الصحافه

هكذا شق بشارة بحبح طريقه إلى قلب الإدارة الأمريكية وأقام قنوات اتصال مباشرة مع حماس

هكذا شق بشارة بحبح طريقه إلى قلب الإدارة الأمريكية وأقام قنوات اتصال مباشرة مع حماس

بشارة بحبح أمريكي من أصل فلسطيني، أنشأ قنوات اتصال مباشرة بين قيادة حماس في الخارج وإدارة ترامب، وهو المسؤول عن الاتصالات المباشرة والمحادثات التي تُجرى حالياً بين ويتكوف وخليل الحية، نائب يحيى السنوار في قيادة غزة.

وُلد بشارة بحبح في القدس عام 1958 لعائلة هربت من المدينة القديمة إلى الأردن، ثم عادت للعيش بين أسوار المدينة. في سبعينيات القرن الماضي، أسس صحيفة ‘العودة’ التي وُزعت في الولايات المتحدة، أيضاً، بالإنجليزية، وذلك بالتعاون مع الصحافية الفلسطينية ريموندا الطويل، والدة سهى عرفات، أرملة ياسر عرفات.

سيكون للاثنتين دور حاسم في إقامة العلاقات المباشرة بين الأمريكيين وحماس لاحقًا. أدار بحبح وطويل صحيفة ‘العودة’، وجذبا أنظار القيادة الفلسطينية في ثمانينيات القرن الماضي، التي قررت لاحقاً اختيار بحبح للمشاركة في المحادثات ضمن مؤتمر السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بين سنتي 1991 و1993، محادثات أدت إلى اتفاقيات أوسلو.

بحبح خرّيج جامعة هارفارد، تخصص دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، وشغل لاحقاً منصب نائب رئيس معهد أبحاث الشرق الأوسط في الجامعة. بدأ مسيرته السياسية بدعم الديمقراطيين، لكن الغضب الكبير من سياسة باراك أوباما في الشرق الأوسط دفع بحبح إلى الانتقال لدعم الجمهوريين.

في العام 2024، أقام منظمة “الأمريكيون العرب من أجل دونالد ترامب”، وذلك رغم أنه غضب، قبل ذلك، من قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. “لقد غضب جداً من الجمهوريين، لكنه غضب أكثر من الديمقراطيين”، يقول مقربوه.

في نشاطات في إطار هذه المنظمة، التقى بحبح أيضاً بمسعد بولس، قريب عائلة ترامب وصهره. يقول لنا مقرّبو بشارة: “لم يُظهر بولس طاقة وحيوية، ولم يكن متحمسًا، ولذلك خسر منصب المستشار لشؤون العرب لصالح بشارة، الذي نجح في لفت انتباه ترامب عندما نظّم له الحملة الانتخابية في ميشيغان، وساهم كثيرًا في دعم الجمهوريين وفي فوز ترامب على كامالا هاريس”.

نساء عائلة الطويل وعرفات لم يقطعن الاتصال مع بحبح. قبل عدة أسابيع، توجّه غازي حمد، أحد كبار قادة حماس، إلى بشارة في محاولة للاستفادة من علاقاته مع الإدارة الأمريكية. وسهى عرفات هي التي نصحت حمد، القيادي في حماس، بالتوجه إلى بشارة بحبح. سهى، التي حافظت على علاقات جيدة مع قيادة حماس في الخارج، علمت من حمد أن حماس تبحث عن علاقات مباشرة مع الأمريكيين، ومن مقر إقامتها في مالطا، أرشدت غازي حمد إلى العنوان الواعد.

وبعد أن أجرت محادثات تمهيدية معهما، بدأت المكالمات الهاتفية الأولى بين القيادي في حماس وبحبح. فيما بعد، وضع حمد هذه العلاقات تحت تصرف خليل الحية، الذي يترأس وفد حماس للمفاوضات، بينما أبلغ بحبح ستيف ويتكوف عن هذه العلاقات الجديدة.

يقول لنا مقرّبو بحبح هذا الصباح: “هو يهتم بحماس وهم يهتمون به، ولا يخذلونه بوعود كاذبة أمام الإدارة الأمريكية، وذلك رغم الغضب الشديد في صفوف الجناح العسكري لحماس في قطاع غزة، غير المتحمس لهذه العلاقات الجديدة”.

“بحبح هو الفلسطيني الذي وصل إلى أبعد مدى في محاولة كسر احتكار إسرائيل للعلاقات مع البيت الأبيض وممرات الجمهوريين، وأثبت أن الفلسطينيين أيضاً قادرون على تحقيق تأثير ملموس”، يقول لنا أحد مقرّبيه. في إحدى المحادثات بينهما، أحدهما من القدس والآخر من غزة، أقام بحبح وخليل الحية اتصالاً مباشراً مع البيت الأبيض.

بحبح، كما ذُكر، غضب جداً من ترامب عندما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومع ذلك أقام في عام 2024 منظمة “الأمريكيون العرب من أجل ترامب”، لكن بعد أن نشر ترامب خطة تهجير سكان غزة، غضب بَحبَح بشدة وكتب رسالة غاضبة إلى ترامب، بل هدّد بقطع الصداقة الناشئة.

لكن مقرّبيه في منظمة “الأميركيون العرب من أجل ترامب” وكذلك سهى عرفات، حذّروه من القيام بذلك. ويقول مقرّبوه: “قرر بحبح البقاء ومحاولة التأثير من الداخل”. بعد أن علم ترامب بغضب من بدأ بالفعل في إقامة علاقات مع حماس، نقل الرئيس رسائل إيجابية إلى بحبح وأشار له بالعودة إلى فريق ويتكوف.

يقول لنا مقربو بَحبَح إن “ترامب فرح جداً بعودته للعمل، وقرر أن يكون أيضاً مستشاره لشؤون العرب، لأن مسعد بولس لم يُظهر أداءً مميزًا في القناة اللبنانية، الذي أوكل ترامب أمرها إلى مورغان أورتاغوس

لكن من دفع بحبح إلى التقدم، بالأساس، داخل البيت الأبيض هو ستيف ويتكوف، الذي ينسب لنفسه إطلاق سراح إيدان ألكسندر ويحسّن مكانته أمام ترامب، الذي استمتع بهذا الإنجاز عشية زيارته إلى الشرق الأوسط. عاد بحبح للعمل، وبدأ في بناء الثقة مع ترامب.

 كما أن القطريين كانوا سعداء جداً بتقوية العلاقة بين بَحبَح وخليل الحية في الطريق إلى البيت الأبيض، وقرروا المساعدة عندما وعدوا قيادة حماس باستخدام كل تأثيرهم وعلاقاتهم مع البيت الأبيض لفتح غزة أمام المساعدات الإنسانية، وهم ينسبون لبحبح الفضل في تصريحات ترامب بهذا الشأن خلال الأسابيع الماضية.

“مفارقة القدر أن خطة التهجير التي طرحها ترامب، والتي حاول من خلالها إخراج ملايين من الغزيين من قطاع غزة، هي التي أدت في نهاية الأمر إلى إنشاء العلاقات بين حماس والإدارة الأمريكية، وجعلت ترامب يتحدث لصالح المساعدات الإنسانية، بل ويقيم اتصالاً مع قيادة حماس.

 يقول لنا مقرّبو بحبح: “جميعهم علموا بهذه العلاقات، الأمريكيون والقطريون وحماس، جميعهم علموا، لكن من غير المؤكد أن إسرائيل كانت تعلم. بعض المحادثات بين خليل الحية وبحبح وويتكوف جرت بينما كان رون ديرمر نفسه موجوداً في البيت الأبيض…”.

بحبح هو الذي يقف أيضاً وراء فكرة الربط بين إطلاق سراح إِيدان ألكسندر “الأميركي” وفتح غزة أمام المساعدات الإنسانية. هذا الأمر أعجب حماس الخارج والقطريين، بشكل خاص، الذين رأوا كيف سيعزز ألكسندر مكانتهم عندما ينضم إلى ترامب في زيارته إلى قطر، التي لم تخرج إلى حيز التنفيذ في النهاية.

رأت حماس في ذلك اختراقاً تاريخياً وخطوة استراتيجية تجاه الإدارة الأمريكية، وقررت العمل على إطلاق سراح ألكسندر، لكن ويتكوف، الذي أعطى الضوء الأخضر لخطوة بحبح هذه، أخذه إلى ترامب وساهم في إطلاق سراح إيدان.

 وقال لنا مقرّبو بحبح: “نشر خطة ترامب للهجرة كاد يقضي على العلاقة الناشئة”، ويضيفون أنه مسؤول عن سلسلة طويلة من المهام السياسية السرية”.

باروخ يديد

 قناة N12 26/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب