مقالات

معنى الوحدة العربية في القافلة المغاربية المتجهة لرفع الحصار عن غزّة بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

معنى الوحدة العربية في القافلة المغاربية المتجهة لرفع الحصار عن غزّة
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
من يتأمل دارسا وباحثاً في مبادرة خلاقة انطلقت من التلاقي بين طليعة من أبناء الجزائر وأبناء تونس،لتكوين مسيرة تتجه باتجاه غزّة لرفع الحصار عنها الذي يقيمه الاحتلال الصهيوني الوحشي النازي على غزة،وما فيه من مآسي وتجويع وقتل وإبادة جماعية،وهدم وتفجير للبنى التحتية،وتهجير قسري.
وتحركت القافلة من الجزائر،ليلتحق بها من أبناء المغرب كل من مكنته ظروفه وأحواله ومشاعره العربية،ودخلت الأراضي التونسيةلتجد بانتظارها جموع غفيرة جاءت لتنضم للقافلة،ومنهم من أتى داعما ومحيياً.وفي تونس تحولت القافلة إلى عرس عربي فلسطيني،تجلى،على وجه الدقة،في الشعارات القومية المسكونة بقوة العروبة في الشارع العربي التونسي، التي تلاقت مع جماهير القافلة وهي تتنقل في المدن والأراضي التونسيةً متحركة باتجاه ليبيا،التي انتظر جماهيرها وصول هذه القافلة إليها،على أمل أن تسمح
لها مصر بدخولها للتوجه إلى مداخل غزة،ومن تقديم عونهاللشعب العربي الغزاوي،الذي حملته القافلة معها.
هذه القافلة المتجهة إلى غزة لم تكن ولن تكون ولادة حربها ضد الاحتلال الصهيوني،غداة الفاتح من طوفان الأقصى،وإنما هي ولادة انتماء وولاء الشعب العربي في المغرب العربي كله،من الحزائر مروراً بالقطر المغربي،وموريتانيا وتونس،ومن ثم ليبيا،وهذا الولاء القومي العربي،له تراكمات وتجليات تمتد
في عمق التاريخ المغاربي،برهانه تلو البرهان،خاصة وراء انطلاق هذا الشعب العربي،تجاه فلسطين في أعقاب وعد بلفور المشؤوم،والذي مثل العدوانية الغربية الصهيونية،تجاه الأمة العربية،إنطلاقا هذه المرة من أرض فلسطين،ومواقف قومية تعبر عن معنى الوحدة العربية في الشعب العربي المغاربي.
وهناك واحدة من تجليات الوحدة العربية ومالها من معان في وعي وثقافة الإنسان العربي عموماً،وبخاصة الإنسان العربي المغاربي،هذا المعنى للوحدة تراه العين العربية في الشباب المغاربي،الذي انتمى إلى المقاومة الفلسطينية،وخاصة الفصائل المحسوبة،على التيار القومي العربي،وماله من تنوع في فصائله المحاربة،من أجل فلسطين العربية،فإذا بحثت في الشهداء الذين استشهدوا،من موقع ومكانة فلسطين في سلًم القضايا العربية المصيرية،انطلاقا من حقيقة قومية عربية،أن فلسطين بمعنى من معاني عروبة جغرافيتها هي الوحدة العربية،وهي أيضاً بحكم هذه الجغرافيا الطريق إلى الوحدة العربية.
وتظل ترى الوحدة العربية معانيها في الحراك الشعبي المجتمعي العربي،كلما طرحت معركة المصير العربي أحداثها الوطنية على ساحة الأقطار العربية،كما تطرحه حرب غزّة حدثاً قومياً عربيا غداة الفاتح من طوفان الأقصى،وكما يراه الشعب العربي كلّه في القافلة العربية المغاربية المتجهة إلى غزّة لرفع الحصار عنها. ونظل نرى أنّ غزة تستحق هذه المسيرات والقوافل،أليست هي التي تقاتل عن الأمة العربية في معركة
مصيرها ومستقبلها في فلسطبن.
د-عزالدين حسن الدياب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب