“أسطول الحرية” يبحر نحو غزة مطالبًا بإنهاء الحصار والإبادة.. “لا شيء أخطر من صمت العالم”- (صور وفيديو)

“أسطول الحرية” يبحر نحو غزة مطالبًا بإنهاء الحصار والإبادة.. “لا شيء أخطر من صمت العالم”- (صور وفيديو)
رائد صالحة
واشنطن- أبحرت سفينة مساعدات إنسانية من صقلية الإيطالية يوم الأحد باتجاه قطاع غزة، ضمن بعثة جديدة لـ”أسطول الحرية”، وتحمل على متنها ناشطين من دول عدة بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، وعضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية ريما حسن. وتأتي هذه الرحلة في وقت يواجه فيه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة خطر المجاعة نتيجة للحصار الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا، والقصف المتواصل منذ أشهر.
وانطلقت الرحلة الجديدة التي ينظمها تحالف أسطول الحرية (FFC) من ميناء كاتانيا الإيطالي عند الساعة الرابعة عصرًا بالتوقيت المحلي، على متن السفينة “مادلين”، التي سُمّيت تيمنًا بأول وأشهر امرأة فلسطينية تعمل في الصيد البحري داخل غزة.
وقال التحالف في بيان له: “مادلين ترمز لصمود الشعب الفلسطيني ولتصاعد المقاومة العالمية ضد سياسة العقاب الجماعي والتجويع المتعمّد التي تنتهجها إسرائيل”.
وأضاف أن السفينة تحمل “مساعدات إنسانية عاجلة لسكان غزة، تشمل حليب أطفال ودقيقًا وأرزًا وحفاضات ومواد صحية نسائية وأجهزة تحلية مياه وأدوية وعكازات وأطرافًا صناعية للأطفال”.
وتضمّ البعثة الدولية متطوعين من خلفيات متنوعة، بينهم غريتا تونبرغ، والنائبة الفرنسية ريما حسن، والناشطة الألمانية ياسمين آكار، والبرازيلي تياغو أفيلا، ومراسل قناة الجزيرة عمر فياض، وطبيب وصحافيان فرنسيان، ومهندس تركي، بالإضافة إلى طاقم الملاحة.
وقالت ريما حسن، التي تمنعها السلطات الإسرائيلية من دخول الأراضي المحتلة: “أنا على متن مادلين لأن الصمت ليس حيادًا، بل تواطؤ. الشعب الفلسطيني يُذبح ويُجوّع والعالم يراقب. هذه السفينة لا تحمل فقط مساعدات، بل تحمل أيضًا رسالة: أوقفوا الحصار. أوقفوا الإبادة”.
وفي تصريح لها خلال مؤتمر صحافي عُقد الأحد، قالت غريتا تونبرغ باكية: “نحن نشهد تجويعًا منهجيًا لمليوني إنسان. لا يمكن للعالم أن يظل متفرجًا. على كل واحد منا مسؤولية أخلاقية في النضال من أجل فلسطين حرة”، وفقا لمنصة “كومن دريمز”.
وأضافت: “مهما كانت هذه المهمة خطيرة، فإنها لا تقارن بخطورة صمت العالم تجاه إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة”.
وتأتي هذه المهمة بعد شهر واحد من تعرّض سفينة مساعدات أخرى تُدعى “الضمير” لهجوم مزدوج يُعتقد أن إسرائيل نفذته في المياه الدولية قبالة مالطا. ورغم عدم وقوع إصابات، اضطر النشطاء إلى إلغاء مهمتهم الإنسانية.
وتحمل ذكرى انطلاق “مادلين” رمزية إضافية، إذ تصادف مرور نحو 15 عامًا على المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في المياه الدولية ضد قافلة “أسطول الحرية” عام 2010، والتي أسفرت عن مقتل تسعة نشطاء، بينهم مراهق تركي-أمريكي.
وأكد التحالف أن المهمة “غير مسلحة وسلمية بالكامل، ولا تشكّل أي تهديد، وتُنفذ بما يتفق تمامًا مع القانون الدولي”، محذرًا من أن “أي هجوم عليها سيكون عدوانًا متعمدًا وغير قانوني ضد مدنيين”.
في المقابل، تعرّضت الحملة لهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي من بعض الإسرائيليين ومؤيديهم، حيث نشر السناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام تعليقًا ساخرًا قال فيه: “نأمل أن تكون غريتا وأصدقاؤها يجيدون السباحة!”، في تلميح إلى احتمال تعرض السفينة لهجوم إسرائيلي.
ورغم نفي إسرائيل المستمر لارتكابها جرائم إبادة جماعية، إلا أن جنوب أفريقيا رفعت دعوى رسمية ضدها أمام محكمة العدل الدولية، بدعم من عشرات الدول. كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم تشمل الإبادة الجماعية والتجويع كأداة حرب.
وتفيد الإحصاءات الرسمية في غزة بأن أكثر من 192,000 فلسطيني قد استشهدوا أو جرحوا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، من بينهم ما لا يقل عن 14,000 مفقود يُعتقد أنهم تحت الأنقاض، إلى جانب مئات الأطفال الذين ماتوا بسبب الجوع أو نقص الرعاية الصحية.
ومع نزوح نحو مليوني فلسطيني داخل القطاع، تتهم منظمات حقوقية إسرائيل باتباع سياسة تهدف إلى إفراغ غزة واحتلالها مجددًا عبر التجويع والتهجير القسري.