فلسطين

مجازر الجوعى تتكثّف | المقاومة تستغلّ الانشغال: كمائن بالجملة

مجازر الجوعى تتكثّف | المقاومة تستغلّ الانشغال: كمائن بالجملة

استغلت إسرائيل انشغال العالم بعدوانها على إيران، للإمعان في ذبح الغزيين، ونفّذت مجازر بحق الجوعى المنتظرين للحصول على المساعدات، بلغت حصيلتها أكثر من 90 شهيداً.

يوسف فارس

غزة | على الرغم من انشغال العدوّ بحربه مع إيران، سجّلت الوقائع الميدانية خلال الأيام السبعة الماضية، قدرة إسرائيلية على المحافظة على مستوى ثابت من حرب الإبادة التي تستهدف حصراً النازحين الجوعى في قطاع غزة. ونهار أول أمس، ارتكب جيش الاحتلال، مستغلّاً تركيز العالم على تلك الحرب، مجزرة بحق الآلاف من منتظري المساعدات في منطقة التحلية في مدينة خانيونس جنوبي القطاع.

ووفقاً لشهود عيان، أطلقت وسائط المدفعية والطائرات المُسيّرة العشرات من القذائف بشكل مباشر تجاه حشود الجوعى، ما تسبّب في استشهاد وإصابة المئات من النازحين. وسجّلت وزارة الصحة في القطاع استشهاد 40 مواطناً على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين. وفي مساء اليوم ذاته، تكرّر الحدث في مركز توزيع المساعدات الأميركي في منطقة «نتساريم». كما ارتكب جيش العدو مجزرة أخرى بحق منتظري المساعدات في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، وهو ما رفع حصيلة الشهداء في يوم واحد إلى 90.

وعلى الصعيد البري، جمّد جيش الاحتلال خريطة الإخلاء والانتشار في مساحة 75% من القطاع، فيما تسير عملية «مركبات جدعون» ببطء شديد، حيث يحافظ العدو على إخلاء كامل مدينتَي رفح وخانيونس، بالإضافة إلى إخلاء كامل محافظة شمال غزة بمدنها الثلاث: جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون. وإلى جانب ذلك، يصنّف الاحتلال الأحياء الشرقية على امتداد قطاع غزة، من مدينة جباليا البلد وأحياء التفاح والشجاعية والزيتون شمالاً، وحتى خزاعة والزنة وبني سهيلا وعبسان جنوباً، على أنها مناطق قتال خطيرة حُمْر يُمنع الوصول إليها.

ولا تشهد تلك المناطق بالضرورة انتشاراً كاملاً لجيش العدو، وإنما يُحكم الأخير سيطرته عليها بالنار، باستخدام طائرات «الكوادكابتر» والطائرات المُسيّرة، بينما تشهد جباليا البلد التي أعلنت «هيئة البث الإسرائيلية» عودة الفرقة 162 للعمل فيها، جهداً ميدانياً ملحوظاً، حيث تجري في ساعات المساء عمليات نسف مكثّفة. ووفقاً لشهود عيان، يزرع جيش الاحتلال روبوتات مفخّخة في الأحياء السكنية المزدحمة بالمباني، ثم يعمد إلى تفجيرها في ساعات متأخرة من الليل. كما تعمل آليات ثقيلة على هدم كامل البنية التحتية للمدينة وتجريفها.

المقاومة أيضاً اغتنمت سحب الاحتلال أصولاً عسكرية لتنفيذ عشرات المهمات القتالية

ويتكرّر المشهد ذاته في المناطق الشرقية لأحياء الشجاعية والتفاح، والتي تمّت تسوية مناطق واسعة منها بالأرض. ويحافظ هذا النسق من العمل الميداني، على استدامة حالة الحرب، مع ترشيد التكاليف والاستنزاف، ما يسمح بتعليق ملف غزة حتى الانتهاء من الملفات التي يُتوقّع أن لا تستغرق أكثر من أسابيع.

في مقابل ذلك، أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على إيران، عن العشرات من المهمات القتالية، إذ استغلّ المقاومون الغياب النسبي لطائرات الاستطلاع، واستطاع العشرات منهم العودة من خطوط القتال المتقدّمة، وأبلغوا عن عمليات استهداف لدبابات وجنود مشاة وتفجير مبانٍ، كانوا قد نفّذوها في الأسابيع الماضية، ولم تسمح الظروف الميدانية بالإعلان عنها.

وأعلنت «كتائب القسام»، خلال اليومين الماضيين، تمكّن مقاوميها، بالاشتراك مع مقاومي «سرايا القدس»، من استهداف قوة صهيونية راجلة تحصّنت داخل أحد المنازل، بقذيفة مضادّة للأفراد، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، وقنص جندي في المكان نفسه. كما أبلغ المقاومون العائدون عن استهداف ناقلة جند ودبابة «ميركافا» بعبوة أرضية شديدة الانفجار وعبوة «العمل الفدائي» شرق جباليا، وكذلك عن استهداف دبابة في شارع السكة في المنطقة ذاتها.

وتحدّث «الإعلام العسكري» التابع لـ»كتائب القسام»، أمس، أيضاً، عن تفجير المقاومين منزلاً تحصّن فيه عدد من جنود الاحتلال بعدد من العبوات الشديدة الانفجار التي جُهّزت مسبقاً، وإيقاع جنود العدو بين قتيل وجريح شرق بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس. كما أعلنت «سرايا القدس» و»الكتائب» تدمير ناقلتَي جنود بعبوتي «شواظ» في المنطقة ذاتها، التي تحدّثت «القسام» فيها أيضاً عن استهداف تجمع لجنود العدو بعبوة مضادة للأفراد وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح. وذكرت «سرايا القدس»، من جهتها، أن مقاوميها نفّذوا كميناً محكماً ومركّباً استهدفوا فيه قوة صهيونية راجلة تحصّنت داخل أحد المنازل شمال شارع 5 في منطقة السطر الغربي شمال خانيونس، بصواريخ «107» وقذائف الهاون.

وأبلغ مقاومو «السرايا» العائدون من خطوط القتال، أيضاً، عن تفجير عبوة شديدة الانفجار بآلية عسكرية في محيط مسجد الهدى في حي المنارة في خانيونس؛ فضلاً عن إيقاع قوة إسرائيلية خاصة في مقتلة في حي الشجاعية، حيث اشتبك المقاومون مع جنود العدو من مسافة صفر. وبثّ «الإعلام الحربي» التابع لـ»السرايا»، بدوره، مشاهد أظهرت تمكّن مقاوميها من تفجير دبابة إسرائيلية بعبوة شديدة الانفجار.

ويُعزى هذا الحضور الميداني إلى حالة الانشغال القصوى لطيران الاحتلال في الحرب مع إيران؛ إذ سحبت إسرائيل العديد من الوحدات الجوية والألوية البرية من جبهات القتال في غزة لصالح تعزيز الحدود الشمالية وحماية مستوطنات الضفة الغربية المحتلة. واستغلّت المقاومة الثغرات الناتجة من ذلك، وكثّفت مجهودها القتالي لتسجيل أقصى قدر ممكن من الضغط والاستنزاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب