فنانون ومثقفون لبنانيون يشكون تكاثر “حملات التحريض والتكفير” و”التهديدات” في حقهم

فنانون ومثقفون لبنانيون يشكون تكاثر “حملات التحريض والتكفير” و”التهديدات” في حقهم
بيروت: دقّ عددٌ من الفنانين والمثقفين اللبنانيين، الثلاثاء، “ناقوس الخطر” إثر تكاثر “حملات التشهير والتحريض والتكفير” و”التهديدات” التي يتعرضون لها بسبب أعمالهم، ودعوا إلى “الاحتكام إلى القضاء”، بدلًا من اللجوء إلى هذا الأسلوب.
وفي بيان تلوه خلال مؤتمر صحافي في أحد مسارح بيروت، شكا “عاملون وعاملات في الفن والثقافة” تعرّضهم “في كثير من الأحيان (…) إلى التطاول والتجني من خلال حملات (…) تشهير وتحريض وتكفير من دون حسيب ولا رادع ولا رقيب”.
وفي البيان الذي نُشر باسم “فنانين ومبرمجين ومصممين وباحثين ومديري فضاءات ومسارح ومؤسسات فنية وثقافية وبحثية” يمثلون “51 مؤسسة وفضاءً ثقافيًا” في لبنان، دقّ الموقّعون “ناقوس الخطر”، مشيرين خصوصًا إلى “ما حدث أخيرًا مع الفنانة المسرحية حنان الحاج علي”.
وأكدت الحاج علي، خلال المؤتمر الصحافي، أنها تعرّضت، في الآونة الأخيرة، “إلى حملة تحريضية وتشويهية” و”تهديدات لفظية وجسدية” جرّاء عرض لمسرحية بعنوان “جوغينغ”، تقدّمها منذ عام 2016، وتتناول “قصص نساء”.
وروت أن هذه الحملة بدأت بعدما صوّر أحد الحضور مقطعًا من عرض قدّم في 16 نيسان/أبريل الفائت في مدينة صيدا، جنوب لبنان، ونشره عبر الشبكات الاجتماعية، معلّقًا بأن فيه “كفرًا ومَسًّا بالذات الإلهية” وبالدين الإسلامي. وتبعه في ذلك آخرون، وتدفقت التعليقات عن العرض والجامعة التي استضافته، فيما “تلقّى الشخص الذي تولّى تنظيمه رسائل تهديد على هاتفه”، وفق الحاج علي التي تحدثت عن “دعوات أُطلقت للتجمّع أمام المساجد”.
ورأت الحاج علي أن ما تعرّضت له “ليست قضية شخصية بل هي قضية قطاع”، ملاحظةً “تكاثُر” هذه الحملات “الموجهة الخطيرة التي تجبر مَن يتعرضون لها (…) على ممارسة رقابة ذاتية”.
وطالب الفنانون والمثقفون في بيانهم بصَون حقوقهم “الدستورية، وخصوصًا حرية التعبير”، وبإقرار “قوانين مبرمة واضحة وغير قابلة للتأويل والتحريف، مع مراسيم تطبيقية عاجلة لحماية هذه الحقوق”.
وإذ دعوا إلى إلغاء “قانون الرقابة على الأعمال الفنية”، رأوا ضرورة وجود “خط ساخن مع وزارة الثقافة للتبليغ عن الحالات الطارئة والأمور المستعجلة”، مشدّدين على وجوب “أن يكون الاحتكام إلى القضاء هو البديل”.
وأشار العضو المؤسّس لفرقة “زقاق” المسرحية، الممثل والمخرج المسرحي جنيد سريّ الدين، إلى أن “مجموعة من المثقفين أو العاملين في المجال الثقافي تتعرّض بين الحين والآخر إلى تطاولات وتجنٍّ يعرّض حياتهم وحياة عائلاتهم للخطر، ويشوّه سمعة أشخاص من خلال التحريض أو التشهير”.
ولاحظ سريّ الدين أن القائمين بها “مجموعة أفراد، نتيجة غيرتهم على عقيدتهم (…)، أو تحليلات خاطئة أحيانًا وفهم سطحي للعمل الفني”.
وتابع: “سنلجأ إلى القضاء حيال أي شخص يتطاول على الفنانين، وسنتابع هذه الحالات ونوثقها”.
ورغم درجة حرية الأعمال الفنية التي يتميّز بها لبنان عن الكثير من دول المنطقة العربية، يتعرّض بعض الفنانين أو الممثلين الكوميديين أحيانًا لحملات من ناشطين أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بسبب تضمّن أعمالهم ما يرى فيه البعض إساءات للدين أو لسياسيين أو حتى لمؤسسات رسمية.
وأوقفت السلطات بعض هؤلاء، فيما اضطر آخرون إلى وقف عرض أعمالهم أو مغادرة البلاد.
(أ ف ب)