلب ليست مشجّعة بالنسبة إلى هؤلاء، وتحديداً لناحية إجبار الدروز على تغيير مذهبهم واستبدال خلواتهم الدينية بمساجد يديرها مشايخ بعضهم من دول آسيوية وعربية، بالإضافة إلى إسكان مقاتلين أجانب مع عائلاتهم في قراهم.

وظهر الانقسام في جسم المشايخ في احتفال 16 آذار الأخير، والذي قاطعه مشايخ كثر بتأثير من شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز في فلسطين المحتلة، موفق طريف، الذي يحاول لعب دور ممثّل الدروز أمام القوى الدولية ويتعاون مع إسرائيل على فرض نوع من الحماية للدروز السوريين، وأتت الأحداث الأخيرة لتعزّز مواقفه على حساب مواقف جنبلاط، ولا سيّما بعد الاعتداءات في الأيام الماضية.

كذلك، قام وهاب باتصالات مباشرة مع جهات تابعة للحكومة السورية الجديدة في إدلب، ومع الأمن العام في إدلب أيضاً في محاولة لامتصاص التوترات. وعقد أيضاً اجتماعاً بدعوة من مشايخ دروز في مقام السيد عبد الله في بلدة عبيه، بينما قام شبان غاضبون بقطع طرقات في عاليه وعلى طريق دمشق احتجاجاً على الأوضاع في سوريا. ومن جهته، اتخذ الجيش اللبناني سلسلة إجراءات أمنية وعسكرية لتفادي أيّ توترات في لبنان، مرسلاً التعزيزات إلى مناطق حاصبيا وراشيا بعد أنباء عن مخاوف لدى الأهالي وتحرّكات شعبية وقطع طرقات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب