الصحافه

أما نتنياهو فإلى الجحيم.. هل وجد ترامب وبن سلمان وماكرون “أرض ميعاد جديدة”؟

أما نتنياهو فإلى الجحيم.. هل وجد ترامب وبن سلمان وماكرون “أرض ميعاد جديدة”؟

سيفي هندلر

الأصوات التي تصاعدت في السعودية مساء الثلاثاء، دوت في أرجاء العالم بسرعة. كان هذا شاشة مقسمة: من جهة، نرى ترامب مسروراً ويمتدح بن سلمان ويعلن عن رفع العقوبات عن سوريا، ومن جهة أخرى يقف من خلفه ماكرون ويشد على يده، وهو الذي التقى من قبل مع الرئيس السوري الذي يصف حصار إسرائيل الإنساني على غزة بـ “العار”، ويدعو لفحص فرض عقوبات على إسرائيل.

الأصوات التي تصاعدت من الرياض سمعتها “القدس” مروراً بدمشق وحتى باريس، والكثير من البيبيين من النوع الصلب جداً نجحوا في صم الآذان. نرى في “الشرق الأوسط الجديد” كلاً من بن سلمان واردوغان وحتى الجهادي السوري المتقاعد أحمد الشرع، جميعهم في الداخل، في حين يقف نتنياهو وسموتريتش وبن غفير في الخارج. ترامب وكل زعماء العالم والمنطقة يبقون الإسرائيليين يتمرغون في مطاردة شقيق يحيى السنوار وابن عم حسن نصر الله. أما هم فقد انتقلوا إلى شيء جديد وأجدى، ومبروك على إسرائيل الحوثيون.

الثمن الذي تدفعه إسرائيل بسبب اختيار نتنياهو بضعة أشهر أخرى من الائتلاف بدلاً من تفضيل استراتيجي لتحالف إقليمي، ربما يكون أعلى من الإهانة العلنية عند مشاهدة طائرة الرئاسة الأمريكية وهي تخترق سماء إسرائيل في الطريق إلى الصديق السعودي

الثمن الذي تدفعه إسرائيل بسبب اختيار نتنياهو بضعة أشهر أخرى من الائتلاف بدلاً من تفضيل استراتيجي لتحالف إقليمي، ربما يكون أعلى من الإهانة العلنية عند مشاهدة طائرة الرئاسة الأمريكية وهي تخترق سماء إسرائيل في الطريق إلى الصديق السعودي المخلص الثري ثراء قارون. ولدى ترامب، الذي ألمح لنتنياهو بأن المساعدات التي تحصل عليها إسرائيل مرتفعة (جداً تقريباً)، وأنه لا توجد وجبات بالمجان، وفي القريب قد تواجه إسرائيل إدارة حرب تتكون من سبع جبهات بعد إغلاق حسابها المفتوح لشراء السلاح وقطع الغيار من أمريكا.

الجانب الثاني من فكي هذه الكماشة، وفره ماكرون في بث تلفزيوني خاص الثلاثاء الماضي، استخدم فيه الكلمات الأكثر تشدداً ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر. اعترف ماكرون بأن الأمريكيين هم الذين لديهم تأثير على نتنياهو، لكن، وهذه “لكن” كبيرة، أضاف: إعادة فحص اتفاقات التعاون (بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل) “باتت على الطاولة”.

الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل. حجم التجارة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي 50 مليار دولار. والتعاون العلمي هو شريان حياة الأكاديميا في إسرائيل من خلال منح المجلس الأوروبي للأبحاث (إي.آر.سي)، التي يتميز فيها باحثون من إسرائيل بإسهامهم.

قفز نتنياهو كمن لدغته أفعى، وقال إن “ماكرون اختار الوقوف إلى جانب منظمة إرهابية إسلامية قاتلة”. ولكن الحقيقة يجب أن تقال: في الأسبوع الماضي، أدان ماكرون المذبحة التي نفذتها حماس، وحذر من ان يسمي أفعال إسرائيل في غزة بـ “إبادة جماعية”، وهو بالأساس طالب بحلول إنسانية. رد نتنياهو منفلت العقال والمقطوع عن الواقع، يدل على أن العصا التي لوح بها ماكرون، الزعيم الأكثر تأثيراً في أوروبا الآن، هي عصا كبيرة جداً.

 لاحظ ماكرون أن ترامب في خطابه بالرياض أغدق مجاملة أخرى على مستضيفه، لكن نهايتها كانت أقسى تجاه صديقه القديم نتنياهو. سأل الرئيس الأمريكي مستضيفه: “محمد، هل تنام الليل؟”. وأضاف: “لا يفكر إلا بالعمل. ويتقلب في الفراش مثلنا طوال الليل، ويسأل كيف يمكن تأدية ذلك بشكل أفضل. الذين لا يتقلبون في الفراش لن يأخذوك إلى الأرض الموعودة. أليس كذلك؟”. لقد وجد ترامب وبن سلمان وماكرون أرض ميعاد جديدة. بالنسبة لهم، إسرائيل نتنياهو هي بلاد دموية، اختار زعيمها مستقبلاً قاتماً لشعبه.

هآرتس 18/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب