عربي دولي

انتخابات الضاحية: فوز الثنائي كان محسوماً

انتخابات الضاحية: فوز الثنائي كان محسوماً

زينب حمود

زينب حمود

الأجواء في الضاحية الجنوبية لم تشبه هدوء أيام الأحد، لكنها لم تكن بصخب الاستحقاق الانتخابي البلدي. فباستثناء الشوارع التي تضمّ مراكز اقتراع، حيث تنتشر الماكينات الانتخابية وتوزّع اللوائح، لم تجُل مسيرات سيّارة في الشوارع، ولم تعمّ الأناشيد الحزبية والوطنية أزقّة الضاحية، بسبب فوز لائحة «التنمية والوفاء» للثنائي حركة أمل وحزب الله بالتزكية في برج البراجنة والمريجة – الليلكي – تحويطة الغدير، وغياب المنافسة في الغبيري وحارة حريك مع اقتناع الجميع بأنّ فوز الثنائي محسوم أيضاً، وهو ما حصل فعلاً.

في الغبيري، حيث خاضت لائحة «الغبيري بتجمعنا» من خمسة أعضاء برئاسة ليلى علامة المنافسة ضد لائحة الثنائي، جزمت والدة فراس وزنة، أحد المرشحين في اللائحة، بأن «لا حظوظ لابني للفوز ولا أن تُخرق لائحة الثنائي باسم واحد، بسبب الضغط الذي تتعرّض له اللائحة من داخل البيئة. لذلك نصحت ابني بالانسحاب، فهو مهندس اتصالات ويحب العمل البلدي والوقت ليس مناسباً للمشاركة في لائحة مواجهة للثنائي، لكنه أصرّ على المشاركة لأهداف تنموية وليس مواجهة المقاومة». وانعكس غياب المنافسة في الغبيري سلباً على نسبة المشاركة التي بلغت 29.68% فقط (7585 مقترعاً من أصل 25549 ناخباً). ولاحظ رؤساء الأقلام في الغبيري «ندرة المشاركين والهدوء الذي يجعل الوقت طويلاً»، بينما قطّع عناصر قوى الأمن الوقت باستخدام الهواتف الذكية متذمّرين كيف «صار الظهر ولم يرسل أحد إلينا سندويشة».

يصل سبعيني بشقّ الأنفس على كرسي إلى قلم الاقتراع في حي الجامع في الغبيري قبل أن يتبيّن أنّ رقم سجلّه موجود في مركز آخر، إلا أنه لم يبد تململاً لأن «المقاومة قدمتلنا كتير ولن نبخل عليها بصوتنا». فالاقتراع هو «تصويت للمقاومة»، يقول أحمد، بغضّ النظر عمّن هم المرشحون وبرامجهم الانتخابية، لأن «ليس هناك أحرص علينا من حزب الله ليمثّلنا». ومقابل 4985 صوتاً نالها آخر مرشح في لائحة «التنمية والوفاء» في الغبيري، نال المرشح الأول في لائحة «الغبيري بتجمعنا» 392 صوتاً.

أما في حارة حريك، فشكّل كل من القوات اللبنانية والكتائب والنائب آلان عون لائحة «تجمّع عائلات حارة حريك» في وجه لائحة «التنمية والوفاء» المدعومة من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر. ورغم تركيز «تجمع العائلات» على المرشحين المسيحيين الثمانية، وزّعت الماكينات الانتخابية لوائح مكتملة من 18 عضواً تضم مرشحين من الطائفة الشيعية أيضاً. ورفض مندوبوها ربط الانتخابات بمعركة سياسية لأنها «تمثّل العائلات»، على حدّ تعبيرهم، علماً أن من صرّح لـ«الأخبار» عن انتخاب لائحة «التجمّع»، برّر خياره بشخص آلان عون الذي «نحبّه ونثق به، لأنه ابن البلدة. أما جبران باسيل فبعيد عنا لأنه من البترون، ويخوض معركة انتخابية لا علاقة له بها»، بحسب سعاد دكاش.

ومع إدراك أنّ التحالف مع الأكثرية الشيعية سيجعل منافسة التيار البرتقالي صعبة في الحارة، تخلّف كثيرون عن المشاركة خاصة أنّ الانتخابات تقع في الضاحية التي لا تزال تتعرّض لاعتداءات إسرائيلية، فكان مركز بلدية حارة حريك للتدريب المهني قاعة مكيّفة «خمس نجوم» هادئة يهلّل رؤساء الأقلام كلّما مرّ بها ناخب. فيما كانت المعركة الفعلية معركة مخاتير، فاز فيها «تجمع عائلات حارة حريك» بجميع المقاعد في المجلس الاختياري في حارة حريك، مقابل خسارة جميع مرشحي التيار الوطني الحر، وهكذا يكون آلان عون قد حصل على نتيجة مرضية في «بروفا» الانتخابات النيابية.

الاخبار اللبنانيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب