الصحافه

منها السخرية والتذاكي ولعب دور الضحية.. نتنياهو وأدواته في المحكمة: لست “الأسد الأب”

منها السخرية والتذاكي ولعب دور الضحية.. نتنياهو وأدواته في المحكمة: لست “الأسد الأب”

أمس، انطلق سيرك نتنياهو ولم يشهد له مثيل في الشقلبات السياسية والتلاعبات على المنطق السليم. متطرف، منفصل عن أرض الواقع ويسير على الأطراف – الرئيس المتحمس نتنياهو، أبدى في المحكمة قدرة فائقة على الانقطاع عن الواقع. امتشقت يده أحابيل وألاعيب لغوية وتضليلات مقصودة، وأمسكت يده الثانية قناع الاعتداد خشية أن يقع فيعلم الجميع ممَا هو خائف منه. هو يعرف أن شبكة الأمان التي بسطها تحت الناخبين ممزقة وواهنة، لكنه لا يقلق. ثمة من يفعل هذا بدلاً منه؛ نحن مثلاً. أما هو؟ فمعفي تماماً بعد أن أجرى كبتاً طوال 606 أيام من الحرب والمخطوفين والاحتجاج، وأصبح خبير الطمس. لم يتبقَ من نتنياهو ذاك الذي كان مفكراً ورسمياً الذي يدعو إلى وحدة الشعب أيام ما بعد 7 أكتوبر، إلا خيال وهمي عن ذاته كزعيم منتخب. يقال في صالحه إنه فعل أكثر ما هو جيد له أمس: اقترح طيفاً لامعاً من الألوان في ذاته بدلاً من السواد في دخان الحرب. حشد هوليوود وملتشن بدلاً من غزة وحماس؛ وحاول إقناعنا بأن ما نراه ثرثرة رخيصة ودولة عميقة، وليس اتهامات خطيرة بالرشوة.

إن تنكره للمسؤولية عن المذبحة حررتنا من مشاعر الذنب والنفي الثابت لبصماته في الساحة. وما لم يتلق مصيره في صندوق الاقتراع فسيعرض نتنياهو نفسه أنه المنقذ. حتى ذلك الحين، هاكم عشرة مؤشرات ستساعدنا في تشخيص زعيم خطير على شعبه.

  1. يستغل تحقيقه لتصفية حسابات: “هذا لا يعني أن المحققين ضللوني عمداً”، “اعتقدت أن الأمر السخيف هذا بدأ بسبب تقرير صحافي لغيدي فايتس؛ “مثلما قال كبار المحللين – قال بأنني لن أكون ملاحظة هامشية في تاريخ دولة إسرائيل، أمنون ابرموفتش قال هذا”.
  2. يلعب على الحدود بين الحقيقة والكذب، ويتملص من جواب مباشر: عندما سُئل “هل قال الحقيقة في تحقيقه؟” أجاب: “قلت الحقيقة، هذا لا يعني أني لم أخطئ أحياناً”. وعندما شدد المدعي وسأله إذا يقل الحقيقة عن وعي، أجاب: “ما تذكرته قلته”. وحتى عندما فحص المدعي العام إمكانية مشاكل في الذاكرة، شوش نتنياهو هذا بقوله: “للجميع مشاكل بين الحين والآخر”.
  3. يتبنى دور الضحية ويستدعي العطف: “حضرتكم هذه ملاحقة، لم أعطِ شيئاً لأحد”، قال للقضاة. ولاحقاً عاد إلى تكتيك الهجوم وحملة التشهير بالصحافة: “اعتقدت أن كل هذا ملاحقة، وبلا أساس، وسخيف.
  4. ناكر مواظب وجارف: “لم أخف من شيء، لم أعتقد في حينه، ولا أعتقد اليوم أيضاً. أعتقد أنه بات واضحاً أني لم أفعل شيئاً يستدعي التحقيق ولم أرتكب أي مخالفة.
  5. يتمازح ويقلل عن قصد مواضيع حساسة ذات أهمية جماهيرية: “هذا ملف غواصات آخر”، أجاب حين سُئل “ما هي غواصة بيبي؟”؛ “نكتة كل هذا التحقيق”، قال لاحقاً عندما روى بأنه اضطر لتأجيل حديثه مع وزير خارجية الولايات المتحدة بسبب الاستعداد للتحقيق. عندما سُئل عن معاملة الشرطة له في أثناء التحقيقات، وصل نتنياهو حتى سوريا: “ليس لدي قدرات الأسد الأب: سبع ساعات بدون أي شيء، وسبع ساعات بدون الذهاب إلى المرحاض”.
  6. الواقع كما يراه، هو المطلق: “ما تقوله ليس صحيحاً، وما أقوله هو الحقيقة التامة”، شرح للمدعي العام.
  7. يفاخر بإنجازاته: “ثمة أمر مجنون، أنا لم أساعد كبار الأثرياء والأغنياء، ولم أقدم لهم الحسنات، لم أكن على اتصال بهم، هذه سخافة”.
  8. يستخدم السخرية كي يرفع عنه الذنب: “ماذا تريد، أن أكون بيوكيماوي وأشرح لك كيف تنشأ الكيمياء بين الناس؟”، رد على المدعي العام الذي سأله عن أحد اللقاءات التي أجراها.
  9. يخرق القواعد التي يزعم أنه يضعها لنفسه: عندما سُئل لماذا التقى مع ميلتشن رغم اعتقاده أنه يعمل ضده في الانتخابات، ورغم أنه كان يحس بهذا قبل بضعة أيام من الانتخابات، أجاب: “لأنه معجب به. كان هذا جد غير سياسي. هناك لقاء اجتماعي، أنت تلتقي الرجل وعائلته”.

والعلم الأكثر حمرة:

  1. انعدام التطابق بين المزاج الوطني والمزاج الشخصي: ثلاث جنازات، وصفقة مخطوفين عالقة ونشاط قوي في غزة لم تزعج مزاجه. الضحك داخل القاعة كلما ذكرت الدمية الكبيرة-عقيلته سارة، لم يكن بعيداً كما هو عن الحداد في الخارج.

ميراف بطيطو

 يديعوت أحرونوت 4/6/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب