مقالات

السودان الجريح عندما تتفوق المأساة على سوريا بقلم امجد احمد السيد -الهدف السودانية –

بقلم امجد احمد السيد -الهدف السودانية -

السودان الجريح عندما تتفوق المأساة على سوريا
بقلم امجد احمد السيد -الهدف السودانية –
أصدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تقريرا صادما أعلنت فيه أن الحرب المستعرة في السودان منذ أكثر من عامين قد تسببت في أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، متجاوزةً بذلك الأزمة السورية التي كانت لسنوات تتصدر مؤشرات المأساة الإنسانية.
بحسب التقرير، فإن أكثر من 14.3 مليون سوداني أجبروا على مغادرة منازلهم من بينهم 11.6 مليون نازح داخلي. إنها أرقام ليست مجرد إحصائيات بل ترجمة لدموع الأمهات وشتات الأطفال ورجال فقدوا الأمل والكرامة في وطنهم.
في وقت تتناقل فيه وسائل الإعلام أنباء الحرب في السودان باقتضاب تعد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي تمر  بصمت ولا تتصدر نشرات الأخبار ولا تقام لها مؤتمرات دعم دولي واسعة النطاق. تقول المفوضية: “كانت سوريا تعتبر سابقا أكبر أزمة نزوح عالمية حيث بلغ عدد النازحين فيها 13.5 مليون شخص لكن هذا لم يعد بعد الآن والسبب؟ الحرب العبثية التي تفترس السودان أرضا وشعبا.
النازحون لا يهربون فقط من القنابل والرصاص بل من المجاعة والمرض وانهيار الخدمات ملايين فقدوا بيوتهم، مدارسهم أعمالهم وجزءا من إنسانيتهم المخيمات العشوائية تضج بالأطفال دون تعليم والنساء دون حماية والشيوخ دون دواء. وفي غياب سلطة موحدة أو هدنة دائمة، تبقى حياة النازحين مرهونة بالصدفة.
رغم حجم الكارثة لم يحظ السودان بالاهتمام الكافي من المجتمع الدولي لا جسور جوية للمساعدات لا مؤتمرات طواري كبيرة لا ضغط جدي لوقف الحرب. فقط إدانات خجولة وبيانات شجب وتجاهل فاضح يرقى إلى مستوى التواطؤ.
في خضم هذا السواد تظل مبادرات المجتمع المدني والمتطوعين والكوادر الصحية والتعليمية هم النور الخافت في النفق الطويل. لكن لا يمكن تحميل المجتمع وحده مسؤولية ما هو فوق طاقته لا بد من تحرك إقليمي ودولي عاجل لا لوقف إطلاق النار فقط بل لبناء مسار سلام حقيقي يعيد للسودان ما تبقى من حياة.
أن تتحول بلادنا إلى الرقم الأول في قائمة أكثر شعوب الأرض نزوحًا ليس إنجازا ولا قدرا بل نتيجة مباشرة لحرب لا عقل لها كل تأخير في وقفها هو جريمة وكل صمت عنها خيانة للإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب