الصحافه

ليمانيتي: قنابل وجوع ووعد هشّ بهدنة في غزة.. واستيطان “وقح” في الضفة

ليمانيتي: قنابل وجوع ووعد هشّ بهدنة في غزة.. واستيطان “وقح” في الضفة

باريس- تحت عنوان: في غزة.. قنابل ووعد بهدنة؛ قالت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية إنه بينما يُعاني 470 ألف مدني فلسطيني – أي نحو ربع سكان غزة – من المجاعة في القطاع، بحسب تحذيرات اليونيسف، وما تزال الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تُمنع من القيام بمهامها من قِبل الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، فإن مشاهد الفوضى التي وقعت يوم الثلاثاء قرب رفح تُضيف مستوى جديدًا من البشاعة إلى مشروع إبادة جماعية دمويّ أصلًا.

تجمع الآلاف من الغزيين لساعات طويلة خلف حواجز حديدية، تحت شمس حارقة، في محاولة يائسة للحصول على فتات من المواد الغذائية التي قد تتكرم “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF بالإنكليزية) بتوزيعها عليهم. وتُظهر صورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مئات منهم محتجزين مثل الحيوانات في حظيرة، ضمن خمسة ممرات مسيّجة، وخارج السياج يقف ثلاثة من موظفي GHF يرتدون سترات وردية، تضيف الصحيفة الفرنسية.

وكما كان متوقعًا، تحولت العملية إلى فوضى عارمة في حي تل السلطان، حيث يوجد أحد ثلاثة مراكز أنشأتها إسرائيل مؤخرًا جنوب غزة (ويقع الرابع في الشمال). وقد قُتل شخص وأُصيب 48، معظمهم برصاص جنود إسرائيليين متمركزين قرب الموقع، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

ونفى كل من الجيش الإسرائيلي ومؤسسة GHF هذه الاتهامات، مشيرين إلى إطلاق نار في الهواء لتفريق الجموع الجائعة التي اخترقت الحواجز. ومع ذلك، أقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن جيشه فقد “السيطرة مؤقتًا” على الوضع هناك، تتابع صحيفة “ليمانيتي”.

وبحسب هآرتس أيضًا، وبما يؤكد ما نشرته واشنطن بوست، فإن الخطة الإسرائيلية الأصلية للسيطرة على المساعدات الإنسانية كانت تتطلب استخدام تقنيات التعرف على الوجه والتكنولوجيا البيومترية لتحديد المستفيدين، إلا أن المدنيين الفلسطينيين الذين تمكنوا من الحصول على المساعدات يوم الثلاثاء لم يؤكدوا هذا بعد. في جميع الأحوال، فإن هذه التوزيعات ليست سوى خدعة كبيرة. فمؤسسة GHF، وهي منظمة غير حكومية وهمية خاضعة لسيطرة إسرائيلية وأمريكية، كانت قد علّقت مؤقتًا نشاطها بعد مأساة تل السلطان، لكنها استأنفت التوزيع مجددًا قرب رفح يوم الخميس.

وقد اتهمت إسرائيل الأمم المتحدة يوم الأربعاء بمحاولة إفشال خطتها لتحويل المساعدات لصالحها. وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، داني دانون، أمام مجلس الأمن: “لقد انضمت الأمم المتحدة فعليًا الآن إلى حماس في محاولة لعرقلة هذه المساعدات”. وكان هذا في إشارة إلى رفض الأمم المتحدة التعاون مع مؤسسة GHF. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: “لن نتخلى عن مبادئنا. لن نشارك في عمليات لا تحترم مبادئنا الإنسانية”.

ومنذ بداية الأسبوع الماضي، وتحت ضغط دولي، رفعت السلطات الإسرائيلية جزئيًا الحصار الظالم المفروض على الفلسطينيين منذ أكثر من شهرين، فسمحت بدخول شاحنات قليلة إلى القطاع. وكما أشار مؤخرًا المؤرخ جان بيير فيليو، فإن إيصال المساعدات عبر شركة خاصة لا يمكن أن يؤدي إلا إلى الكارثة. وقد دخل فيليو غزة لمدة شهر – من شهر ديسمبر 2024 إلى يناير 2025 – ضمن بعثة لمنظمة “أطباء بلا حدود”، ووصف الوضع هناك بأنه “لا يمكن تصوره”، وقال: “إنها عملية تدمير منهجية، إنسانية بحتة، لكل ما عرفته كعالم عن غزة كحيز للحياة، وكأرض كانت يومًا واحة مزدهرة ومزدهية”.

وفي هذه الأثناء، ما تزال القنابل الإسرائيلية تمطر الأراضي الفلسطينية، التي تحولت إلى ركام، مخلفة المزيد من الضحايا. وقال رياض منصور، السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي: “قُتل نحو 1300 طفل فلسطيني وأصيب نحو 4000 منذ انهيار وقف إطلاق النار في شهر مارس”، قبل أن يغالب دموعه ويضرب الطاولة بيده، تحت أنظار السفير الإسرائيلي داني دانون غير المبالية: “هذا لا يُحتمل! (…) النيران والجوع يلتهمان أطفال فلسطين”.

أما على الجانب الأمريكي، – تواصل صحيفة “ليمانيتي”- فقد وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس على نسخة معدلة من اتفاق الهدنة المؤقتة، كان قد عرضها المبعوث الخاص لدونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. وأعلن نتنياهو عن ذلك خلال لقائه بعائلات الرهائن.

من جهتها، تدرس حركة حماس هذا المقترح، والذي يتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين على مرحلتين خلال أسبوع (تسعة أحياء، وربما عشرة، وإعادة جثث 18 قتلى) مقابل إطلاق سراح محتجزين فلسطينيين، إلى جانب هدنة لمدة ستين يومًا. والأهم، أن إدارة المساعدات الإنسانية ستؤول فقط إلى الأمم المتحدة. وبذلك تُستبعد مؤسسة GHF، وتنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بداية عملية غزو غزة في مطلع شهر مايو، تشير الصحيفة الفرنسية.

وفي غضون ذلك، تتواصل عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، و أعلن وزير المالية الإسرائيلي والمتطرف المعروف، بتسلئيل سموتريتش، يوم الخميس، عن إقامة “22 مستوطنة جديدة” من الشمال إلى الجنوب في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. وهي خطوة وقحة جديدة، تقول صحيفة “ليمانيتي”. فإلى جانب كونها خرقًا صارخًا للقانون الدولي، فإنها تمثل استفزازًا جديدًا تقصده السلطات الإسرائيلية لإفشال أي أمل في السلام. خاصة أن فرنسا تستعد لرئاسة مؤتمر لحل الدولتين إلى جانب السعودية، والمزمع عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 17 من شهر يونيو، مع احتمال اعتراف الرئيس إيمانويل ماكرون بدولة فلسطين.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب