وعود بتفعيل لجنة الإشراف

وعود بتفعيل لجنة الإشراف
بعدما شغلت زيارة رئيس لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، وسائل الإعلام اللبنانية التي بالغت في تحليل أبعادها السياسية والأمنية، تبيّن من مجريات اللقاءات التي عقدها أمس، إلى جانب خلفه الجنرال مايكل جي ليني، مع المسؤولين اللبنانيين، أنّ الزيارة لم تخرج عن إطارها البروتوكولي، ولا تنطوي على أي تحوّل استثنائي في سياق عمل اللجنة أو مهمّاتها.
لكن، وعلى الرغم من الطابع الإجرائي الذي غلّف الزيارة، أشار مرجع سياسي مطّلع إلى نقطة وحيدة لافتة، تمثّلت في إعادة تفعيل اللجنة بعد فترة من التراخي وتعليق الاجتماعات، استمرت أكثر من شهر، مشيراً إلى أن «هذه العودة جاءت عقب فشل المساعي الأميركية والإسرائيلية لتحويل اللجنة من إطارها العسكري التقني إلى لجنة سياسية تفاوضية».
وبناءً على هذا الفشل «عاد الأميركيون إلى القالب الأصلي للجنة، أي تلك التي تلتزم بطابعها العسكري والتقني، وتعمل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي يستند إلى القرار الدولي 1701، من دون أي تجاوز لصلاحياتها».
وفي موازاة ذلك، وصف مصدر مطّلع الاجتماعات التي عُقدت أمس في بيروت، بأنها «إيجابية»، حيث جدّد المسؤولون اللبنانيون مطالبتهم «المجتمع الدولي» بالضغط على العدو الإسرائيلي لوقف خروقاته المتكررة للسيادة اللبنانية، كما طالبوا بـ«ضرورة تفعيل عمل اللجنة بشكل دوري وفعّال».
وأكّد الجانب اللبناني أن النقاط التي تحتلّها إسرائيل على الحدود «لا تكتسب أي أهمية استراتيجية أو عسكرية، ما يجعل استمرار الاحتلال لها عملاً استفزازياً لا أكثر، ويُضعف من موقع الدولة الرسمي في مقابل حزب الله والرأي العام».
وعلى صعيد متصل، أشار الوفد اللبناني إلى أن «الدولة تقوم بما هو مطلوب منها لبسط سلطتها على كامل أراضيها، فيما يستمرّ الجيش اللبناني بأداء مهامه الميدانية»، خصوصاً في ما يتعلّق بـ«تفكيك المواقع العسكرية»، إلا أنّ «إسرائيل تواصل عرقلة حركة الجيش اللبناني وعمله».
في المقابل، تعهّد الجنرالان الأميركيان، بتفعيل اجتماعات اللجنة بشكل دوري برئاسة الجنرال الجديد الذي سيقيم في بيروت، وبأن «تكثّف اتصالاتها للضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل وقف الخروقات والسماح بتنفيذ مهام الجيش اللبناني اللازمة على الأرض».