عربي دولي

«رجل الصفقات» يزيد «غلّته» بالأموال القطرية

«رجل الصفقات» يزيد «غلّته» بالأموال القطرية

بات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، ليلته في قطر على «غلة» متزايدة حصّلها من الرياض التي زارها خلال اليومين الماضيين، والدوحة، ويُنتظر أن يزيدها بشكل كبير لترتفع إلى ما فوق الـ3 تريليونات دولار حين يزور اليوم أبو ظبي، التي كانت تعهّدت باستثمار 1.4 تريليون دولار في الأصول الأميركية. وفي السياسة، افتتح الرئيس الزائر محطته القطرية بالحديث عن أن لديه «شعوراً بأن الأمر سينجح» في المفاوضات النووية مع إيران.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أعرب ترامب عن أمله في نجاح مساعيه الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. وقال: «كان وضعاً مثيراً للاهتمام بالفعل. لديّ شعور بأن الأمر سينجح»، مضيفاً: «قضينا ساعتين في مناقشة قضايا العالم وبينها روسيا وأوكرانيا، كما بحثنا ملف إيران».
من جهته، قال أمير قطر للرئيس الأميركي: «إننا جميعنا نريد إحلال السلام في المنطقة، ونأمل أن يتحقق ذلك هذه المرة»، مضيفاً: «أعلم أنك رجل سلام وتريد إحلال السلام في المنطقة»، مشيراً إلى أن «بإمكان الدوحة وواشنطن مواصلة العمل معاً لإحلال السلام في المنطقة أو في مناطق أخرى كالسلام بين روسيا وأوكرانيا».

وعقد ترامب وتميم جلسة مشاورات مغلقة في الديوان الأميري استمرت ساعتين، أي أطول بساعة من المقرر، ثم شهدا توقيع عدد من الاتفاقيات. وذكرت قناة «الجزيرة» إن الاجتماع كان دسماً، وناقش، من جملة ما ناقشه، دور قطر في مفاوضات إنهاء الحرب على قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إليه، خاصة مع وجود المبعوثين الأميركيين، ستيفن ويتكوف، وآدم بولر، في الدوحة. وكانت «الجزيرة» نقلت عن مصادر خاصة أن مسؤولين قطريين وويتكوف التقوا وفد التفاوض الإسرائيلي أول أمس، في اجتماع دام ساعتين.

الرئيس الأميركي قد ينتقل إلى تركيا اليوم إذا حضر بوتين للمشاركة في المفاوضات مع أوكرانيا

وأعلن أمير قطر، بعد مراسم التوقيع، أن الاتفاقات الموقّعة ستنقل العلاقات بين قطر والولايات المتحدة إلى مستوى جديد، فيما أشار ترامب إلى أن قطر وقّعت اتفاقاً لشراء طائرات من شركة «بوينغ» الأميركية لصالح «الخطوط الجوية القطرية»، في صفقة تبلغ 200 مليار دولار وتشمل 160 طائرة، ووصفها بأنها الصفقة الأكبر في تاريخ الشركة. وأعلن البيت الأبيض، في بيان، أن أميركا وقطر وقّعتا بياناً عن استثمارات محتملة بقيمة 38 مليار دولار تشمل دعم قاعدة «العديد» الجوية الأميركية في الدولة الخليجية.

ولفت إلى أن تلك التوقيعات تمثّل نية ترامب تسريع استثمار قطر الدفاعي في الشراكة الأمنية. وشملت الاتفاقيات بيع الدوحة طائرات من دون طيار من طراز «أم كيو 9 – ب» التي أسقطت قوات صنعاء عدداً كبيراً منها خلال العدوان الأميركي على اليمن، والذي جرى على جولتين استمرتا أكثر من سنة ونصف سنة. ولدى وصوله إلى الدوحة، استُقبل ترامب بأهازيج قطرية تقليدية خلال توجهه إلى الديوان الأميري القطري.

ونشرت مساعدة الرئيس الأميركي، مارغو مارتن، مقطع فيديو يُظهر طائرات «إف-15» تابعة للقوات الجوية القطرية ترافق الطائرة التي حملت الرئيس الأميركي من الرياض إلى العاصمة القطرية.

ووصل ترامب إلى قطر بعد مشاركته في القمة الخليجية – الأميركية في الرياض، حيث ألقى كلمة قال فيها إن «الشرق الأوسط يتمتّع بطرق حيوية وإستراتيجية في قلب العالم»، مؤكّداً التطلّع إلى العمل مع دول المنطقة. وتناول في كلمته الملف الإيراني، قائلاً: «أريد التوصل إلى اتفاق مع إيران. أريد أن أفعل شيئاً ما، إذا كان ذلك ممكناً. ولكن كي يحدث ذلك، يتعيّن عليها (إيران) أن تتوقف عن رعاية الإرهاب، وأن توقف حروبها بالوكالة، وأن تتوقف بشكل دائم وقابل للتحقّق عن سعيها للحصول على أسلحة نووية». وتابع: «أحثّ جميع الدول بقوة على الانضمام إلينا في التطبيق الكامل للعقوبات» التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران.

كما جاءت زيارة الرئيس إلى الدوحة بعد عقده لقاء مع الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، شارك فيه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي انضم إلى المجتمعين عبر الإنترنت. ويختتم ترامب جولته الخليجية بمحطة أخيرة في أبو ظبي التي يصلها اليوم؛ وهو لمّح من على متن الطائرة التي نقلته من الرياض، إلى أنه قد يزور تركيا اليوم للمشاركة في محادثات محتملة بشأن الحرب في أوكرانيا في حال حضر نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت لا يزال فيه الكرملين يحجم عن كشف تشكيلة وفد موسكو إلى هذه المفاوضات المباشرة التي ستكون الأولى من نوعها منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في ربيع 2022.

وقال: «لا أعلم إن كان (بوتين) سيحضر إن لم أكن هناك… أعلم أنه يرغب في وجودي هناك، وهذا احتمال وارد». إلا أنه أضاف أن جدول أعماله اليوم «ممتلئ».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب