سانشيز: إسرائيل “دولة إبادة جماعية”… تل أبيب تستدعي السفيرة الإسبانية

سانشيز: إسرائيل “دولة إبادة جماعية”… تل أبيب تستدعي السفيرة الإسبانية
إسرائيل تستدعي سفيرة إسبانيا بعد وصف سانشيز لها بـ”دولة إبادة جماعية”، وسط انتقادات أوروبية متزايدة تطال حربها على غزة، كان آخرها دعوة رئيسة بلدية أمستردام لإدانة ما اعتبرته جرائم حرب و”تطهيرًا ممنهجًا”.
استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، سفيرة إسبانيا لدى تل أبيب، آنا سولومون، لجلسة توبيخ مقررة يوم غد الخميس، وذلك في أعقاب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، خلال جلسة في البرلمان وصف فيها إسرائيل بـ”دولة إبادة جماعية”.
وجاءت تصريحات سانشيز ردًا على مداخلة من أحد أعضاء البرلمان الذي انتقد استمرار العلاقات الاقتصادية بين مدريد وتل أبيب، قائلاً إن “إسبانيا تتاجر مع دولة ترتكب إبادة جماعية”. ورد سانشيز باستخدام المصطلح ذاته، قائلاً: “لا نتاجر مع دولة إبادة جماعية”.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن احتجاجها الشديد، معتبرة تصريحات سانشيز “خطيرة”، وقررت استدعاء السفيرة الإسبانية، الخميس، إلى مقر الوزارة لجلسة “توبيخ” رسمية؛ يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تستدعي فيها إسرائيل سفيرة إسبانيا.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، تم استدعاؤها مرتين خلال أسبوع، على خلفية انتقادات وجهها سانشيز لإسرائيل بشأن “عدم التزامها بالقانون الدولي”، الأمر الذي قوبل لاحقًا بخطوة مقابلة من مدريد، تمثلت في استدعاء سفيرة إسرائيل في إسبانيا لجلسة توبيخ.
وعلى صلة، أثارت رئيسة بلدية أمستردام، فمكا هالسما، استياء واسعا في إسرائيلي بعد أن دعت حكومتها إلى إدانة “انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل في غزة”، مشددة على أن ما تقوم به إسرائيل في القطاع “يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية”.
وقالت هالسما إن الوقت قد حان لكي “تقف أوروبا وهولندا والمجتمع الدولي إلى جانب المدنيين الفلسطينيين في غزة الذين يُقتلون بوحشية”، مضيفة أنه “عندما تصل مؤسسات علمية محترمة إلى استنتاجات بهذا الحجم، يجب أن نرتقي فوق الخلافات السياسية وندين انتهاكات حقوق الإنسان بوضوح”.
واستندت تصريحات هالسما إلى تحليل أدلى به مارتن آيكهوف، مدير المعهد الهولندي لدراسات الحرب والهولوكوست والإبادة الجماعية (NIOD)، الذي وصف العمليات العسكرية الإسرائيلية بأنها “إبادة جماعية” وفقًا لمعايير علمية وتحليل قانوني.
كما أعلنت هالسما عن مبادرة رمزية تشمل عرض صورة الطفلة الفلسطينية هند رجب على واجهة “متحف العين” في أمستردام، تعبيرًا عن التضامن مع ضحايا الحرب؛ ورجب كانت في عمر 5 سنوات حين قتلها الجيش الإسرائيلي مع 6 من أقاربها بقصف سيارة لجأوا إليها جنوب غربي مدينة غزة في 29 يناير/ كانون الثاني 2024.
من جانبه، أعرب السفير الإسرائيلي في لاهاي، مودي إفرايم، عن “صدمته العميقة” من تصريحات هالسما، وزعم أنها “تشوه واقع الصراع” و”تجاهل معاناة الضحايا الإسرائيليين”، وقال إن “اتهام إسرائيل بقتل المدنيين عمدًا وتجويع الأطفال ليس فقط كذبة، بل تكرار لأسوأ الصور النمطية التاريخية المعادية لليهود في أوروبا”.
وزعم سفير تل أبيب لدى هولندا أن “إسرائيل تعرضت في السابع من أكتوبر 2023 لأبشع مجزرة ضد اليهود منذ المحرقة”، منتقدًا تجاهل رئيسة بلدية أمستردام لما وصفه بـ”فظائع حركة حماس وتصاعد معاداة السامية في المدينة ذات التاريخ اليهودي العميق والمؤلم”.