من هو «جدعون»؟ فرقة «جلعاد» على أكتاف «النشامى»… وترامب «سمسار رائع» يمول ويسلح «عزرائيل» في غزة

من هو «جدعون»؟ فرقة «جلعاد» على أكتاف «النشامى»… وترامب «سمسار رائع» يمول ويسلح «عزرائيل» في غزة

بسام البدارين
ليس سرا أن «جلعاد» قرية أردنية جميلة بين سفوح جبال السلط. لكن القناة الإسرائيلية «14» لها رأي آخر، فقد أوضحت بجلاء أن الاسم «جلعاد» سيطلق على الفرقة العسكرية الجديدة، التي ستتولى «أمن الأغوار»، في خطوة عسكرية هذه المرة استعدادا لضم الأغوار، ومعها المناطق «ج» بأكملها بعد السيطرة على «الأرشيف العقاري».
قناة فضائية «فلسطين» وبالتزامن مع تركيز القناة الإسرائيلية على وظائف وواجبات الفرقة العسكرية «جلعاد» كانت مهتمة باستضافة محللين، جميعهم يبلغون الشعب الفلسطيني عن مؤشرات ومظاهر «الحكمة» المذهلة التي ظهرت في دعوة «السيد الرئيس» في قمة بغداد السبت حركة حماس إلى «تسليم أسلحتها.
كان ضيف القناة الفلسطينية يقفز من مربع الشاشة، وهو يحاول الادعاء أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ الأردن وفلسطين معا قد تكون، ليس «ردع اليمين الإسرائيلي»، بل تسليم الأسلحة وعودة قوات السلطة لغزة.
أحد المعلقين قال «في الخلاصة.. غزة إما لنا أو للرئيس ترامب وسماسرة العقار»!
جلعاد والنشامى
لم يتطرق صاحبنا إلى «التنسيق الأمني»، فيما القناة الإسرائيلية التي تحمل الرقم «14» تتوسع في الحديث عن «فرقة جلعاد».
لاحظوا الاسم، الذي اختاره «العقل الإسرائيلي» لتلك الفرقة وهو اسم «أردني بامتياز» لقرية أردنية سرعان ما سيخرج مخبول ما ينتخب وزيرا لأمن الكيان، ويتحدث عن جدته التي كانت تبكي على مطل القرية.
والسبب أن الإذاعة الإسرائيلية – ظهر السبت تحديدا – وصفت الحدود الأردنية مع الكيان بالعبارة التالية «ستصبح الأكثر خطرا على أمن إسرائيل».
لا أحد يعرف بعد كيف ستتصرف المؤسسة الأردنية. لكن ما لاحظناه عموما بدلا من انشغال تلفزيون الحكومة وشاشة «المملكة» بالرد على «ادعاءات فرقة جلعاد» كانت الوجبة الأدسم تلك التي تمتدح وتشكر قرارات هيئة الإعلام بحجب وحظر 12 موقعا إلكترونيا بدعوى «الحفاظ على الأمن الإعلامي الوطني».
بصراحة، لأول مرة، أسمع عبارة «الأمن الإعلامي الوطني» وقناة «الحقيقة الدولية» تدفقت بحماس لكي تجتهد في شرح المفهوم وفكرته زرع شبكة في درب العصافير.
أيام زمان قصفنا أحد الوزراء بـ»إحياء المشروع الوطني الأردني». سألته عن «تعريف العبارة» فرد بطلب فنجان يانسون لي ثم سألني عن الجيران لتغيير الموضوع.
الإعلام الرسمي، خصوصا المتلفز يكثر من الشعارات والعبارات الرنانة والمصطلحات التي لم يتم تعريفها بعد، وعند حصول «أزمة ما» يزداد قصف الجمهور بتلك «الترددات» فتصبح الرسالة الإعلامية الوطنية أشبه بـ»سهرة وناسة»، التي كانت تبثها قناة «أم بي سي»، حيث الطبال يرقص مع مساعدة الكوافيرة، والمخرج يلوح بغطاء الرأس في وجه عازف حيوي خرج للتو من مواجهة شرسة مع وليمة دسمة.
جدوى الحجب
بصراحة في المرئي والمسموع الأردني نحتاج لمحتوى ومهنيين»، دون ذلك يمكن العودة للمسلسلات الكورية المدبلجة أو «فوائد الميرمية».
الموقع الإلكتروني المشاغب، الذي «تفحمه» بمعلومة أكيدة وتساهم في تقليص مصداقيته وجمهوره «أحسن بكثير» للأردن من الموقع الذي تم حجبه، لأن الشعب الأردني في كل بساطة سيبحث بعبقرية عن الصفحات المحجوبة وسيجد ضالته.
سؤالي لمن يحجب القنوات والمواقع: أليس من وظيفة الجهاز الرسمي تأهيل وتدريب «الشاشات الحكومية» على كيفية الرد على «العدو» عندما تهدد قنواته التلفزيونية الشعب الأردني ودولته بالقول إن «فرقة جلعاد في الطريق»؟
طبعا، الإجابة غير ميسرة مما يعيدنا لأصل الحكاية وزيارة ترامب الشهيرة لعدة دول عربية، وما رافقها من «مبالغات رقمية» بتعريف الـ»تريليون»، ثم ما نشطت قناة «الجزيرة» بخصوصه، حيث «الرئيس السمسار» يتحدث عن «غزة» بعدما طبقت معه قواعد «الخيل والليل والبيداء.. إلخ».
سمسار رائع
سأل مذيع قناة «سي إن إن» الرئيس ترامب عن غزة فقال إن لديه «خطة رائعة» وستسر العرب والمسلمين «خلال شهور».
خلال أسابيع لن يبقى أحد في غزة ما دامت القناة الإسرائيلية 12 قد أعلنت بوضوح عن «بدء معركة عربات جدعون». أنا شخصيا لا أعلم من هو السيد «جدعون»، لكن واضح أنه «سفاك دماء» ما يمكن إخراجه من بين أسطر الأساطير لتبرير «الجريمة»، التي ارتكبت على مرأى من «قمتين».
ترامب، حتى نتنياهو لا يريد «إقلاقه» بأي تعليق بسبب «7 أكتوبر» والعم يذرف الدموع على سكان الركام في غزة، دون أدنى كلمة من أي صنف نفهم منها أن الحرب قد تقف.
الواضح لي أن المجرم ترامب متفق مع المجرم نتنياهو ولا مبرر للغرق في الأوهام وزيارة الرجل وظيفتها فقط «جمع المال»!
قلت ذلك عبر أثير إذاعة «الحياة» المحلية وهاتفني مراقب سائلا: ألا تخشى تهمة «تعكير صفو العلاقات مع دول شقيقة»؟!
لا أخشاها لسبب بسيط وهو أن ترامب نفسه يقول بذلك، وفي كل اللهجات، فالناس في غزة تفتك بهم آلة الإبادة، وويتكوف يتجول بين عواصم المنطقة وترامب لم يتطرق إطلاقا إلى توجيه اللوم لأي جهة إسرائيلية عندما تحدث عن «الموت الكبير في غزة»، دون أدنى إشارة لعزرائيل الذي موله ترامب نفسه بالمال والسلاح.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان