كيف خدع رئيس السلفادور نجيب أبو كيله العالم باتفاق سري مع زعماء العصابات؟- (فيديو)

كيف خدع رئيس السلفادور نجيب أبو كيله العالم باتفاق سري مع زعماء العصابات؟- (فيديو)
رائد صالحة
واشنطن- كشفت تقارير إعلامية أن إدارة الرئيس السلفادوري نجيب أبو كيله، صديق إسرائيل والحليف السياسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تستعد لاعتقال عدد من الصحافيين بعد نشر مقابلات تكشف تفاصيل جديدة عن اتفاق سري جمعه بزعماء عصابات إجرامية.
ووفقًا لصحيفة إل فارو السلفادورية المستقلة، فإن مكتب النائب العام الخاضع لسيطرة أبو كيله يجهّز ما لا يقل عن سبع مذكرات توقيف ضد صحافيين من الصحيفة، إثر نشر مقابلة حصرية مع قيادييْن سابقيْن في عصابة “ثورة الشارع الثامن عشر”، كشفا فيها عن استمرار علاقة الرئيس بزعماء العصابات.
وقالت إل فارو إن تنفيذ هذه المذكرات “سيشكل سابقة خطيرة، إذ ستكون المرة الأولى منذ عقود التي يُلاحق فيها صحافيون بسبب عملهم المهني”.
وردّ نجيب أبو كيله، الذي يصف نفسه بأنه “أروع دكتاتور في العالم” مساء الجمعة على الانتقادات عبر منصة “إكس” مدافعًا عن سياساته بقوله إن “بلدًا ينعم بالسلام، بلا جرائم قتل أو ابتزاز أو جثث يومية، لا يروق لمنظمات حقوق الإنسان، ولا لوسائل الإعلام العالمية، ولا للنخب، ولا لجورج سوروس”.
ورغم أن الاتفاق بين أبو كيله وزعماء العصابات بات معروفًا على نطاق واسع في السلفادور، فإن إل فارو كانت أول وسيلة إعلامية تبث مقطع فيديو يتضمّن اعترافات مباشرة من قادة العصابات بتفاصيل الاتفاق.
تفاصيل جديدة وصادمة
ذكرت الصحيفة أن المقابلة مع القيادييْن ما كانت لتتم لولا تهريبهما من البلاد بمساعدة مسؤولين موالين للرئيس. إذ كشف “ليرو مان”، أحد القياديين السابقين، أنه نُقل سرًا إلى غواتيمالا عبر نقطة حدودية غير رسمية، على يد وسيط العصابات المقرب من أبو كيله، كارلوس ماروكين. أما القيادي الآخر، “تشارلي” (كارلوس كارتاخينا)، فقد اعتُقل في أبريل/ نيسان 2022 خلال حالة الطوارئ، ثم أُفرج عنه بعد تلقي مركز الشرطة مكالمة غامضة.
وفي الوقت الذي كانت تُطلق فيه هذه التسهيلات، كانت قوات الأمن تعتقل عشرات الآلاف من المواطنين دون محاكمة بتهمة الانتماء إلى العصابات.
وبيّن مقطع الفيديو أن حكومة أبو كيله عقدت صفقات سرية مع العصابات، شملت، وفقًا لشهادات القادة السابقين، دعمًا ماليًا خلال الانتخابات. وأوضح أحدهم أن حزب “جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني” دفع للعصابات 250 ألف دولار خلال حملة 2014، لدعم ترشح أبو كيله لمنصب عمدة سان سلفادور، وفقاً لمنصة “كومن دريمز”.
وذكر أحد القادة: “كنا نبلغ سكان الأحياء أن يصوتوا لأبو كيله، وإن لم يفعلوا، سنقتلهم”، مضيفًا عن أبو كيله: “كان يعلم تمامًا أنه يحتاج إلى العصابات ليصل إلى ما هو عليه اليوم”.
وأشارت الشهادات إلى أن أحد أركان هذا الاتفاق كان يقوم على مبدأ “لا جثة، لا جريمة”، إذ وافقت العصابات على إخفاء جثث ضحاياها لتسمح لأبو ركيله بترويج انخفاض معدل الجريمة.
البُعد الدولي وتهديد حرية الصحافة
في تطور دولي بارز، ذكرت “كومن دريمز” أن إدارة ترامب قامت بترحيل أعضاء من العصابات إلى السلفادور رغم أنهم كانوا يواجهون تهمًا فدرالية في الولايات المتحدة كانت ستسمح لهم بالشهادة ضد أبو كيله أمام القضاء الأمريكي.
وفي تعليق على الحملة ضد إل فارو، كتب الصحافي الأرجنتيني إليعازر بوداسوف أن “زعيم السلفادور يريد إسكات الصحيفة لأنها ببساطة تمارس الصحافة وتفكك أساطير إدارته”.
وكانت الصحيفة قد تعرضت خلال السنوات الماضية لسلسلة من الهجمات من قِبل إدارة أبو ركيله، شملت اتهامات ملفقة بغسل الأموال والتهرب الضريبي، ومنع صحافييها من حضور المؤتمرات الرسمية، فضلًا عن مراقبتهم ببرامج تجسس مثل “بيغاسوس”.
ورغم ذلك، واصلت الصحيفة عملها، وقال محرروها في بيان عام 2022 إن “كل مواطن عليه أن يقرر ما إذا كان يريد أن يعرف الحقيقة أو يظل وفيًا للولاء الأعمى الذي تفرضه هذه الإدارة، أما نحن، فوظيفتنا هي أن نغطي الحقيقة، ولن نغيّر الأخبار، ولن نفعل ذلك أبدًا”.
“القدس العربي”: