أزمة التجنيد: أدلشتاين “مصرّ” ونتنياهو يتذرع بـ”إيران” والحريديم بين سياسييهم وحاخاماتهم: أي السيناريوهات يرجح؟

أزمة التجنيد: أدلشتاين “مصرّ” ونتنياهو يتذرع بـ”إيران” والحريديم بين سياسييهم وحاخاماتهم: أي السيناريوهات يرجح؟
ما زالوا الائتلاف يحاول التوصل إلى اتفاق حول قانون الإعفاء من التجنيد، ويقترح تحديد موعد نهائي لفرض عقوبة على المتهربين الحريديم، التي أساسها رفض وتقليص تجندهم. ولكن انشغال الائتلاف في اليوم الأخير تحول من الجوهر نفسه إلى محاولة منع تصويت الأحزاب الحريدية مع مشروع قانون لحل الكنيست، الذي قد يطرح اليوم الأربعاء للقراءة التمهيدية.
بخصوص قانون التجنيد نفسه، لا يقتصر مطلب الأحزاب الحريدية على فرض عقوبة شخصية وعامة أخرى، بل يريد منع تنفيذ العقوبات التي فرضت في السابق، مثل وقف دعم رياض الأطفال للمتهربين، وإلغاء دعم طلاب المدارس الدينية والمدارس الدينية للمتزوجين. هنا لا يتوقع التوصل إلى تسوية، إزاء موقف ثابت لرئيس لجنة الخارجية والأمن يولي أدلشتاين، الذي يرسل رسالة تفيد بأنه لن يتعاون مع بلورة قانون تافه لا أهداف واضحة له، وفرض عقوبات لتحقيق هذه الأهداف.
خلافاً للوضع الثنائي الذي لا حل له لقانون الإعفاء من التجنيد، الذي تعارض فيه قيادة الحريديم تجنيد الحريديم، بينما يهتم أدلشتاين وشخصيات أخرى في الائتلاف بصياغة قانون يلزمهم بالتجنيد، فإن قانون حل الكنيست تبدو دراما مختلفة كلياً. ثمة انقسام في قيادة الحريديم نفسها، حيث يطرح حاخامات الأشكناز والسفارديم موقفاً أكثر تطرفاً من المسؤولين المنتخبين الحريديم. الحاخامات يدفعون لإسقاط الحكومة بدون تأخير زائد. بينما يميل حزب “يهدوت هتوراة” إلى الاستجابة لرسائل الحاخامات المتشددة، فإن رئيس حزب “شاس”، اريه درعي، المشغل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا يهتم بحل الكنيست (أو انتخابات مبكرة)، هو يعمل بواسطة مشغله الوزير السابق اريه اتياس، لمنع طرح مشروع القانون في جلسة الكنيست بكامل هيئتها.
مصادر في المعارضة تقول بأنها ستطرح مشروع قانون لحل الكنيست فقط إذا تبين أنها ستحصل على أغلبية مؤكدة، لأنه إذا تم طرح مشروع القانون ولم تتم المصادقة عليه، فلن تتمكن المعارضة من طرحه مرة أخرى خلال نصف سنة. ولكن المعارضة تعمل أيضاً تحت المجهول الكبير، وهو تصويت درعي وأعضاء “شاس”. قد يقرر “شاس” إعطاء “وقت إضافي” لحل الأزمة، بحيث يوفر للائتلاف وجبة أخرى من الأوكسجين، وربما يعقبهم أيضاً أعضاء الكنيست من “يهدوت هتوراة”.
نتنياهو لم يستخدم حتى الآن كل ثقله للدفع قدماً بقانون الإعفاء من التجنيد. وحسب أقوال مصادر مطلعة، “لم يكن موجوداً في الحدث”، للمشاركة في مصفوفة المحاولات لمنع طرح قانون حل الكنيست في الغد. فهو غير معني بتمرير القانون حتى بالقراءة التمهيدية التي ستسرع ديناميكية الحل الذي وجدت الحكومة نفسها فيها. كجزء من محاولة ثني الحريديم عن الاحتجاج الهستيري، يحاول نتنياهو استخدام تحدي إيران، بالذريعة المعروفة التي تقول بأن “إسرائيل تقف أمام تحديات كبيرة، لذا فإن إضعاف الائتلاف هو أسوأ ما يمكن حدوثه”. الأحزاب الحريدية ستتظاهر بتصديق هذا الإغراء، حتى لو من أجل عدم حل الحكومة بنفسها.
في ظل الضبابية بشأن الاتجاه الذي يسير فيه درعي، يمكن رسم ثلاثة سيناريوهات محتملة: الأول هو التوصل إلى حل وسط بشأن قانون الإعفاء من التجنيد والبدء في دفعه قدماً. الثاني، الذي يشمل “خضوع” السياسيين الحريديم لخطوات احتجاج الحاخامات وعدم قدرة نتنياهو على فرض زعامته على الائتلاف، ما سيؤدي إلى المصادقة على مشروع حل الكنيست بالقراءة التمهيدية. أما السيناريو الثالث، المرجح أكثر، فهو أنه استناداً إلى التجربة السابقة مع نتنياهو وتخوفات الحريديم الآنية، فهو محاولة كسب الوقت لـ “التفاوض” كما يبدو حول القانون، الذي هو بالأساس كسب وقت إضافي من جانب الأحزاب الحريدية.
رفيت هيخت
هآرتس 11/6/2025