كما بررت أمريكا قتل صدام.. إسرائيل: اغتيال خامنئي بات “حاجة قانونية وأخلاقية”

كما بررت أمريكا قتل صدام.. إسرائيل: اغتيال خامنئي بات “حاجة قانونية وأخلاقية”
بن – درور يميني
تغيير النظام في إيران ليس واحداً من أهداف الحملة الحالية ضد قدرة إيران النووية. لكن لا خلاف في أنه هدف مرغوب فيه بقدر ما يمكن تحقيقه، حتى بدون الإعلان عنه. فقد بدأت الحملة الحالية مع سلسلة تصفيات مركزة، لقيادة الحرس الثوري وعلماء النووي المتصدرين.
رغم أن إسرائيل تحظى بموقف مختلف وأكثر عداء مقارنة بدول أخرى، في أوضاع مشابهة، لم نسمع تذمراً حول التصفيات في الأيام الأخيرة. كل شيء بالطبع قد يتغير، وسبق أن كنا في هذا الفيلم، لكن يبدو أن المرحلة الأولى مرت بنجاح.
غير أن المعضلة لا تزال على حالها، لأن قمة إيران السياسية مثلما هي مؤسسات الحكم أيضاً – بقيت محصنة. ليس واضحاً أن يؤدي ضربها إلى تغيير النظام، لكن الواضح أنه قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح. فسكان إيران أنفسهم، حسب تقارير عديدة، يمقتون الحكم. وفي الأيام الأخيرة، بالضبط مثلما في موجات احتجاج سابقة تسمع هتافات “الموت للدكتاتور، الموت لخامنئي“.
في إسرائيل نفسها، وكذا في دول الغرب، جرى بحث واسع في مسألة التصفيات المركزة. لا يوجد موقف موحد. تكاد كل المنشورات الأكاديمية في هذا الشأن تتناول أيضاً قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية في هذا الشأن. فقد كتب أهرون باراك في حينه: “لا يمكن أن نقرر مسبقاً بأن كل إحباط مركز محظور حسب القانون الدولي، ولا يمكن أن نقرر مسبقاً بأن كل إحباط مركز مباح حسب القانون الدولي”. وأضاف: “إصابة جانبية لمواطنين أبرياء لن تكون قانونية إلا إذا اجتازت مطالب التوازن”.
فما هو ذاك التوازن؟ البحث في الموضوع كان لدى قيادات عسكرية. ماذا عن زعماء سياسيين؟ وبالفعل، وقفت الإدارة الأمريكية أمام المعضلة ذاتها في إطار الحرب ضد الإرهاب. مارك جرلسكي كان مسؤولاً عن التصفيات المركزة في البنتاغون. بعد أن ترك المنصب، أجريت معه مقابلة مع البرنامج الاعتبار “60 دقيقة”، وقال “كان عددنا 30. مثلاً، صدام حسين. إذا قتلتم 29 شخصاً في هجوم ضد صدام حسين، فهذه ليست مشكلة”. هذا لا يعني أنهم ما كانوا سيقتلون أكثر أيضاً. ولكن عندها، روى جرلسكي أنهم كانوا بحاجة إلى إذن الرئيس. جرلسكي نفسه، بالمناسبة، كان مسؤولاً عن قتل مئتي بريء، مع صفر نجاح في تصفية مطلوبين. هذا لم يمنعه من الانتقال إلى منصب رفيع في HRW (هيومان رايتس ووتش) ونشر تقارير لاذعة على نحو خاص ضد إسرائيل.
في ظروف أيام الحرب ضد الإرهاب، كان صدام حسين هدفاً شرعياً للتصفية. لم تكن جرائمه ضد الولايات المتحدة، كانت بل ضد أبناء شعبه. لذا ينبغي أن وضوح شيء واحد فقط: بافتراض أن كان للولايات المتحدة فتوى قانونية لتصفية زعيم العراق الذين لم يعلن عن رغبته في إبادة الولايات المتحدة، فلإسرائيل إذن حق مضاعف ومزدوج بتصفية خامنئي الذي يهدد بإبادة إسرائيل. وبالتأكيد، عندما تكون الدولة التي يقف على رأسها تطور سلاحاً نووياً رغم أنه لا يوجد عليها ذرة تهديد خارجي.
هل هذا يعني أن على إسرائيل تصفية زعيم نظام آية الله؟ من المجدي التفكير بأمرين: أولاً بالشرعية الدولية التي لا يجب الاستخفاف بها مع وجود تاريخ نفاد؛ فالكثير من الأمور المسموح بها ينبغي ويمكن عمله في الأسبوعين الأولين، بما في ذلك ضرب مبنى التلفزيون الإيراني، لكنها تكاد تكون متعذرة بعد شهرين. وثانياً، هل تصفية خامنئي ستخدم مصالح إسرائيل؟ هذا ليس بسيطاً. ثمة فارق بين هتلر وصدام، وبين خامنئي. لأن الأولين كانا حجر رأس نظام الرعب الذي كانا هما على رأسه. تصفية هتلر في مرحلة مبكرة كانت أغلب الظن ستمنع الحرب العالمية الثانية والمحرقة. كما أن تصفية حسين، الزعيم الوحشي والمتعطش للدماء، كان يمكنها أن تمنع قتلاً جماعياً. أما خامنئي فهو في مكان آخر. لأن أيديولوجية النظام الإبادية ستبقى على حالها. قد يكون خليفته مجنوناً مثل سلفه؛ لأن الجنون للنظام كله، وليس للزعيم فقط.
لهذا يجب أن يكون الهدف قيادة النظام كلها، بدءاً بخامنئي. لا حصانة لمن يؤيد إبادة إسرائيل، بل هو ابن موت. نأمل أن تحقق مثل هذه التصفية تغيير النظام. عندما تكتب هذه الأمور، تبدأ إيران بالتراجع. دبلوماسي إيراني يدعي في مقابلة مع موقع “إيران واير” مستعد للتخلي عن تخصيب اليورانيوم، وأكد ترامب أمس أن وجود توجه إيراني بالفعل. ربما يكون هذا تضليلاً لوقف الهجمات الإسرائيلية. “التقية” أي الخداع، هي عنصر أساسي في الأيديولوجيا الإسلامية. وإذا كان ممكناً الوصول إلى تفكيك حقيقي لقدرة إيران النووية فهذا تغيير دراماتيكي. لكن إذا ما تواصل العناد الإيراني، فإن خامنئي ورفاقه في الحكم لن يكونوا هدفاً شرعياً فحسب، بل ستكون إبادتهم مهمة أخلاقية.
يديعوت أحرونوت 17/6/2025