مقالات
دردشة وطنية سورية قوميةٌ آن أًوانها بقلم الاستاذ الدكتور عز الدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عز الدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق -

دردشة وطنية سورية قوميةٌ آن أًوانها
بقلم الاستاذ الدكتور عز الدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق –
في الأسابيع الأولى للثامن من آذار سنة 1963،ونعت هذا الحدث بالثورة،وسميّ بحدْس ورؤية الشعب العربي السوري ب(عدس)،وكان حصيلة الفراغ الذي تركه النزاع بين القوى التي أقامت الوحدة السورية المصرية،هذا الفراغ الذي ملأه حدث الانفصال سنة 1961.والفراغ الذي تم في الحياة السياسية السورية،كان يتمثل على نحو وآخر في خلخلة بنية الجيش،وتصدع وحدة القوى التقدمية،وكانت ثورة شباط في العراق قد هيّأت الأجواء والحياة السياسية في سوريا لانقلاب يحسب على البعث،لا بقوة من قام بالثامن من آذار بعثياً،وإنما بقوة حضور البعث في العراق في هذا الحدث السوري.
كلفت من قبل الرفيق أمين سر فرع تنظيم البعث السري،في مصر صدام حسين ،خلال ذهابي إلى سوريا ومعي الرفيق مروان الخاني،الذي سبقني في السفر .
اعتذر الرفيق عوض الطراونه من القدوم إلى دمشق والمشاركة معنا في المهمة الاستطلاعية لامكانية تقريب وجهات النظر بين الأستاذ أكرم والأستاذ ميشيل وصلاح الدين البيطار،ومضينا إلى حماة،وكانت خطتنا أن نستطلع رأي الدكتور فيصل الركبي،في هذه المهمة،فقال لي أن نرفق معنا طالب الراعي وخالد الهويس،ومضينا معاً إلى دمشق،وقابلنا الأستاذ أكرم في منزله بحي القصور،وكان في منزل الأستاذ ضابط متقاعد من آل الشقفه،ثم انتقلنا لمقابلة الأستاذ صلاح البيطار في منزله بحي الشعلان.ًونقلت للأستاذ ميشيل ماانتهينا إليه في هذه المقابلات،وخلال حديثي معه أحسست بتوجس ومخاوف الأستاذ ممن قاموا
بالثامن من آذار.،وسمعت من شخص في منزله يقول إن كثرة من الحزبيين لهم شكوك كثيرة في هذه الحركة،واتى بمثال عن بعثي من إدلب شكك بطائفية الحركة.هذا الذي قيل حتى هذه اللحظة،كان أشبه بمقدمة لقضايا عدّة سأطرحها في هذه الدردشة،أولها وأنا أنزل من الطائرة في المطار،وإذا بزميلنا أيام الثانوية في مدرسة ابن رشد،بديع الأسود يعمل في المطار ،فاصطحبني إلى صالة مطار المزةوإذا به يمازحنيً
قائلاً:جاي مشان عدس،وهو الذي يعرفني بعثياً،فسألته باستغراب:
وماهي عدس.؟
أجاب:لاتعرف،هي علوي درزي إسماعيلي.فتضايقت من هذا الكلام الذي أحدث في جوانيتي دهشة،طرحت إلى جانبها أسئلة عدّة،ولما قابلت الأستاذ ميشيل أخبرته بهذا الوصف للثامن من آذار،الذي أثار في وعيي الكثير من الهواجس التي أفصحت عنها للأستاذ.
وأنتقل للحراك الشعبي الذي بدأ سنة2011،ونحن نقف أنا وسليمان العلي وعلي سليمان بالقرب من نفق اوتستزاد المزة المجاور لبناء اتحاد الكتاب العرب،فألتفت إلًى الصديق والرفيق السابق علي سليمان وقلت على مسمع المهندس والوزير السابق سليمان العلي، يجب أن يطلب من أبناء الطائفة العلوية أن يتصدروا هذا الحراك،فأجابني علي:تريد أن تعيدنا الى الوراء عشرات السنين.فأجاب سليمان العلي لعلي سليمان :الدكتور معه حق في هذا الكلام.
وأنتقل إلى ماوراء التغيير الذي جرى في سوريا بأيام قليلة،وكتبت على صفحتي ،حادثة المطار مع بديع الأسود،وأرسلت متقصداً إلى من يتواصل معي على صفحات الفيس،وكان موقفهم من كلامي سوء الظن بولائي وانتمائي وتمت مقاطعتي من قبل البعض،وجفاء العلاقة مع البعض الآخر. استغربت الأمر وبقيت أرسل لهم ما أدونه على الفيس من آراء.
وأقول بداية للدردشة التي آن أًوانها،إني كبعثي،ولي قدمي الذي أفتخر وأعتز به في البعث،علماً أن نظام الحكم في سوريا بعد آذار لم يكن في يوم من الأيام له علاقة من قريب أو بعيد بالبعث،وعلى العكس من ذلك أن مجموعة كبيرة من البعثيين الذين يحسبون على شرعية البعث التاريخية،عذبوا وسجنوا
واستشهد منهم من استشهد،وما لاقيناه مابعد مؤامرة شباط لم يلاقيه أي حزب من الأحزاب،حتى الإخوان المسلمين.
نعم فرحت بالتغيير وكانت دعوتي الدائمة أن لا أموت قبل أن يفرحني الله بزوال هذا الحكم الذي أساء للبعث وللطائفة العلوية وللقطر السوري بكل مكوناته،أساء تقسيماً وتفكيكاً ونوازع وانتماءات ووًلاءات وأفقر الشعب وهجر وقتل ودمر وخرب التعليم وأفقره مسوغاته التربوية والعلمية،وإعاد سوريا الى الوراء عشرات الأعوام.
نعم فرحت كما فرح أحرار العروبة،ومع ذلك لم نبايع التغيير وكتبت ناقداً ومحذراً ومتسائلا،ومنبها من العقلية الانتقائية ومحاذيرها على مستقبل سوريا، وبقيت شاهراً قلمي وفكري في جريدة وطنية قومية عربية الًولاء والانتماء اسمها”صوت العروبة ” داعياً إلى قوة الوحدة الوطنية وتتويجها بنظام برلماني على النحو الذي عرفته سوريا مابعد الاستقلال.
وأسأل دردشة لماذا هذه الهجمة علي ولماذا أسلوب المقاطعة معي،الذي لايغنيني ولايفقرني، وإنما تمسكاً بالصداقة وحوار الأفكار والمصارحة والمشاركة في هموم الوطن.
وأخيرا وليس آخراً :انبذ الطائفية فبعثيتي لم تكن ستارة اخفي وراءها نوازعي وولاءاتي،كما فعل البعض.وظللت وفيا لزملاء التلمذة،أيامً كنا في ملجأ الأيتام في الأربعينات من عام 1990 مثل علي خازم وخازم خازم وعلي خير بيك،وعلاقتي مع المرحوم أحمد إسكندر بقيت حتى تاريخ وفاته وأختم الدردشة بأنني لا أساير على حساب مبادئي وفكري وولائي الوطنيّ والقومي،فرفضت المناصب وتمسكت بولائي لقيم
البعث تاريخاً وتمسكاً بالشرعية البعثية التي لم ولن أساوم عليها،وأقول لهؤلاءتمسكوا بالوحدة الوطنية ،من قاعدة قومية تقول :
من أن الًولاء للوطن في حقائقه، ولاء للعروبة والوحدة العربية
ألم يعلمنا فكر البعث:أن حدود سوريا العربية،هي حدود الوطن العربي كلّه. تحية لكل من ترفع عن الطائفية والقبلية ورحمة لكل من ذكرت. ومن له أي تعليق وسؤال فحوار الأفكارسبيلنا.*
*وأنا أروي هذا الكلام أو أكتبه،لم أعد أذكر،سئلت لماذا اخترت أنت لهذه المهمة،؟
وأجبت معتقداً وجازماً ،أن في تلك الفترة كان الرفيق صدام قوي التجاذب والتوافق مع مواقف الأستاذ أكرم الحوراني،وهذا الموقف كان له تيار قوي في تنظيم مصر،بوصفه رد فعل على الموافق المعادية للبعث خلال الوحدة السورية المصرية،وامتداده إلى تنظيمات البعث في الوطن العربي،ثم لأننا مروان وأنا من حماه وعلاقتنا بتيار الحوراني في حماه،
د-عزالدين حسن الدياب