السيناريو الأقرب لـ “مفاجأة ترامب”: كل شيء ولا شيء

السيناريو الأقرب لـ “مفاجأة ترامب”: كل شيء ولا شيء
ما الذي كان يقصده ترامب بقوله “بيان عظيم”، وماذا يحصل من خلف الكواليس؟
نبدأ من النهاية: لو كان هناك جواب واضح وقاطع لكتبته. أما حالياً فلا جواب، وماذا إذن؟ بيان ويتكوف هذه الليلة عن “إعلانات عديدة قريباً جداً”، تخص اتفاقات إبراهيم.
ما كان ينبغي لإسرائيل أن تشعر بالإهانة لأن ترامب لم يطلعها قبل الأوان على الاتفاق مع الحوثيين. فهو نفسه قال إن البيان الصادر عن الحوثيين لم يصل إليه إلا قبل وقت قصير من ذلك. في الوضع الطبيعي، يفهم أنه من الصواب اطلاع إسرائيل مسبقاً، وعندها الركض إلى وسائل الإعلام. لكن ترامب هو ترامب، ولا شيء مفاجئاً في تصرفه بشكل معاكس.
السؤال الأهم هو: هل أصرت الولايات المتحدة على أن تكون إسرائيل جزءاً من اتفاق وقف النار – على افتراض وجود اتفاق كهذا؟ فوفقاً لما عرفناه أمس في إسرائيل، الاتفاق لا يتضمن إسرائيل. بمعنى -حسب ما هو معروف في هذه اللحظة- أن ترامب عقد صفقة جيدة لأمريكا وترك إسرائيل لمصيرها. من غير المعقول أن تسير الأمور على هذا النحو، لكن إذا كان هذا هو الواقع، فإن خيبة الأمل مريرة. الولايات المتحدة وإسرائيل حليفان؛ فلا يعقل أن تنسانا أمريكا ترامب، ويصعب تصديق حصول هذا. كما يوجد بالتأكيد مزيد من الوقت للإصلاح.
سيصل ترامب إلى المنطقة الثلاثاء القادم، وسيزور قطر والإمارات والسعودية. حتى الآن، لا يعتزم زيارة إسرائيل. ومع ذلك، شائعات عنيدة تدعي بأن خياراً كهذا ليس ضمن الأوراق، بل وأجريت استعدادات بذلك.
إذا لم تكن هذه التخمينات كافية، فالسؤال الكبير بالطبع هو: ما الذي يختبئ في وعود ترامب وويتكوف عن إعلانات كبرى وقريبة.
وفقاً للاستيضاحات التي أجريتها، لا يدور الحديث عن ضم سوريا ولبنان إلى هذه الاتفاقات رغم شائعات في هذا الاتجاه أيضاً.
قد يدور الحديث عن بيان لترامب حول مساعدات أمريكية مباشرة لغزة، كما زعمت وسائل الإعلام العربية. في مثل هذه الحالة، الشائعات هي التقدم في خطته لإخلاء قطاع غزة، وكذا التخفيف من ضغوط “الشارع العربي” على الحكام إزاء “وضع الفلسطينيين”. لكن، هل يكفي بيان كهذا لضم السعودية إلى اتفاقات إبراهيم؟ فهذا ليس منطقياً على نحو ظاهر. وإن رفضت السعودية فلن يدخل غيرها من الدول العربية والإسلامية. لذا، ليس مفهوماً عما تحدث ويتكوف.
اتفاق مع إيران؟ إذن هل سيعلن ترامب أنه توصل إلى اتفاق مع إيران؟ حتى هذا يبدو أكثر بعداً من غيره. فالأطراف لم تنجح حتى في تنسيق لقاء رابع لمواصلة المفاوضات. وهذا يحصل حين تكون المفاوضات على أي حال في بدايتها، وثمة بين الأمريكيين والإيرانيين فجوات واسعة.
إذا كان كذلك، فلعلها صحيحة تلك النظرية التي تفيد بأن كل ذلك مجرد مقدمة لهجوم كبير في إيران. حسب هذا التفسير، الذي يأتي بشكل غير مباشر من البيت الأبيض حتى قبل زيارة ترامب إلى المنطقة، فإن البرنامج النووي الذي يهدد العالم سيدمر بضربة عسكرية هائلة.
بعد بضعة أيام من ذلك، سيأتي ترامب إلى جولة نصر في الشرق الأوسط، ويعلن بأنه أنقذ العالم من خطر رهيب. ينبغي الاعتراف بأنه سيناريو يبدو غير معقول على الإطلاق. لكن في عالم ترامب الفوضوي، كما رأينا مرة أخرى أمس، لا نستبعد أي سيناريو.
أرئيل كهانا
إسرائيل اليوم 7/5/2025