الجمهور الغربي يستخدم «إرشادات» اسرائيل ضدها!

الجمهور الغربي يستخدم «إرشادات» اسرائيل ضدها!
لطالما اعتمدت إسرائيل على سردية ثابتة ومكررة لتبرير استهدافها للمناطق السكنية والمدنيين، مرددة مزاعم باتت مألوفة للجميع.
من بين هذه المصطلحات التبريرية التي اعتادت استخدامها، وجود «مركز قيادة للإرهابيين تحت المدرسة أو المستشفى»، و«صواريخ المخربين سقطت بالخطأ قرب مكان إطلاقها وتسبّبت في أضرار في منازل المدنيين»، و«استخدام المدنيين كدروع بشرية من قبل الإرهابيين». عبارات باتت أشبه بـ «كتيب إرشادات» جاهز يُسحب مع كل هجوم ترتكبه لتبرير الخسائر البشرية والدمار الهائل.
انقلاب السردية
بيد أنّ التصعيد الأخير مع إيران، الذي شهد استهدافاً مباشراً لمناطق داخل الكيان العبري، قلب هذه السردية رأساً على عقب. إذ لوحظت تعليقات كثيرة من مستخدمين غير عرب على صفحات ومواقع مختلفة، تستعير الحجج الإسرائيلية نفسها مع تساؤلات مثل: «ربما كان هناك نفق سري للجيش الإسرائيلي تحت هذا المبنى السكني الذي استُهدف؟» أو «هل يستخدم هذا الموقع لتخزين صواريخ سرية إسرائيلية؟»، و«هل تنتج اسرائيل مسيّرات تحت هذا المبنى؟»، و«ماذا لو كان هذا سبب هذا الدمار صاروخ اسرائيلي أُطلق بشكل خاطئ وسقط على المدنيين الاسرائيليين؟».
هذا الانقلاب في السردية يعكس واقعاً بات فيه الخطاب الإسرائيلي نفسه سلاحاً ذا حدين. بعد سنوات من تبرير الدمار الواسع والخسائر البشرية الفادحة في المناطق المدنية بحجج متعددة، بات يصعب على إسرائيل ادعاء المظلومية المطلقة عندما تتعرض هي نفسها لهجمات تستخدم فيها التبريرات نفسها.
والأخطر يكمن في أن روايتها المعتادة باتت موضع شك وسخرية من قبل الجمهور الغربي الذي كان لفترة طويلة أسيراً لروايتها والبروباغندا التي تسوّقها لصالحها وسائل الإعلام العالمية، وقد أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في التحرّر من هيمنتها.