فلسطين

بدء دخول المساعدات إلى غزّة: الغذاء… بالقطّارة

بدء دخول المساعدات إلى غزّة: الغذاء… بالقطّارة

في ترجمة لما أُعلن عنه خلال الأيام الفائتة، حول مخطط أميركي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عبر شركات أمنية، وبالتنسيق والتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، سُجّل أمس، إدخال أقل من 10 شاحنات مساعدات إنسانية إلى القطاع، من معبر كرم أبو سالم، وذلك بعد منع كامل استمرّ منذ شهر آذار /مارس الماضي. وجاءت هذه الخطوة نتيجة ضغط مباشر مارسته إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وضمن التزام قطعته واشنطن لحركة «حماس»، خلال المفاوضات لإطلاق سراح الأسير الإسرائيلي – الأميركي عيدان ألكسندر.

وفي مقطع فيديو نشره عبر حسابه على «تلغرام»، اعترف رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالتراجع عن منع دخول المساعدات، معتبراً أن هذا القرار لا يعكس تحوّلاً استراتيجياً، بل جاء لأن «إسرائيل لا تستطيع تحمّل صور المجاعة الجماعية أمام الأميركيين». وأضاف أن إدخال المساعدات الإنسانية هدفه «منع المجاعة» و«الحفاظ على الدعم الدولي»، معتبراً أن «تحقيق النصر المطلق» يستدعي معالجة أزمة الغذاء، ولو بحدّها الأدنى.

على أن دوافع القرار الإسرائيلي تبدو أكثر تعقيداً مما أعلنه نتنياهو؛ إذ نقلت «القناة 12» عن مصادر مطّلعة قولها إن دخول المساعدات جاء ثمناً مباشراً لإفراج حركة «حماس» عن ألكسندر. وقالت المصادر إن المبعوثَين الأميركيين ستيف ويتكوف وآدم بولر «قدّما التزاماً صريحاً للحركة بإدخال المساعدات»، ما وضع نتنياهو أمام واقع لا يمكنه التراجع عنه.

الأمم المتحدة تعتبر إدخال الشاحنات القليلة «نقطة في بحر»

وفي المقابل، تتزايد الانتقادات الدولية للخطة الإسرائيلية المتعلّقة بتوزيع المساعدات، والتي تقضي بإسناد العملية إلى شركات أميركية خاصة، من خلال أربع نقاط توزيع داخل القطاع. واعتبر دبلوماسي أوروبي رفيع أنّ الخطة «وصفة لكارثة»، مشبّهاً إيّاها بمحاولة «إطعام سكان تل أبيب من موقع واحد»، في إشارة إلى انعدام الواقعية والتنظيم. كما حذّرت دول كبرى، من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، من أن الخطوة الإسرائيلية غير كافية، واعتبرت أن «رفض إسرائيل تقديم المساعدات الأساسية للمدنيين أمر غير مقبول»، داعية إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وفتح المعابر بشكل عاجل.

كذلك، وصف مصدر كبير في الأمم المتحدة، في حديث إلى وكالة «رويترز»، إدخال الشاحنات القليلة بأنه «نقطة في بحر»، داعياً إلى تحرك فوري للسماح بإدخال كميات أكبر من المساعدات الإنسانية. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية عن مصدر أوروبي أن «وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يدرسون تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل»، في خطوة تصعيدية احتجاجاً على السياسات الإسرائيلية في غزة.

وعلى المقلب المصري، أكّد مصدر مسؤول، في حديث إلى «الأخبار»، أن الشاحنات التي تدخل القطاع «لن تغطّي حتى الحد الأدنى من احتياجات السكان»، مشيراً إلى «تجاهل متعمّد لإدخال مساعدات طبية ضرورية لتشغيل المستشفيات». ولفت إلى أن إسرائيل تسعى لإلغاء دور «الأونروا» وحصر تقديم المساعدات بفئات محدّدة، في محاولة للضغط السياسي على قيادة «حماس».

وكان مكتب الإعلام الحكومي في غزة، حمّل الاحتلال والمجتمع الدولي، المسؤولية الكاملة عن «الجرائم الإنسانية المتواصلة» في القطاع، مؤكداً أن «ما دخل حتى الآن لا يشكّل سوى 9 شاحنات من أصل 44 ألفاً كان ينبغي أن تدخل خلال الـ80 يوماً الماضية». وطالب المكتب بتحرّك دولي فوري لفتح المعابر بشكل كامل والسماح بدخول 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يومياً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكارثة المستمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب