تحقيقات وتقارير

“قد تكون خلال أسابيع”.. هل أمريكا مقبلة على صدمة اقتصادية قوية بسبب حروب ترامب التجارية؟

“قد تكون خلال أسابيع”.. هل أمريكا مقبلة على صدمة اقتصادية قوية بسبب حروب ترامب التجارية؟

تعيش الولايات المتحدة اليوم على وقع مخاوف متزايدة من أزمة اقتصادية تلوح في الأفق، مدفوعة باضطرابات تجارية متصاعدة مع الصين، وقرارات سياسية متخبطة تهدد النظام المالي العالمي. فبعد سنوات من التعافي غير المتكافئ من آثار الجائحة، تعود الأسواق مجدداً إلى حالة من الترقب والقلق، هذه المرة بسبب تداعيات الرسوم الجمركية والتغيرات الحادة في تدفقات التجارة العالمية، إضافة إلى احتمال انسحاب واشنطن من مؤسسات مالية دولية كصندوق النقد الدولي. هذا المشهد المليء بالتوترات يُثير تساؤلاً محورياً: هل تقف أمريكا على حافة صدمة اقتصادية جديدة، قد تكون الأقوى منذ عقود؟

لماذا أمريكا قد تكون مقبلة على “صدمة اقتصادية قوية” خلال أسابيع؟

  • تقول مجلة الإيكونومست البريطانية إن الولايات المتحدة الأمريكية  قد تكون على بعد أسابيع فقط من صدمة اقتصادية قوية بسبب تراجع التجارة بين الصين وأمريكا. حيث يسعى العالم الأن جاهدًا لتقييم الضرر الناجم عن الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها دونالد ترامب على الواردات الصينية، ويلجأ الخبراء الاقتصاديون إلى أساليب مبتكرة لقياس ذلك، وتشير نتائجهم إلى أن الاقتصاد الأمريكي، أكبر اقتصاد في العالم لم يتعافى بعد، لكن المتاعب آتية.
  • حتى قبل تطبيق العديد من الرسوم الجمركية، أشارت استطلاعات الرأي في الـ 9 من أبريل/نيسان 2025 إلى أن المستهلكين والشركات الأمريكية كانوا قلقين بالفعل. ووفقًا لمسح أجراه فرع دالاس للاحتياطي الفيدرالي، انخفض إنتاج المصنّعين إلى أدنى مستوى قياسي في أبريل/نيسان. لكن هذه الإحصاءات قد تكون مضللة.
  • وتقول المجلة إنه خلال رئاسة جو بايدن، أشار الأمريكيون مراراً إلى انخفاض الثقة مع استمرار الإنفاق، مما جعل القراءات أقل قدرة على التنبؤ. من ناحية أخرى، تصف البيانات “الثابتة”، مثل تقديرات الرواتب والناتج المحلي الإجمالي، عالماً لم يعد موجوداً، حيث تعكس أرقام الوظائف القوية لشهر مارس/آذار 2025 سلوك الشركات السلبي في وقت ظلت فيه تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية غامضة. وتهدف البيانات الاقتصادية الآنية إلى توفير صورة آنية للنشاط الاقتصادي الأمريكي، حيث تُتابع التجارة العالمية بدقة، وتنطلق سفن الشحن قبل أسابيع من وصولها، وتبث مواقعها عبر الأقمار الصناعية، وتُقدم قائمة بما تحتويه.
سفن شحن في ميناء لوس أنجلوس – رويترز
  • لذلك، قد تشير بعض البيانات إلى تأثير محدود للحرب التجارية حتى الآن. ففي الأسبوع المنتهي في 25 أبريل 2025، وصلت عشر سفن حاويات، محملة بـ 555 ألف طن من البضائع، إلى مينائي لوس أنجلوس ولونغ بيتش الأمريكيين، وهما بوابتا الدخول المفضلتان لأمريكا للبضائع القادمة من الصين. وهذا يُعادل تقريباً نفس الفترة من العام الماضي. إلا أن الإبحار بين الصين والساحل الغربي لأمريكا يستغرق ما بين أسبوعين و40 يوماً، وقد انطلقت العديد من سفن الشحن الواصلة الآن قبل بدء تطبيق الرسوم الجمركية.
  • لكن تبدو المؤشرات الأخرى أكثر إثارة للقلق، حيث انخفضت حجوزات الرحلات الجديدة بين الصين وأمريكا بنسبة 45٪ على أساس سنوي في الأسبوع الذي يبدأ في 14 أبريل، وفقًا لشركة Vizion، وهي شركة بيانات. ارتفع عدد الرحلات البحرية الفارغة -عندما تتخطى السفينة ميناءً أو تقوم شركة نقل بتشغيل عدد أقل من السفن على طريق لموازنة الخدمة- إلى 40٪ من جميع الرحلات المجدولة.
  • وتشير بيانات التسعير إلى إعادة ترتيب التدفقات التجارية، حيث انخفضت تكلفة الإبحار بين شنغهاي ولوس أنجلوس بنحو 1000 دولار في الشهر الماضي، وفقًا لشركة Freightos، وهي شركة لوجستية، حيث انتقلت الشركات من “التقدم” في التعريفات الجمركية – عن طريق استيراد أكثر من المعتاد للتغلب على الموعد النهائي للتنفيذ – إلى تجنبها. وارتفع سعر نقل البضائع من فيتنام إلى أمريكا بمقدار مماثل، مما يشير إلى أن المستوردين كانوا يبحثون عن موردين بديلين.
عربي بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب