بانضمام الولايات المتحدة للحرب وضرب “فوردو”.. “سلام ترامب” أم تعاظم الحرب؟

بانضمام الولايات المتحدة للحرب وضرب “فوردو”.. “سلام ترامب” أم تعاظم الحرب؟
بن صموئيليس وآخرون
هاجمت الولايات المتحدة بنجاح المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، هذا ما أعلنه ليلة أمس الرئيس ترامب. وقال مصدر أمريكي لوكالة “رويترز” إن بلاده استخدمت في هذا الهجوم قاذفات “بي2″، التي تحمل قنابل تدمر فوردو. في تصريح أطلق فجراً، قال ترامب: “المنشآت النووية الرئيسية في إيران دمرت تماماً”، وهدد: “أي رد إيراني ضدنا سيتم الرد عليه بقوة أكبر مما شاهدنا في هذه الليلة”. وقال مصدر مطلع: نحن الآن مستعدون في إسرائيل للحديث عن اتفاق مع إيران. ولكن -حسب قوله- “كل شيء مرهون بها”. وأضاف المصدر نفسه بأن إسرائيل مستعدة لتوسيع الحرب إذا هاجمت إيران قواعد أمريكية.
“الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، إما سلام أو مأساة لإيران. لقد بقيت أهداف كثيرة”، قال ترامب، وهنأ رئيس الحكومة نتنياهو. “عملنا كطاقم كما لم يعمل أي طاقم ذات يوم. مشينا طريقاً طويلة للقضاء على هذا التهديد الفظيع لإسرائيل. أريد شكر الجيش الإسرائيلي على العمل المدهش الذي قام به”. قبل فترة قصيرة من ذلك، قال نتنياهو بأن الأمر يتعلق بعملية ستغير وجه التاريخ. “في البداية، نستخدم القوة، ثم يأتي السلام. هذه الليلة، عمل ترامب والولايات المتحدة بقوة كبيرة”، قال. في تصريح آخر، قال نتنياهو: “وعدت بتدمير المنشآت النووية الإيرانية، ووفيت. الهجوم الأمريكي كان بتنسيق كامل بيني وبين الرئيس ترامب، وبتنسيق عملياتي كامل بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي”. عقب الهجوم، أعلنت سلطة المطارات بأن الأجواء الإسرائيلية مغلقة أمام الدخول والخروج. قيادة الجبهة الداخلية حظرت التعليم والتجمعات والوصول إلى أماكن العمل باستثناء المصالح الحيوية.
أكدت إيران مهاجمة المنشآت النووية الثلاث، ولكنها قالت إنه تم إخلاؤها في وقت سابق. شبكة التلفزيون الرسمية قالت: “أي مواطن أو جندي أمريكي في المنطقة بات هدفاً مشروعاً”
أكدت إيران مهاجمة المنشآت النووية الثلاث، ولكنها قالت إنه تم إخلاؤها في وقت سابق. شبكة التلفزيون الرسمية قالت: “أي مواطن أو جندي أمريكي في المنطقة بات هدفاً مشروعاً”. حسب “رويترز”، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن المواقع التي أصيبت لم تكن فيها مواد إشعاعية. وقال مهدي محمدي، مستشار المرشد الأعلى خامنئي: “بالنسبة لإيران، لم يحدث حدث استثنائي، ولم يلحق ضرر يتعذر إصلاحه. لا يمكن قصف المعرفة والعلم”.
“حمولة كاملة من القذائف أُسقطت على منشأة فوردو، كل الطائرات عادت إلى قواعدها”، قال ترامب في شبكة “اكس” بعد وقت قصير من الهجوم. “أهنئ الجنود الأمريكيين العظماء. لا جيش آخر في العالم كان يمكنه تنفيذ ذلك. الآن حان وقت السلام”، وأكد: “هذه لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم. على إيران الآن أن توافق على إنهاء الحرب”. ونشرت “فوكس نيوز” بأن الولايات المتحدة في هجوم فوردو ألقت ست قنابل مخترقة للتحصينات، وفي المنشآت الأخرى استخدمت 30 صاروخاً مجنحاً من طراز “توما هوك”، أطلقت من الغواصات. في المقابل، نشرت “نيويورك تايمز” إلقاء 12 قنبلة. حسب أقوال مصدر رسمي في واشنطن، لا تخطط الولايات المتحدة حتى الآن لهجوم آخر في إيران، لكنها تستعد لهجمات إيرانية.
السكرتير العام في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أدان الهجوم: “أنا قلق جداً من القوة التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد إيران، هذا تهديد مباشر للسلام والأمن الدوليين”. وحسب قوله، “الخطر يزداد من خروج النزاع عن السيطرة بسرعة، وستكون تداعياته صادمة. أطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تهدئة التصعيد”.
رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، قال عقب الهجوم بأن “الرئيس أعطى الزعيم الإيراني كل الفرص للتوصل إلى اتفاق، لكن إيران رفضت التعهد بنزع سلاحها النووي”. وحسب قوله “العمليات العسكرية في إيران يجب أن تذكر الأعداء والحلفاء بأن ترامب يقصد ما يقوله. نشاطات ترامب المحمومة تمنع ممولة الإرهاب الكبرى من امتلاك السلاح الأكثر فتكاً”. حسب بعض المصادر، لم يتم إبلاغ الديمقراطيين الأعضاء في لجان المخابرات في مجلس النواب ومجلس الشيوخ مسبقا عن الهجوم.
للولايات المتحدة 24 قاعدة عسكرية على الأقل في الشرق الأوسط، موجودة في مدى مهاجمة صواريخ إيران – العراق، البحرين، الكويت، قطر وأماكن أخرى. هذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها أمريكا أهدافاً إيرانية رئيسية؛ ففي 2020 أمر ترامب باغتيال قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري. رغم أن إيران هاجمت قواعد أمريكية في المنطقة بالصواريخ البالستية بعد الاغتيال، لكن لم يحدث تصعيد خطير خافوا منه من قبل. وفي العقد الماضي، هاجمت الولايات المتحدة جواً مليشيات في سوريا والعراق، تدعمها إيران.
أمس، نشر أن قاذفات بي2 التي يستخدمها سلاح الجو الأمريكي حصرياً أقلعت من قاعدة “فايتمان” في ميسوري نحو جزر غوان في المحيط الهادئ، حيث قاعدة استراتيجية للجيش. حسب أقوال خبراء، هذه القاذفات وحدها يمكنها اختراق الموقع تحت الأرض في فوردو. ولكن حسب “نيويورك تايمز”، فإن القاذفات حلقت مباشرة من ميسوري، وربما كان ذلك محاولة للتمويه. منذ بداية الحرب ضد إيران، أكثرت إسرائيل من مهاجمة منشأة نطنز الواقعة جزئياً تحت الأرض. ورغم نجاحها في المس بجزئها العلوي، لكنها كما يبدو لم تمس الجزء الموجود تحت الأرض. في الفترة الأخيرة، ضربت إسرائيل أجهزة الطرد المركزي في منشأة أصفهان. مع ذلك، حسب معرفتنا، لم تهاجم إسرائيل المنشأة في فوردو.
وقع الهجوم الأمريكي بعد أكثر من يومين من إعلان البيت الأبيض بأن ترامب سيقرر في الأسابيع القادمة إذا كان سيهاجم إيران. أول أمس، سئل الرئيس عن إمكانية انضمام بلاده لمهاجمة المنشآت النووية في إيران، ورد بأن “لإسرائيل قدرة محدودة. هم يستطيعون اختراق مقاطع، لكنهم لا يستطيعون النزول عميقاً. سنرى ما سيحدث، قد لا يكون هذا ضرورياً”.
هآرتس أون لاين 22/6/2025