الحريديم لنتنياهو: لا تملك سوى كسب الوقت.. لسنا في جيبك

الحريديم لنتنياهو: لا تملك سوى كسب الوقت.. لسنا في جيبك
يشدد الحريديم جداً تهديداتهم في ظل غياب بلورة قانون يعفيهم من التجنيد بالانسحاب من الحكومة، ووضع الائتلاف هو الأسوأ من أي وقت آخر. “يبدو هذا مثل بداية النهاية”، قال مصدر مطلع في الأحزاب الحريدية. “السؤال: كم من الوقت ستستغرق هذه النهاية؟”.
يمكن ويجب التوقف مرة أخرى، والاستغراب كيف لمذبحة جماعية ومخطوفين معذبين في غزة لم تؤد إلى مثل هذا التأثير، مثل الذي خرقته رغبة قطاع ما للدفاع عن رفضه. ولكن هذا هو الوضع: التطور السياسي المهم الوحيد منذ 7 أكتوبر (والحرب في أعقابه) هو التصادم المباشر بين مكوني الائتلاف: “الصهيونية الدينية” والحريديم.
الحريديم الأشكناز الذين دفعوا بالإنذار لأسابيع، رفعوا مؤشر التشدد بثمانية أضعاف خلال الـ 24 ساعة الأخيرة: أضيف إلى موقف الحاخام مغور، الذي -حسب مصادر في مجتمع الحريديم- دفع نحو حل الحكومة قبل نصف سنة، موقف حاخامين هما: دوف لنداو، وموشيه هيلل هيرش الذي عارض حل الحكومة بشدة.
قال هؤلاء إنه إذا لم يتحقق تقدم خلال ساعات “فسيتم تشديد الخطوات”. وحسب بعض المصادر، ربما يتم التعبير عن هذا التشديد في تصويت أولي على حل الكنيست (الذي سيتعطل بعد ذلك)، والتصويت مع قوانين المعارضة (الذي أضيف إلى عدم التصويت مع الائتلاف الحادث الآن)، أو في الحالة المتطرفة، وانسحاب الحريديم من الحكومة (ليس من المستبعد انسحاب إسحق غولدكنوفف وحده).
يوجد في هذا الوضع المعقد رئيس “شاس” اريه درعي، لأنه غير معني بإسقاط الحكومة على الإطلاق، ولأنه يمثل كتلة تصويت مختلفة، وهي “يهدوت هتوراة”، التي تضم أشخاصاً يخدمون في الجيش. للأسف، الحكومة التي وضعت “إسرائيل الثانية” على رأس سلم أولوياتها، تنتظر تعليمات الأشكناز لتنفيذها بخضوع.
لكن كل الخطوات المذكورة هي في نهاية المطاف خطوات احتجاجية تدل في الحقيقة على أمراض ائتلافية وعدم القدرة على الأداء، دون أن تعني إسقاط الحكومة. حسب جهات مطلعة على سياسة الحريديم، فإن هدف “دهورة الأمور” هو الإظهار لنتنياهو بأن الحريديم لم يعودوا في جيبه، والتلميح له بأن عصر الدفاع الائتلافي قد انتهى. هذا في الواقع هو الخطوة التي تخيف نتنياهو، وهو لا يريد الذهاب إلى الانتخابات، خصوصاً على خلفية قانون الإعفاء، في الوقت الذي يقتل فيه الجنود في غزة. ولكن عربته فارغة. هو لا يستطيع عرض أي شيء على الحريديم.
رئيس لجنة الخارجية والأمن يولي أدلشتاين، لا ينوي التحرك سنتيمتراً عن طلباته الطموحة، التي تشمل تجنيد 10.500 ألف حريدي في السنتين القادمتين، إلى جانب استنفاد مخزون المرشحين للتجنيد في المجتمع الحريدي (الذي يقدر بـ 60 – 70 ألف شخص) في فترة قصيرة نسبياً، 3 – 4 سنوات. أما أدلشتاين، الذي يلعب مع نتنياهو لعبة مجموعها صفر، فيسخر كل إمكانية في نهضته السياسية لهذا التصميم المبدئي. وثمة تقديرات في النظام السياسي تشير إلى أن نتنياهو لن يقيل أدلشتاين من رئاسة اللجنة.
كلما تفاقمت الأزمة يتعزز انطباع قائل بأن ليس للحريديم سقف أعلى يمنحونه. و”الصهيونية الدينية”، إضافة إلى جناح “من يخدمون” في الليكود (أدلشتاين، موشيه سعادة، ايلي دلئيل، دان ألوز، وأيضاً تعزيز معين من حانوخ ملفتسكي)، كلهم لا يملكون حداً أدنى للهبوط إليه. هذا وضع ثنائي بدرجة ما. وأي عاقل يدرك أن الحل مستحيل. المسؤولون في الائتلاف من جانبي المتراس، يشتكون من أن “نتنياهو غير كاف للوضع الراهن”، وأنه لا يستثمر نفوذه (كما قال مصدر شارك في المحادثات، “دعوني وشأني”). ربما هذا التعب ينبع من إدراك واضح تماماً: ليس لديه ما يقدمه باستثناء كسب الوقت.
رفيت هيخت
هآرتس 4/6/2025