كتب

هل تقترب الولايات المتحدة من دخول الحرب الإسرائيلية على إيران؟

هل تقترب الولايات المتحدة من دخول الحرب الإسرائيلية على إيران؟

أعاد البيت الأبيض نشر سلسلة تصريحات تصعيدية للرئيس الأميركي، بينها دعوته إلى “إخلاء طهران فورًا”، وتزامن ذلك مع مغادرة ترامب المبكرة لقمة مجموعة السبع في كندا ودعوته إلى اجتماع مرتقب في “غرفة العمليات”، في ظل التعزيزات العسكرية الأميركية في المنطقة.

أعاد البيت الأبيض، فجر الثلاثاء، نشر تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصة “إكس”، قال فيه: “أينما دعت الحاجة ومهما كان الخطر، سيكون الجندي الأميركي حاضرًا”، مشيدًا بما وصفه بـ”الإرادة الحديدية للجيش الأميركي”.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

وفي منشور آخر عبر منصته “تروث سوشيال”، كتب ترامب أن شعار “أميركا أولًا” يتضمن “أمورًا عظيمة كثيرة”، على حد تعبيره، أبرزها “عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، وختم بالعبارة: “لنجعل أميركا عظيمة مجددًا!”.

وتأتي هذه التصريحات بعد دعوة صريحة من ترامب إلى “إخلاء طهران فورًا”، وتحذيره من السماح لإيران بتطوير قدرات نووية، وذلك في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي، جاء فيه “كان على إيران أن توقّع على الصفقة التي طلبت منها توقيعها. يا له من أمر مؤسف، وكم من الأرواح قد أُزهقت عبثًا”.

في المقابل، أفادت شبكة “سي إن إن” بأن الرئيس الأميركي طلب من مستشاريه العمل على ترتيب لقاء مع مسؤولين إيرانيين “في أسرع وقت ممكن”، في ظل المساعي لدفع المسار الدبلوماسي في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن النووي الإيراني.

وأعاد البيت الأبيض نشر تصريح ترامب الذي دعا فيه إلى إخلاء العاصمة الإيرانية فورًا، في خطوة لافتة تزامنت مع محاولات تل أبيب للضغط على واشنطن في محاولة لإقحامها في الحرب.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيغادر قمة مجموعة السبع في كندا، الليلة، قبل موعدها المقرر بيوم، متوجهًا إلى واشنطن لمتابعة تطورات الموقف في الشرق الأوسط.

وبحسب بيان رسمي، دعا ترامب إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي في “غرفة العمليات” بالبيت الأبيض فور عودته، وطلب من الأعضاء أن يكونوا بانتظاره لدى وصوله.

وفي سياق متصل، ادعت منصات إعلامية إسرائيلية أن ترامب يعتزم توقيع أمر رئاسي خلال الساعات المقبلة، للانضمام رسميًا إلى الحرب التي تشنها إسرائيل ضد إيران.

وأفاد مسؤولون أميركيون بأن “الجيش الأميركي يتخذ خطوات تحضيرية لاحتمال التدخل”، إذ بدأ تحريك حاملة الطائرات “نيميتز” إلى الشرق الأوسط، وأُرسلت 28 طائرة تزويد بالوقود من الولايات المتحدة إلى المنطقة.

وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء الإثنين، أن إسرائيل كثّفت في الأيام الماضية ضغوطها على واشنطن من أجل دفعها للمشاركة في عملية هجومية تهدف إلى “تحييد” المنشآت النووية الإيرانية وخاصة منشأة “فوردو”، والتي تُعدّ من أكثر منشآت إيران تحصينًا.

في المقابل، قال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغستيث، إن بلاده “تتموضع دفاعيًا في المنطقة لتعزيز قوتها”، مشددًا على أن “ما ترونه الآن هو السلام عبر القوة”. وأكد أن الرئيس دونالد ترمب “لا يزال يسعى إلى إبرام اتفاق نووي مع إيران”.

بدوره، أكد المتحدث باسم البنتاغون أن “القوات الأميركية تحافظ على وضعها الدفاعي، وسنقوم بحماية قواتنا ومصالحنا”. وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة “سي إن إن” إن منشور ترامب، الذي دعا فيه إلى “إخلاء طهران فورًا”، “يُعبّر عن الحاجة لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات”.

ونقلت شبكة “سي بي إس” عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة لن تنضم إلى إسرائيل هجوميًا في عمليتها العسكرية الجارية، وأفاد المسؤولون بأن مجلس الأمن القومي الأميركي في حالة استنفار وعلى أهبة الاستعداد على مدار الساعة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على إيران.

ونفى مستشار للرئيس الأميركي، في منشور على “إكس”، تقريرا إسرائيليا ادعى أن الطيران الأميركي يشارك في تنفيذ هجمات على إيران، وقال “هذا غير صحيح. القوات الأميركية تحافظ على وضعها الدفاعي، ولم يطرأ عليه أي تغيير. الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها”.

وقال مسؤول في البنتاغون إن وزير الدفاع الأميركي أمر بتوجيه حاملة الطائرات “نيميتز” ومجموعتها الضاربة إلى الشرق الأوسط، بهدف تعزيز الانتشار الدفاعي في المنطقة وحماية القوات الأميركية. وأضاف المسؤول أن البحرية الأميركية تواصل عملياتها في شرق البحر المتوسط دعمًا لأهداف الأمن القومي.

وعلى صلة، تتصاعد التحركات داخل الكونغرس لمنع انخراط واشنطن في الحرب، إذ قدّم ثمانية أعضاء في مجلس الشيوخ مشروع قانون يهدف إلى منع دخول الولايات المتحدة في أي حرب مع إيران.

وقال النائب الجمهوري توماس ماسي إنه سيقدّم مشروع قرار يحظى بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري، “لمنع انخراطنا في الحرب بين إسرائيل وإيران”، مشيرًا إلى أن “الحرب الجارية ليست حرب الولايات المتحدة”. وشدد على أن “الدستور ينص على أن إعلان الحرب من صلاحيات الكونغرس، حتى لو كانت الحرب تعنينا”.

من جانبه، قال السيناتور بيرني ساندرز إنه قدّم تشريعًا جديدًا “لمنع ترمب من جرّنا إلى حرب غير شرعية مع إيران”، محذرًا من أن “حربًا أخرى في الشرق الأوسط قد تزهق أرواحًا لا تُحصى وتهدر تريليونات الدولارات”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب