حدث بارز ستشهده العاصمة التونسية يوم الجمعة بتسليم «جائزة محمود درويش» إلى أسرة الشاعر التونسي البارز محمد الصغير أولاد أحمد ( 1955-2016). وسيقام الاحتفال في كبرى المكتبات التونسية أي «مكتبة الكتاب» في ضاحية ميتيل فيل بحضور عدد كبير من الشخصيات الثقافية والنقابية والجامعية.

الجائزة المحدثة

أطلقت هذه الجائزة مجموعة من المثقفين والأكاديميين بدعم من مؤسسات جامعية وثقافية. ووفق النصّ التأسيسي، تُمنح الجائزة في كل دورة لشخصية أو أكثر من حقل الأدب العربي والعالمي، تجسّد أعمالها قيم الالتزام والمقاومة والابتكار الشعري أو الأدبي أو الفني.

وسيشهد موكب تسليم الجائزة تقديم مجموعة من قصائد الشاعرين درويش وأولاد احمد بصوت الفنانة عائدة النياطي مع تسجيلات صوتية للشاعرين.

ويعدّ الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد أشهر شاعر تونسي، بعد الشابي. بدأت مسيرته الشعرية في مطلع الثمانينيات بالتصادم مع السلطة. احتُجزت مجموعته الشعرية الأولى «نشيد الأيام الستة » التي أرّخ فيها لما يعرف في تونس بـ «ثورة الخبز » في كانون الثاني (يناير) 1984. ولم تصدر المجموعة إلا بعد أربع سنوات ورحيل الزعيم الحبيب بورقيبة عن الحكم.

ورغم أنّ الرئيس بن علي (1987-2011) أعاده إلى العمل بعد سنوات من البطالة بسبب مواقفه السياسية ومساندته للنقابيين والطلبة والمعارضة كما مكّنه من تحقيق حلمه بتأسيس أوّل بيت للشعر في العالم العربي (1993)، إلا أنّ أولاد أحمد لم يهادن السّلطة وظلّ صوتاً حرّا في قصائده التي يحفظ عدد كبير من التونسيين بعضها مثل «نحب البلاد » و «نساء بلادي » و «إلهي » كما كانت مقالاته التي تجوّل بها بين أكثر من «رصيف صحافي » (العبارة له) نقداً جريئاً للسلطة وخياراتها.

وخاض أولاد أحمد الذي ينحدر من مدينة سيدي بوزيد التي شهدت بداية الانتفاضة الشعبية التي أسقطت نظام بن علي معارك مريرة ضد الاخوان المسلمين الذين أهدروا دمهم. وقد كان الشيخ القرضاوي في طليعة مكفريه وتعرّض للتعنيف أكثر من مرّة.

أولاد أحمد صاحب الشخصية الطريفة والمرحة ربح كل حروبه إلا معركته مع المرض الخبيث الذي أطفأ روحه عشيّة الأحتفال بعيد ميلاده. وتتويجه بـ «جائزة محمود درويش » هو تكريم لمسيرة شعرية لشاعر انتصر دائماً للحرية وجمعته صداقة وطيدة معه وكان أوّل من نظّم له احتفالية في تونس قبل ثلاثين عاماً.