عربي دولي

هبّة أوروبية متأخّرة ضد إسرائيل… والعدو يغلق باب التفاوض: لا اتفـاق قريباً

هبّة أوروبية متأخّرة ضد إسرائيل… والعدو يغلق باب التفاوض: لا اتفـاق قريباً

ادّعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أمس، موافقتها على «الاقتراح الأميركي الجديد لاستعادة الأسرى»، والذي يستند إلى مبادرة مبعوث الإدارة الأميركية إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. ومن المعروف أن المقترح المذكور، والذي سبق ورفضته «حماس» مرتين، لم يتضمّن أي ضمانات أميركية جدّية وكاملة تلزم إسرائيل بعدم العودة إلى الحرب بعد انتهاء وقف إطلاق النار المؤقّت في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، بالنظر إلى أن رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، رفض تقديم أي التزام من هذا النوع.

وبناءً عليه، وجّه نتنياهو بـ«إعادة الطاقم التفاوضي الرفيع إلى تل أبيب للتشاور، فيما ستبقى فرق عمل ميدانية في الدوحة لمتابعة الأمور اللوجستية والميدانية»، وفق ما أعلنه مكتبه. وفي المقابل، وصفت حركة «حماس» الوفد الإسرائيلي الذي كان في الدوحة بأنّه «بلا صلاحيات تفاوضية حقيقية»، مؤكّدة أنّه «لم يجرِ أي نقاش جدّي منذ السبت الماضي».

واعتبرت الحركة أنّ إبقاء الوفد في العاصمة القطرية (أو فرق العمل الميدانية) على رغم افتقاده للتفويض اللازم، «ليس إلا محاولة دعائية مكشوفة من نتنياهو لإيهام المجتمع الدولي بالمشاركة في مسار تفاوضي، في حين لا تُبذل جهود جدّية على الأرض». وفي موازاة ذلك، أشار رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، إلى أنّ «مبادرة إطلاق سراح الأسير عيدان ألكسندر كانت تهدف إلى إنهاء المأساة في غزة، لكنّ الردّ الإسرائيلي جاء عبر تصعيد القصف». وأكّد المسؤول القطري أنّ «المحادثات لم تفضِ إلى أي نتائج بسبب الفجوات العميقة بين الطرفين»، محذّراً من أن «مواصلة القصف الإسرائيلي تُقوّض فرص السلام».

وكانت الصحافية جيلي كوهين، من قناة «كان»، أفادت بأنّ «الوفد الإسرائيلي بقي جزئياً في الدوحة على رغم توقف الاجتماعات التفاوضية»، مؤكدة أنّ أعضاء بارزين في الطاقم، من بينهم منسّق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، في طريقهم إلى إسرائيل. وكشفت مصادر القناة أنّ «القرارات الحاسمة تُتخذ فعلياً عبر قنوات مباشرة بين المبعوث الأميركي ويتكوف ورئيس الحكومة نتنياهو، إلى جانب وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وبتواصل غير مباشر مع حماس». وجاء ذلك في وقت كشف فيه موقع «واللا» العبري عن تنامي «حالة الإحباط داخل الإدارة الأميركية»، بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

ونقل الموقع عن مسؤولين في «البيت الأبيض»، ادّعاءهم بأن «الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب عن فزعه إزاء معاناة الأطفال الفلسطينيين»، ووجّه «رسائل مباشرة إلى نتنياهو طالبه فيها بالعمل الفوري لإنهاء الحرب». وأوضح أحد المسؤولين أن «ترامب يريد استعادة الرهائن، وفتح المجال للمساعدات، وبدء إعادة إعمار غزة»، معتبراً أنّ «حالة الجمود الحالية دفعت نائبه جي دي فانس إلى إلغاء زيارة كانت مقرّرة إلى تل أبيب».

وأفاد هؤلاء المسؤولون بأنّ «ترامب يرى في استمرار الحرب عائقاً أساسياً أمام مشاريعه الإقليمية»، وأنه يشعر بأنّ زيارته الأخيرة للمنطقة «كانت ناجحة، لكنّ التصعيد في غزة يُشكل مصدر إرباك دائم له». غير أن الموقع نفسه نقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ «نتنياهو لا يشعر بضغط كبير من ترامب في الوقت الحالي»، مشيراً إلى أنّ «أي اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار يتطلّب ممارسة ضغط متزايد من واشنطن على الجانبين».

وعلى المقلب الأوروبي، وبعد أكثر من عام ونصف عام على حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على الفلسطينيين في قطاع غزة، «استفاقت» الدول الأوروبية على هول الجرائم الإسرائيلية، إذ أعلنت الحكومة البريطانية، أمس، استدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، تسيبي حوتوفلي، وتعليق مفاوضات «اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل»، على خلفية اتساع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وقال وزير الخارجية، ديفيد لامي، إنّ «سياسات حكومة نتنياهو في غزة والضفة الغربية تمنع إحراز أي تقدّم في المفاوضات»، مؤكداً أن «أسلوب إدارة الحرب يضرّ بالعلاقات الثنائية». ومن ناحيتها، بدأت السويد تحرّكاً داخل «الاتحاد الأوروبي» للضغط في اتجاه «فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين»، في حين وافقت 17 دولة أوروبية على مراجعة «اتفاقية الشراكة مع إسرائيل»، مقابل اعتراض 9 دول أخرى. وتشمل المراجعة «شرط التزام إسرائيل بحقوق الإنسان»، وقد تفتح المجال أمام فرض عقوبات تجارية مستقبلية.

أمّا وزارة الخارجية الإسرائيلية، فقد ردّت على الخطوة البريطانية بالإشارة إلى أنّ «الاتفاق التجاري لم يشهد تقدّماً فعلياً منذ بداية عهد الحكومة البريطانية الحالية»، واصفة التعليق بأنّه ناجم عن «هوس مناهض لإسرائيل» ودوافع سياسية داخلية. وأضافت أنّ «العقوبات على المستوطنين في الضفة الغربية محيّرة وغير مبرّرة»، متابعة أنّ «إسرائيل لن تغيّر نهجها تحت أي ضغط خارجي».

وفي السياق نفسه، نقلت قناة «كان» عن دبلوماسي أجنبي تحذيره من أنّ «إسرائيل تواجه خطر التحوّل إلى دولة منبوذة»، وتأكيده أن «فرنسا وبريطانيا وهولندا وبلجيكا تدرس الاعتراف بدولة فلسطينية». وذكرت القناة أنّ هناك «ضغوطاً داخل إدارة ترامب أيضاً لإنهاء الحرب، مع الترحيب المتزايد بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع»، والتي أكّدت حركة «حماس» أنّ تصريحات نتنياهو بشأنها «لا تعكس الواقع»، مؤكّدة أنّ «أياً من الشاحنات التي وصلت إلى معبر كرم أبو سالم لم تُسلّم لجهات إنسانية»، متهمة حكومة الاحتلال «بمواصلة خداع العالم وإخفاء الحقائق».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب