ارتفاع إنتاج «أوبك بلاس» ثلاث مرات: أسعار النفط إلى مزيد من التراجع

ارتفاع إنتاج «أوبك بلاس» ثلاث مرات: أسعار النفط إلى مزيد من التراجع
أعلنت السعودية وروسيا، إلى جانب 6 دول أعضاء في منظمة «أوبك بلاس»، عن زيادة كبيرة في إنتاج النفط اعتباراً من شهر تموز المقبل، في خطوة تأتي بعد رفع تدريجي للإنتاج منذ نيسان الماضي، وتكشف عن تحوّل في الاستراتيجية قد يحمل أبعاداً سياسية واقتصادية تتخطى مسألة العرض والطلب.
ووفق بيان صدر عقب اجتماع ضم الدول الأعضاء الـ22 في المنظمة، الأربعاء، ستقوم هذه الدول باستخراج 411 ألف برميل إضافي يومياً، كما في أيار وحزيران، أي ثلاثة أضعاف ما كان مخططاً له في الأساس.
وبالإضافة إلى السعودية وروسيا، وافق العراق، ودولة الإمارات، والكويت، وكازاخستان، والجزائر، وعمان في السنوات الأخيرة على خفض طوعي إضافي بلغ (2,2 مليون برميل يومياً) بهدف رفع الأسعار. وكانت هذه الدول قد قررت في بداية العام رفع الإنتاج مجدداً بشكل تدريجي، لكنها في الربيع اختارت تسريع الوتيرة، ما أدى إلى تراجع أسعار النفط حتى نحو ستين دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ أربع سنوات.
وأكد الوزراء عقب الاجتماع جدول إنتاجهم الجديد، وقرروا تأجيل خفض الإنتاج الجماعي حتى نهاية عام 2026، كما عهدوا للأعضاء الثمانية الأكثر التزاماً بمسؤولية تطبيق السياسات النفطية.
ورغم أن هذه الدول برّرت قرارها بـ«أساسات سوق صحية كما يتضح من انخفاض احتياطي النفط» ونمو الطلب خلال أشهر الصيف، فقد قوبل هذا التبرير بالتشكيك في الأسواق، وسط مخاوف بشأن الطلب العالمي في ظل الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة «فرانس برس».
وفي ظل هذه المعطيات، تواصل المملكة العربية السعودية، صاحبة التأثير الأكبر داخل «أوبك بلاس»، الضغط على الدول التي تتجاوز حصصها، ما يساهم عملياً في خفض الأسعار وتقليص الأرباح.
امتثال سعودي لمطالب ترامب؟
وفي هذا السياق، أشار ثو لان نغوين، المحلل في «كومرتس بنك»، إلى أنّ الزيادة في الإنتاج تبدو أكثر ترجيحاً «في ضوء التصريحات الأخيرة لوزير الطاقة الكازاخستاني يرلان أكينجينوف، الذي يبدو أنه أبلغ أوبك أن بلاده لن تخفض الإنتاج».
من جهته، أكد بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع في بنك «سيب»، أن «المملكة العربية السعودية غاضبة من كازاخستان»، مشيراً إلى أن الأخيرة أنتجت «300 ألف برميل يومياً أكثر من حصتها».
لكن رغم هذا التصعيد، لا يتوقّع المراقبون انهياراً في الأسعار عند إعادة فتح الأسواق الاثنين، إذ يبدو أن الإعلان «تم استيعابه إلى حد كبير»، وفق خبراء يراهنون على ردّ فعل «معتدل».
وقال خورخي ليون، المحلل في شركة «ريستاد إنرجي» في حديث لوكالة «فرانس برس»، إن «أوبك بلاس» قد «ضربت ثلاث مرات: في أيار وجّهت إنذاراً، وفي حزيران تأكيداً، وفي تموز تحذيراً».
ورأى ليون أن «حجم الزيادة في الإنتاج يعكس أكثر من الدينامية الداخلية للعرض. إنه تعديل استراتيجي له هدف جيوسياسي: يبدو أن المملكة العربية السعودية تمتثل لمطالب» دونالد ترامب، الذي كان قد طلب من الرياض، بعيد تولّيه منصبه، زيادة الإنتاج لخفض أسعار النفط وبالتالي الوقود بالنسبة للمستهلكين.