العدوان الإسرائيلي على إيران وتداعياته على العالم العربي

العدوان الإسرائيلي على إيران وتداعياته على العالم العربي

د. كاظم ناصر
بدأت دولة الاحتلال هجوما على إيران في الثالث عشر من يونيو الجاري يستهدف المنشآت النووية والمواقع العسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. وجاء هذا العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا بعد سنوات من التهديدات والتكهنات ليؤكد نوايا الصهاينة والولايات المتحدة الأمريكية على ضرب إيران، ومحاولة تغيير نظامها السياسي.
فما الذي سيحدث إذا تمكنت إسرائيل وشريكتها في العدوان الولايات المتحدة الأمريكية من تدمير المنشآت النووية والصاروخية وتغيير النظام الإيراني؟ وما هي التداعيات المتوقعة لذلك على القضية الفلسطينية ودول الخليج ومستقبل العالم العربي؟
الشعوب العربية تتعاطف مع إيران وتأمل أن تنتصر في هذه الحرب لكونها دولة جارة مسلمة تربطها علاقات دينية واقتصادية وثقافية بها وبشعبها، ولأنها معادية لدولة الاحتلال والولايات المتحدة وبعض دول الغرب التي تجاهر بعدائها للأمة العربية وبتأييدها ودعمها اللامحدود للدولة الصهيونية.
وعلى النقيض من ذلك فإن معظم الحكام العرب يدعمون هجوم دولة الاحتلال على إيران ويراهنون على هزيمتها سرا، لكنهم يحولون خداع شعوبهم بإصدار بياناتهم الكاذبة الرافضة للعدوان، ويعلنون وقوفهم إلى جانب إيران في الوقت الذي تقوم به طائراتهم ووسائل دفاعهم الجوية والقواعد الأمريكية المنتشرة في أقطارهم بالتصدي للصواريخ الإيرانية ومنعها من الوصول إلى تل أبيب وحيفا والقدس والمدن الإسرائيلية الأخرى.
إذا تمكن الصهاينة والأمريكيون من الانتصار في هذه المعركة وتغيير النظام الإيراني واستبداله بنظام ملكي يقوده رضا بهلوي نجل الشاه السابق الذي تربطه علاقات وثيقة بالإسرائيليين والأمريكيين، فإن تداعيات ذلك ستؤدي إلى وجود نظام قومي إيراني خاضع للإرادة الصهيونية والأمريكية، معاد لكل ما هو عربي، ويهدد وجود معظم دول الخليج التي تخضع لإملاءات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال بصراحة بأنه يعتز بابتزازه لقادتها وحصوله على ما يزيد “عن 4 تريليونات دولار في ساعتين”!
وإن إسرائيل أيضا تفكر في ابتزاز دول النفط، فقد قال بتسلئيل سموتريتش في تصريح علني إن ” على دول الخليج التي تكسب تريليونات الدولارات المشاركة في تكاليف هذه الحرب اقتصاديا” مما يعني أن أمريكا وإسرائيل قد ترغم هذه الدول الخليجية على دفع المزيد من التريليونات. أضف إلى ذلك ان هزيمة إيران قد تمكن الولايات المتحدة وإسرائيل من القضاء على المقاومة العربية لدولة الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية، ومن تكريس احتلال فلسطين من البحر إلى النهر، وتمزيق أكثر من قطر عربي، وإقامة إمبراطورية صهيونية عل أنقاض الوطن العربي الذي ابتلي بحكام مرتزقة خونة، أذلوا وخذلوا شعوبهم وأرغموها على قبول الهوان والاستسلام، وما زالوا يراهنون بغباء على أعدائهم، خاصة الولايات المتحدة ودولة الاحتلال لحمايتهم هم وأنظمتهم الاستبدادية المتهالكة.