الصحافه

“ليمانيتي”: وراء فوز “سان جيرمان” بأبطال أوروبا تتجلى ثمرة القوة الناعمة القطرية

“ليمانيتي”: وراء فوز “سان جيرمان” بأبطال أوروبا تتجلى ثمرة القوة الناعمة القطرية

باريس-

كان الهدف المُعلن عند شراء باريس سان جيرمان في عام 2011 هو الفوز بدوري الأبطال، إلا أن هذه البطولة لم تعد محور الخطاب الرسمي لناصر الخليفي في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، فإن التتويج بها يعد تتويجًا لـ 14 عامًا من الاستثمارات الضخمة. أربعة عشر عامًا، أي أسرع من الإماراتيين الذين احتاجوا 15 عامًا للفوز بدوري الأبطال مع مانشستر سيتي، ولكن أبطأ من رومان أبراموفيتش الذي فاز بها بعد 9 أعوام فقط مع تشيلسي.

ويُشكّل الانتصار على إنتر ميلانو في ميونيخ، بطبيعة الحال، خبرًا سارًا للغاية بالنسبة للقطريين، إذ يُضفي ذلك شرعية على استثمارهم، بحسب محللين فرنسيين.

صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية قالت إنّه بعيدًا عن الانتصار الرياضي لباريس سان جيرمان على إنتر ميلانو بخماسية تاريخيّة دون رد، وتتويج النادي الباريسي للمرة الأولى بدوري أبطال أوروبا لكرة، فإن هذا النجاح يُعد أيضًا انتصارًا للمستثمرين القطريين ولمشروع القوة الناعمة الذي تبنته الدوحة عبر الرياضة.

وأضافت الصحيفة الفرنسية القول إن قطر لا تخفي طموحاتها: التألق الدولي من خلال الرياضة يشكّل واجهة رائعة لهذا البلد الصغير في الشرق الأوسط، الذي لا يتجاوز عدد سكانه 2.6 مليون نسمة. ويمكن القول إن الإمارة حققت انتصارها حتى قبل انطلاق المباراة النهائية في ميونخ ضد انتر ميلانو.

نجحت الدوحة خلال ما يزيد قليلًا عن عقد من الزمن، في بناء إمبراطورية اقتصادية ودبلوماسية أصبحت العاصمة الفرنسية واجهتها، ونادي باريس سان جيرمان سفيرها “الأكثر أناقة”

وتابعت “ليمانيتي” القول إن لاعبي باريس سان جيرمان لم يكونوا وحدهم على أرضية ملعب أليانز أرينا بميونخ. فقد كان شعار الخطوط الجوية القطرية حاضرًا أيضاً بلا انقطاع على اللوحات الإعلانية خلال المباراة بفضل الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، بل وكان الشعار مرسومًا حتى على قمصان تدريب لاعبي إنتر ميلان. “البيزنس هو البيزنس!”.

واعتبرت صحيفة “ليمانيتي” أنه مهما يكن من أمر، فقد نجحت الدوحة خلال ما يزيد قليلًا عن عقد من الزمن، في بناء إمبراطورية اقتصادية ودبلوماسية أصبحت العاصمة الفرنسية واجهتها، ونادي باريس سان جيرمان سفيرها “الأكثر أناقة”.

فقد استثمرت قطر رسميًا ما قدره 1.4 مليار يورو في مشروع باريس سان جيرمان، من خلال شركة قطر للاستثمارات الرياضية (QSI). “فهل كان شراء النادي مجديًا؟” نعم، أجاب مصدر مقرب من رئيس QSI ورئيس باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، لوكالة الصحافة الفرنسية (AFP).

وتابعت الصحيفة الفرنسية القول إنه خلال أربعة عشر عامًا، ارتفعت قيمة النادي من 70 مليون يورو عند الشراء إلى 4 مليارات يورو، وفقًا لمجلة Forbes. وقد قُدر رقم معاملات النادي بـ800 مليون يورو سنويًا في عام 2023.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أنه رغم أن رئيس النادي ناصر الخليفي يواجه مزاعم بتضارب المصالح في منح حقوق بث الدوري الفرنسي بصفته رئيس مجموعة beIN Sports، والعمل غير المصرّح به، فإن “النتائج هي التي تهم، لا الوسائل”.

اليوم – تقول صحيفة “ليمانيتي”- وبفضل فوز باريس سان جيرمان، تدرك الإمارة أنها أصبحت قادرة على إيصال صوتها، سواء في أوروبا أو في العالم. لقد أصبحت تجالس الكبار على الساحة الدولية، بل وأضحت قوة وساطة في ملفات شديدة الحساسية كالحرب في غزة.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب