أيمن عودة في مظاهرة حيفا: غزة انتصرت سياسيًا واليمين الإسرائيلي يعيش أزمة تاريخية

أيمن عودة في مظاهرة حيفا: غزة انتصرت سياسيًا واليمين الإسرائيلي يعيش أزمة تاريخية
الناصرة- في ظل تهديدات حكومة الاحتلال بمواصلة الحرب والمقتلة وحسم “حماس”، قال رئيس تحالف الجبهة/العربية للتغيير، النائب في الكنيست أيمن عودة، خلال مظاهرة في حيفا مناهضة لحرب التدمير والتجويع والإبادة، إن غزة ستنتصر، ما أثار حملة إسرائيلية واسعة ضده.
أحمد الطيبي: متى يصل اليوم الذي يصبح فيه استنكار قتل الأولاد قيمة إنسانية مشتركة؟
وشهدت مدينة حيفا داخل أراضي 48، مساء أمس السبت، مشاركة حاشدة في مظاهرة عربية- يهودية، نظمها ائتلاف “شراكة السلام” احتجاجًا على سياسة التجويع والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتصاعد جرائم التطهير في الضفة الغربية والقدس والنقب.
وانطلقت المظاهرة من شارع المطران حجار، بمشاركة شعبية وسياسية واسعة من مختلف القوى المناهضة للاحتلال والحرب، ورفعت فيها شعارات تدعو إلى وقف “الإبادة في غزة” وتعزيز التعايش والمساواة بين الشعوب.
وتحدث فيها النائبان أيمن عودة وأحمد الطيبي، وتوفال كلاين من “أكاديميون من أجل المساواة”، ومايا بيران من “محاربون لأجل السلام”، وتولت عرافة فقرة الكلمات يالي هشاش من “مرأة للمرأة” وسلافة مخول من “شراكة السلام”.
وفي كلمته، أكد أيمن عودة أنه لا بد من وقف دائرة القتل والدمار والثكل، والسير نحو حل سياسي قائم على العدل والأمن والسلام للشعبين. وتطرق للنزيف في غزة متسائلًا: “بعد مقتل 53 ألف فلسطيني في غزة، بينهم 20 ألف ولد، وتدمير المستشفيات والجامعات، ماذا بعد؟ بين البحر وبين النهر يعيش 7.5 مليون فلسطيني ونفس العدد من اليهود. في حرب الأيام الستة عام 1967 كانت هناك أغلبية سعيدة، أما في حرب الستة مئة يوم الحالية، فلا أحد سعيد، لا في إسرائيل ولا في غزة، واليوم الأغلبية تقول: خسارة أننا وصلنا إلى هنا”.
وفي كلمته، تساءل النائب أحمد الطيبي أمام المتظاهرين: “متى يصل اليوم الذي يصبح فيه استنكار قتل الأولاد قيمة إنسانية مشتركة؟”، وأكد أن برلمان إسرائيل، الكنيست، ليس فقط دولة الأكثر فاشية، بل هو برلمان عنصري كاهاني، وتابع: “هناك خمسة أو ستة نواب يؤيدون حركة كاخ الإرهابية في حزب القوة اليهودية، ولكن في الحزب الحاكم العدد أكبر، وهذه الحكومة كلها كاهانية. الوزير سموتريتش، الداعي لتخريب واحتلال غزة وتهجير الغزيين، يناسبه الحديث بالألمانية، بل هو مناسب لكل من يروّجون قتل الأطفال ويصمتون”.
وأكد عودة أن هذه التظاهرة تأتي ضمن “كسر مؤامرة الصمت والتخويف”، داعيًا الجماهير العربية واليهودية إلى الخروج للشارع والتعبير عن موقفها الإنساني الرافض للحرب، مضيفًا: “كل من يملك ضميرًا يجب أن يفعل شيئًا من أجل وقف الإبادة. هذه الحرب كشفت عن أزمة تاريخية لليمين الإسرائيلي، الذي فشل في الحرب ولم ينجح سوى في القتل”. ونوّه بأن انتصار غزة ليس عسكريًا، بل سياسي وأخلاقي، مؤكدًا أن “ما قاله هو في جوهر الإيمان الوطني الفلسطيني، بأن الشعب الفلسطيني سينتصر، وستقوم دولة فلسطين، وسينتهي الاحتلال”. وتابع: “أرى أن انتصار غزة ليس عسكريًا بل هو سياسي وأخلاقي، لأن إسرائيل لم تحقق أي إنجاز سياسي من هذه الحرب، بل قتلت الآلاف من الأبرياء، بينهم أكثر من 20 ألف طفل”.
وردًا على سؤال، قال أيضًا إنه لا أفق قريبًا للحل، وإن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا، وإن استمرار الحرب يمثل “جريمة تاريخية”، داعيًا إلى تكثيف الضغط الدولي من أجل وقف الحرب فورًا: “العالم بدأ يتحرك، من باريس إلى لندن، ومطلوب أن يعزل إسرائيل سياسيًا حتى تقبل بالحل. يجب التوصل إلى معادلة توقف الحرب وتنقذ ما تبقى من أرواح الأبرياء”.
تجدر الإشارة إلى أن الحرب على غزة تدخل شهرها التاسع، في ظل استمرار القصف والدمار، وانهيار متكرر لمحاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
أيمن عودة: كل من يملك ضميرًا يجب أن يفعل شيئًا من أجل وقف الإبادة. هذه الحرب كشفت عن أزمة تاريخية لليمين الإسرائيلي، الذي لم ينجح سوى في القتل
وأكد المنظمون أن هذه لحظة مفصلية تعود فيها الجماهير العربية واليهودية إلى التظاهر بكل قوتها في المدن المركزية، وتكسر جدران الترهيب والإسكات، داعين إلى الوقف الفوري لحرب الإبادة والتجويع في غزة، وللاحتلال في الضفة الغربية المحتلة. ونوّه منظمو المظاهرة في بيانهم: “بعد أكثر من 603 أيام من المجازر، والحصار، والقصف، والتجويع، والثكل، والفقدان، الجمهور لم يعد مستعدًا لمواصلة العيش دون أمل”. وتابعوا: “لن نصمت أمام جرائم الحرب. لن نستسلم للتخويف. سوف نناضل، يهودًا وعربًا معًا، حتى يكون هنا أفق لمستقبل آخر، مستقبل من العدالة والسلام”.
واستهل الحملة الإسرائيلية على أيمن عودة وعلى المظاهرة رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، بقوله: “إن من يصرخ أن غزة انتصرت وستنتصر، أو يتحدث عن إسرائيل وعن جيشها بمصطلحات جرائم حرب وإبادة شعب، غير مرحب به في المدينة، ومن الأفضل أن يتظاهر في مكان آخر”. وتابع ياهف، الذي كان يزعم أنه رئيس بلدية لليهود والعرب في حيفا: “المتظاهرون لا يبحثون عن سلام ومصالحة، بل تحريض وتأجيج الغرائز، ولكن هذا لن يسعفهم، فهذه أقلية متطرفة وقومجية ولن تكسر التعايش في حيفا، وليس صدفة أن جماهير غفيرة لم تشارك في المظاهرة”.
وتبعه وزير الأمن القومي، المدان بالإرهاب، إيتمار بن غفير، في رسالة للمستشارة القضائية للحكومة قال فيها إن الحصانة البرلمانية ليست ملجأ، وذكّر أنها بادرت في الماضي لاتخاذ إجراءات ضد نواب يهود من اليمين، معتبرًا أنه لا يوجد أي سبب لأن يستفيد النائبان عودة والطيبي من مزيد من الحصانة البرلمانية، وما قالاه لا يندرج ضمن حرية التعبير بل تحريض فظ ودعم للإرهاب. وتابع: “في دولة طبيعية، فإن من يقول حماس ستنتصر، بينما يقوم المخربون بقتل يهود، سيمثل للمحاكمة فورًا. ولا بد من تجريد عودة من الحصانة وإخضاعه لتحقيق بوليسي دون خجل أو تمييز ودون معايير مزدوجة”.
ورد عودة على الحملة الإسرائيلية ضده بالقول: “لو طالب الجميع بمحاكمتي، لكنت قد ذكّرتهم بأنه لم يُدن قتل أطفال غزة قط. نحن الوحيدون الذين ندين القتل، سواء في 7 أكتوبر أو في غزة”.
“القدس العربي”: