“عيد بلا خروف”.. الأزمة الاقتصادية تدفع التونسيين إلى تغيير عاداتهم

“عيد بلا خروف”.. الأزمة الاقتصادية تدفع التونسيين إلى تغيير عاداتهم
حسن سلمان
تونس- دفعت الأزمة الاقتصادية التونسيين إلى تغيير عاداتهم الغذائية خلال عيد الأضحى المبارك، حيث شهدت الأسواق استهلاكا كبيرا للحوم الدواجن، في ظل عجز نسبة كبيرة من التونسيين عن شراء الخراف بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
وأكد رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء، إبراهيم النفزاوي، أن استهلاك لحوم الدواجن سجّل رقمًا قياسيًا تزامنًا مع عيد الأضحى هذه السنة، متجاوزًا معدلات الإقبال التي تُسجَّل عادة خلال احتفالات رأس السنة.
وأرجع هذا التغيير اللافت في عادات الاستهلاك إلى الارتفاع المتواصل لأسعار اللحوم الحمراء، والغلاء الكبير في أسعار أضاحي العيد هذه السنة، حيث أشارت بعض المصادر إلى أنها تراوحت بين 1500 و2000 دينار (حوالي 700 دولار).
ودونت البرلمانية فاطمة المسدي “صور جميلة لاحتفال الشعب التونسي بالعيد ولكن خلف هذا المشهد الاحتفالي، هناك واقع آخر أكثر صمتًا: عائلات محدودة الدخل تُرهق نفسها ماديًا ونفسيًا، فقط لتُثبت لنفسها ولأبنائها أنها قادرة على مجاراة طقوس العيد”.
وأضافت: “إن ما نراه اليوم من بعض المواطنين الذين يستدينون أو يقتطعون من ضروريات أبنائهم فقط ليشتروا الأضحية، هو أمر يستحق الوقوف عنده”.
وتابعت المسدي: “الإسلام لا يريد من العيد أن يتحول إلى اختبار قاسٍ لكرامة الفقراء، ولا أن يصبح موسم استهلاك مفرط أو سباقًا للمظاهر. الكرامة الحقيقية أن يعيش الإنسان في حدود إمكاناته، دون تكلّف ولا تصنّع. وهذا بالطبع لا ينفي دور الدولة”.
وخاطب النائب أحمد السعيداني الرئيس قيس سعيد بقوله: “سيدي الرئيس، نصف شعبك لم يمارس طقوس العيد. لم أستطع تهنئتكم بالعيد وأغلب المنازل فيها صغار يبكون (لأنهم لم يشتروا خروف العيد)”.
فيما نشر سمير بن عمر رئيس الهيئة السياسية لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية نماذج لعدد من الشكاوى على مواقع التواصل حول قطع الماء والكهرباء في عدد من المدن عشية يوم العيد.
وكانت بعض الأطراف في تونس دعت في وقت سابق إلى إلغاء الطقوس المتعلقة بشراء الأضحية في عيد الأضحى لهذا العام، نظرا لغلاء أسعارها. إلا أن مفتي تونس، الشيخ هشام بن محمود أكد أن شراء الأضحية في العيد “شعيرة من شعائر الله ، ولا يمكن إلغاء شعيرة وسنة مؤكدة”.
“القدس العربي”: