سحر إمامي أيقونة الإعلام الصامد

سحر إمامي أيقونة الإعلام الصامد
انفجارات، دخان، أصوات قصف، وتهديدات إسرائيلية متكررة… وسط أجواء الرعب والنار وعلى الهواء مباشرة، امراة تقف ثابتة وهادئة تنقل خبراً مفاده أنّ «الجيش» الإسرائيلي هدد بقصف مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني، متجاهلاً حرية الإعلام والقوانين وحرية التعبير.

انفجارات، دخان، أصوات قصف، وتهديدات إسرائيلية متكررة… وسط أجواء الرعب والنار وعلى الهواء مباشرة، امراة تقف ثابتة وهادئة تنقل خبراً مفاده أنّ «الجيش» الإسرائيلي هدد بقصف مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني، متجاهلاً حرية الإعلام والقوانين وحرية التعبير.
لكن وسط ذلك كله تكمل المذيعة متحديةً العدو بمكيروفون وكاميرا، ما يؤكد على أنّ الصحافة ليست مهنة فقط، بل معركة للدفاع عن الحق ونصرة المظلومين.
لحظة صادمة وثقها البث المباشر، لكن ما كان صادماً أكثر هو ثباتها في تلك الثواني الحرجة… لم تصرخ، لم تنهر. فقط قامت بكل هدوء بمغادرة الإستديو في رسالة واضحة إلى العالم كله عن معنى الالتزام والمسؤولية.
تحولت المذيعة الإيرانية سحر إمامي إلى «أيقونة قوة» بعد عودتها إلى البث المباشر بعد مرور دقائق قليلة من القصف الصهيوني العنيف الذي طال مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني مردّدة عبارة «إنّ إسرائيل لم تستهدف مبنى أو موظفين، بل استهدفت حرية التعبير وصوت الحق».
وسارعت حسابات التواصل الإيرانية إلى نشر مقطع الفيديو الذي يوثق كلمات التحدي التي كانت تطلقها أثناء البث المباشر رغم تهديدات وزير «الدفاع» الإسرائيلي يسرائيل كاتس لسكان طهران و«أبواق الدعاية» بحسب قوله، والتي تم تداولها كتهديد بقصف التلفزيون. وأظهر الفيديو لحظة تعرّض التلفزيون للقصف أثناء كلمات إمامي الحماسية، قبل أن تضطر إلى المغادرة بسبب انهيار الاستوديو، لكنها سارعت إلى العودة وبثت من جديد بصوت أعلى.
سحر إمامي واحدة من أشهر وجوه الإعلام الإيراني، دخلت المجال بالمصادفة بعدما غادرت مجالها في الهندسة، وأجرت اختبارات للبرامج الصباحية عام 2008، ثم تدرجت في الظهور إلى أهم التغطيات في تاريخ التلفزيون الإيراني في هذه الأثناء.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو التي ظهرت فيه سحر متحدية إسرائيل بكل قوة، إذ شبهها عدد كبير من روّاد التواصل الاجتماعي بالـ «سيدة زينب»، مرددين عبارة «لكل زمان زينب بوجه الطاغية».
«المذيعة الشجاعة والمرأة الحديدية» كما لقبها عشرات الأشخاص على مختلف وسائل التواصل، أثبتت من جديد أن للمرأة دوراً حقيقياً في المقاومة عبر التحدي والصمود ونقل الحقيقة بالصوت والصورة رغم خطر الموت على الهواء مباشرة.
ولا ننسى أن نقارن اليوم بينها وبين آخرين من ذكور وإناث من إعلاميين ومراسلين الذين ينقلون الخبر بغض النظر عن صحته، هم أبواق للغرب وللسردية الصهيونية، فأتى ما حصل مع سحر رسالة جديدة وواضحة بأنّ الكلمة الحرة أقوى من القصف والعدوان.