عربي دولي

وزير خارجية باكستان السابق  السلاح الإسرائيلي دخل المعركة إلى جانب القوات الهندية

وزير خارجية باكستان السابق  السلاح الإسرائيلي دخل المعركة إلى جانب القوات الهندية

 

عبد الحميد صيام

الأمم المتحدة- قام وفد برلماني باكستاني رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية السابق بلاول بوتو زرداري، بزيارة إلى مقر الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، لشرح وجهة نظر باكستان بشأن الاشتباكات الأخيرة مع الهند وارتفاع نسبة التوتر في جنوب شرق آسيا.

وقد التقى الوفد بكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسة مجلس الأمن الدولي كارولين رودريغز بيركيت، وأعضاء مجلس الأمن العشرة المنتخبين، ورئيس الجمعية العامة في دورتها الحالية، فيليمون يانغ.

 زرداري: إن عسكرة المياه في الخلافات بين الهند وباكستان في عصر التغير المناخي أمر خطير وغير مسبوق، ولا تقبل به أي دولة متحضرة

وقد عقد وزير الخارجية السابق بلاول بوتو زرداري مؤتمراً صحفياً في مقر الأمم المتحدة، شرح فيه للصحافة حيثيات وخلفيات الاعتداء الهندي على باكستان يوم 7 أيار/مايو، بعد اتهام الهند لباكستان بالوقوف وراء الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم 22 نيسان/أبريل الماضي في الجزء المحتل من كشمير، وأدى إلى مقتل 26 شخصاً.

وقال زرداري إن باكستان أدانت الهجوم فوراً ونفت أي علاقة لها بالحادث، وقبلت إجراء تحقيق دولي محايد وشفاف لتحديد المسؤول عن الحادث، إلا أن الهند رفضت العرض الباكستاني، وحمّلت بلاده المسؤولية بعد دقائق من وقوع الهجوم.

وأضاف أن باكستان لم تبدأ أي عدوان على الهند، بل إن الهند هي التي بدأت العدوان، ما أعطى باكستان الحق في ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن النفس، وأسقطت ست طائرات بعد التأكد من مشاركتها في العدوان. وأوضح أنه كان بإمكان القوات الجوية الباكستانية إسقاط عدد أكبر من الطائرات، لكنها مارست قدراً كبيراً من ضبط النفس. وقد شمل العدوان الهندي مناطق ومواقع مدنية وسدود مياه، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين.

وأثنى الوزير السابق على تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية مارك روبيو، ودعوتهما لوقف إطلاق النار، وكذلك على اتصالات الأمين العام غوتيريش لضبط النفس. وقال: “في المرة القادمة قد لا يكون هناك متسع من الوقت لضبط النفس بين بلدين نوويين، ولهذا من الأهمية أن يضغط المجتمع الدولي على الهند لقبول مبدأ المفاوضات واتباع طريق الدبلوماسية. باكستان تريد الدخول في مفاوضات واسعة وعميقة مع الهند”.

وأكد زرداري أن باكستان ضحية للإرهاب، حيث تشهد البلاد العدد الأكبر من الهجمات الإرهابية، ويقع أكبر عدد من ضحايا الإرهاب فيها. وقال: “أنا نفسي أحد ضحايا الإرهاب، فقد تم اغتيال والدتي بينظير بوتو. لقد دفعنا ثمناً باهظاً للإرهاب”.

وحذر الوزير من استخدام ورقة المياه في النزاع، رغم الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين، مشيراً إلى أن “المياه بالنسبة لباكستان هي عصب الحياة، ولا يمكن أن نقبل تهديد الأمن المائي لنحو 200 مليون باكستاني”.

وأضاف: “إن عسكرة المياه في الخلافات بين الهند وباكستان في عصر التغير المناخي أمر خطير وغير مسبوق، ولا تقبل به أي دولة متحضرة”.

كما حذر زرداري من نظام مودي القائم على شيطنة المسلمين في الهند، خاصة في كشمير، وشيطنة باكستان والمسلمين بشكل عام. وقال: “ندعو الهند للعمل معنا لمكافحة الإرهاب، فلا يجوز أن نترك مصير 1.7 مليار إنسان في أيدي الجماعات المتطرفة الخارجة عن الدولة”. وأكد أن أي عملية إرهابية تقع في الهند أو كشمير يتم على الفور اتهام باكستان بها. وأضاف: “الحقيقة أن الأسباب الجذرية وراء العنف هي اضطهاد ملايين الكشميريين ومنعهم من ممارسة حقهم في تقرير المصير”.

ورداً على سؤال لـ”القدس العربي” حول ما إذا تأكدت القيادة الباكستانية من استخدام أسلحة إسرائيلية في الهجوم الهندي الأخير على باكستان، قال الوزير زرداري: “بالنسبة لي، ومن خلال ما لدي من معلومات، فقد شاركت المسيّرات الإسرائيلية في العدوان الهندي على باكستان، ويمكن للقيادات العسكرية أن تقدم تفاصيل أكثر حول مشاركة السلاح والمعدات الإسرائيلية في الهجمات الهندية الأخيرة على بلادي”.

وفي رد على سؤال لـ “القدس العربي” حول التشابه بين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والسماح للمستوطنين الهنود بالاستقرار في كشمير، قال الوزير السابق: “يجب أولاً ألا نشبّه ما يجري في غزة بأي مكان آخر في العالم، ويجب أن ندينه بأقصى العبارات. إن ما يجري من مجازر في قطاع غزة لا مثيل له في أي مكان. أما عن التشابه بين فلسطين المحتلة وكشمير المحتلة، فيمكننا أن نستخلص عدداً من نقاط التشابه، وخاصة بعد إلغاء الوضع الخاص لكشمير عام 2019، والسماح للهنود بالاستيطان فيها لتغيير النسيج الديموغرافي، وهو ما يشبه ما يقوم به المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة”.

الوزير زرداري: ما يجري من مجازر في قطاع غزة لا مثيل له في أي مكان

وأضاف: “لقد استوحت الهند بعض الممارسات من إسرائيل، وكل ما استوحته وتعلمته منها كان ممارسات قبيحة وعنيفة، خاصة انتهاك القانون الدولي، والأهم من ذلك التهرب من تحمّل المسؤولية، واتهام كل من يعارضهم بالإرهاب. تصرفات إسرائيل الأخيرة وأعمالها القبيحة في غزة تمثلت بها الحكومة الهندية. إن مودي هو النسخة الأخرى لنتنياهو. إنه نسخة عنه. ونحن نطالب الهند بعدم استلهام تلك النماذج القبيحة من إسرائيل”.

وقال إن الهند وباكستان تنتميان إلى حضارة الآريين السلمية، حيث لم تُعثر في الحفريات على أي نوع من أنواع الأسلحة.

واختتم قائلاً: “إن أمام مودي خيارين؛ الحوار والمفاوضات والدبلوماسية، أو طريق المجازر. كان يُدعى جزار غوجارات، والآن يريد أن يكون جزار كشمير، رغم أن غالبية الشعب الهندي مسالمة وتريد السلام مع باكستان، وكذلك غالبية الشعب الباكستاني تريد السلام. وهذا ما يسعى إليه الوفد البرلماني الذي يقوم بزيارة الأمم المتحدة، والذي سيتوجه إلى واشنطن غداً”.

وكانت الهند قد أرسلت وفداً برلمانياً برئاسة شاشي ثارور (موظف أمم متحدة سابق ووزير دولة للشؤون الخارجية سابقاً) إلى واشنطن، للتواصل مع المسؤولين الأمريكيين وأعضاء الكونغرس لشرح وجهة النظر الهندية.

ويسعى الوفدان البرلمانيان إلى التأثير على صنّاع الرأي العام في الولايات المتحدة.

”القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب