فلسطين

عودة عصابات سرقة المساعدات: الاحتلال يدفع غزّة إلى الفوضى

عودة عصابات سرقة المساعدات: الاحتلال يدفع غزّة إلى الفوضى

يوسف فارسي

وسف فارس

غزة | مهّدت سياسة التجويع واستهداف الأجهزة الأمنية التي تنتهجها إسرائيل في قطاع غزة، الطريق للفوضى والفلتان. ومنذ يومين، يهاجم المئات من المسلّحين وعصابات السرقة مخازن المنظمات الإغاثية والمحالّ التجارية الخاصة تحت غطاء الجوع والحاجة، وسط غياب كلّي للأجهزة الأمنية، فيما يمارس جيش الاحتلال دور الحماية والتمهيد لعمليات السطو. وهاجم العشرات من اللصوص، الخميس، مخازن «مؤسسة أيادي الخير» التي تؤمّن الغذاء للعشرات من المخيمات.

وبعدما تمكّن موظفو المؤسسة من حمايتها وصدّ هجوم العصابات، أغارت الطائرات المُسيّرة بأربعة صواريخ على الطاقم الإداري وفريق الحماية، ما تسبّب بارتقاء سبعة شهداء. وفي حادثة مشابهة، هاجمت عصابة من اللصوص المسلحين مخازن تابعة لـ»وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» في منطقة الصناعة غرب مدينة غزة؛ وفي الوقت الذي حاولت فيه مجموعات التأمين حماية المكان، أطلقت مدفعية الاحتلال قذائف إضاءة وحلّقت طائرات «كوادكابتر» في المكان، ما أجبر وحدة التأمين والحماية على الانسحاب.

واتّخذت عمليات السرقة التي بدأت خلال الأسبوع الماضي في شكل حالات فردية تسبّب بها تصاعد مستوى الجوع ونقص الطحين والبضائع، خلال الأيام الأخيرة طابعاً منظّماً، حيث باتت العصابات تحمل أسلحة فردية وتطلق زخّات من الرصاص، وتهاجم مخازن ومقرات للمؤسسات الإغاثية التي تحتوي على أي كميات من المواد الغذائية. ووفقاً لمصادر أهلية، فإن القائمين على تلك العصابات هم من الشخصيات العائلية المنبوذة ولديهم سجلّ إجرامي حافل، وإن هؤلاء يستغلون عجز الأجهزة الأمنية وعدم قدرتها على الانتشار وممارسة مهامها، في ظل الاستهداف المستمر من طائرات الاحتلال، في إشاعة الفوضى والفلتان.

ويقدّر مصدر أمني، تحدّث إلى «الأخبار»، أن «عصابات مشبوهة وطنياً وساقطة أخلاقياً تقف وراء حالات السرقة والهجوم، خصوصاً أن العائلات والعشائر الكبرى أصدرت بيانات طالبت فيها بتشكيل لجنة لحماية السلم الأهلي وقطع الطريق أمام اللصوص وعمليات السرقة». ويوضح المصدر أن «هناك تقديراً بأن الاحتلال يحاول دفع الأجهزة الأمنية وقيادات المقاومة إلى الانتشار بدافع حماية الجبهة الداخلية، ما يوفّر المزيد من الأهداف، وأيضاً تعزيز فكرة الحاجة إلى شركات أمنية أجنبية لحماية قوافل المساعدات ومقرات المؤسسات الدولية، خصوصاً أن مخازن المؤسسات التي تعرّضت للسرقة، تتبع لمنظمة الأغذية العالمية ومطبخ الغذاء العالمي، ووكالة الغوث».

المستوى السياسي يتّجه إلى توسيع العملية البرية

على الصعيد الميداني، كثّف جيش الاحتلال غاراته، وسط معلومات تداولها الإعلام العبري عن توجّه المستوى السياسي إلى توسيع العملية البرية بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود. ونفّذت الطائرات الحربية والمُسيّرة 11 غارة طاولت تجمعات المواطنين، اثنتان منها تسبّبتا بمجزرتين كبيرتين، حيث قصفت الطائرات الحربية بيت عزاء لعائلة المصري في مدينة بيت لاهيا، ما أدّى إلى استشهاد 6 مواطنين وإصابة العشرات. كذلك، أغارت الطائرات الحربية على منزل لعائلة أبو زينة في مخيم البريج وسط مدينة غزة، ما أدّى إلى استشهاد تسعة مواطنين. ووفقاً لمصادر طبية، فقد تسبّبت الغارات المتواصلة على القطاع خلال 24 ساعة، باستشهاد 43 مواطناً.

في مقابل ذلك، أعلنت «سرايا القدس» تمكّن مقاوميها من تفجير رتل عسكري مكوّن من عدة جيبات في حي التفاح شرق مدينة غزة بواسطة قنبلة من مخلّفات الاحتلال. كما تحدّثت عن تفجير مقاوميها جرافة عسكرية في الحي ذاته، وأبلغت عن سيطرتها على طائرة مُسيّرة كانت تقوم بمهمة استخبارية شرق مدينة غزة. وكانت «كتائب القسام»، أعلنت أول أمس، تمكّن مقاوميها من تنفيذ عملية مركّبة في شارع الطيران في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. ووفقاً لبيان «القسام»، فقد استدرج المقاومون قوة صهيونية مؤلّلة قوامها أربعة جيبات من نوع «همر» وشاحنة عسكرية من نوع «أموليسيا» إلى كمين محكم، واستهدفوها بعدد من عبوات «الشواظ» و»العمل الفدائي»، وبعدها تقدّم عدد من المجاهدين صوب من تبقّى من جنود العدو واشتبكوا معهم من مسافة صفر وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب