الصحافه

إسرائيليون: لا تسمعوا لترامب… وجود دولتكم مرهون باحتلال قطاع غزة فوراً

إسرائيليون: لا تسمعوا لترامب… وجود دولتكم مرهون باحتلال قطاع غزة فوراً

القول “سنحرر كل المخطوفين الآن في صفقة، وبعد ذلك نهاجم أو نحتل القطاع” هو تضليل ذاتي خطير. أولاً، لن تدخل أي جهة خارجية إلى القطاع بعد الصفقة، قبل أن نحتله وننزل “المقاومة” فيه إلى مستوى سري مقموع. لا نريد هناك الأمريكيون ولا الإماراتيين ولا السعوديين ولا العناصر السامة والفاسدة من القطريين أو المصريين. لن يقوم أحد بمهمة تحييد حماس من أجلنا. هذه مهمة حيويةـ، وخطيرة جداً، على الجنود والمخطوفين – لكن لن تكون لنا حياة في البلاد دون أن ننفذها. إخفاق “الشاباك” والجيش في 7 أكتوبر جعلنا نعلق في الحاجة الماسة لاحتلال القطاع وتطهيره. تعلمنا درساً صعباً: لا يمكن التعايش مع جيش إرهاب على حدودنا. بعد المناورات الناجحة هناك لتحرير أكبر عدد من المخطوفين، وصلنا الآن إلى لحظة الحقيقية، ولا يمكننا الهرب منها إلى حلول لفظية هزيلة.
ثانياً، لا يمكننا أن نهاجم بعد ذلك، لأن تحرير مخطوفين في اتفاق لن يأتي بدون ضمانات دولية مقيدة لحماية حماس، الذي سيبقى في القطاع. لن تجدينا العلل التي ستقدمها حماس. فـ “هجوم بعد ذلك” هو كلام فارغ.
ثالثاً، كلمة “كل” تبدو فرضية دون أساس. منذ نهاية 2023، ترفض حماس أن تقر أو تتحمل المسؤولية عن قائمة المخطوفين الذين نعرف أنهم أحياء أو أن تقدم معلومات عمن ليس معروفاً لنا مصيره. زمن غير طويل قبل تحرير إيدان ألكسندر، أعلنت حماس أنها “فقدت الاتصال معه”. لم تكن هذه مجرد وحشية لذاتها – بل وحشية محسوبة لغرض بث الغموض.
تسعى حماس للوصول إلى صفقة مخطوفين تتعهد فيها إسرائيل الانسحاب من القطاع وعدم الهجوم بعد ذلك. وعندها تبتز إسرائيل من خلال المخطوفين المتبقين لديها، حتى الهجوم التالي. وهذا سيأتي بل وسيأتي – مثل الانتفاضة الثانية بعد الهروب من لبنان، وبعد سيطرة حماس على القطاع والهجمات علينا بعد الهروب الأول من القطاع. إذا هربنا مرة أخرى في “صفقة مخطوفين” سنكون مثل أولئك الأغبياء الذين يكررون التجربة ذاتها على أمل نتيجة مختلفة.
تأخرنا في احتلال القطاع لإنقاذ عدد مخطوفين قدر الإمكان، بسبب ضغوط ضارة للغاية من الإدارة الأمريكية السابقة، وبسبب إخفاقات استراتيجية وتكتيكية في قيادة الجيش العسكرية السابقة. اثنان من الأسباب الثلاثة المؤخرة أزيلا. قائد الجيش استبدل، ورئيس الأركان زامير بلور خطة لاحتلال القطاع، لتطهيره ولفرض حكم عسكري عليه كله بإخلاء السكان إلى قرب حدود مصر. حتى وقت أخير مضى، نالت الخطة تأييد إدارة ترامب، وهذه شاركت في تخطيط جمع السكان المقاتلين، وتموين مباشر للمساعدات الإنسانية دون صلة بحماس، وفتح بوابات الهجرة.
لكن تكثر المؤشرات على أن صبر ترامب قد ينفد، وبخاصة في مواضيع المؤن الإنسانية. ينغلق أمام نتنياهو مجال المجاورة بين ضغط عسكري وصفقة مخطوفين. حملة “عربات جدعون” محظور استبدالها بضغط عسكري آخر للدفع قدماً بصفقة مخطوفين. محاولة كهذه الآن ستكون سقوطاً في فخ حماس. الحكومة وهيئة الأركان ملزمتان بفهم أن علينا احتلال القطاع وتطهيره – الآن. معظم الإسرائيليين واعون لهذا المنطق الأليم. ومن المؤسف أن بعضهم يميلون إلى كبته. صحيح أن الخطر كبير سواء على الجنود أم المخطوفين، لكن الخطر أكبر علينا جميعاً إذا أبقينا في القطاع جيش إرهاب يقف على أقدامه. لن نكون عبيداً وأرانب لمشاعرنا. لا، لن نطفئها ولن نتنكر لها، لكن سنتحكم بها من أجل حياتنا في البلاد.
آفي برئيلي
إسرائيل اليوم 19/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب