عربي دولي

النائب التونسي السابق مجدي الكرباعي  ازدواجية معايير في التعاطي مع التحريض ضد المسلمين بإيطاليا

النائب التونسي السابق مجدي الكرباعي  ازدواجية معايير في التعاطي مع التحريض ضد المسلمين بإيطاليا

تونس –

قال النائب التونسي السابق، المقيم في إيطاليا، مجدي الكرباعي إن “العقوبة المخففة” ضد الصحافي الإيطالي فيتوريو فيلتري بعد تصريحاته العنصرية ضد المسلمين تؤكد أن السلطات الإيطالية تتعامل بازدواجية معايير مع التحريض الإعلامي ضد المسلمين في البلاد.

وكان القضاء الإيطالي أصدر قرارا يقضي بإيقاف فيلتري، وهو عضو في حزب “أخوة إيطاليا” الذي تقوده رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني، لمدة أربعة أشهر بسبب تصريحات عنصرية أكد فيها أنه لن يتردد في إطلاق النار على المسلمين باعتبارهم “جنسا أدنى” من البشر.

وقال الكرباعي لـ”القدس العربي”: “القضية رفعتها جمعية UCOII (اتحاد الجاليات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا) بالتعاون مع جمعية Promus للمحترفين المسلمين، حيث تقدّمت Promus بعريضة إلى هيئة ضمان الاتصالات الإيطالية (Agcom)، التي بدورها فرضت غرامة مالية على برنامج Zanzara المملوك لمجموعة Sole 24 Ore، وأوقفت الصحافي عن العمل لمدة 4 أشهر”.

“المجتمع المدني يتعاطف مع الفلسطينيين ضد إسرائيل ويتعامل بحذر مع إيران بسبب الصورة الإعلامية السلبية حول نظامها”

وأضاف: “المسار القضائي ضد الصحافي الإيطالي فيتوريو فيلتري يعكس أهمية التصدي للخطاب التحريضي والمسيء بحق المكوّنات الدينية والثقافية في إيطاليا، وضرورة فرض حدود واضحة للخطاب الإعلامي الذي يمس كرامة المكوّنات المجتمعية على أسس دينية أو ثقافية. والقضية ما تزال مستمرة أمام القضاء الإيطالي، الذي سيصدر حكمه لاحقًا”.

وتابع الكرباعي: “ومع تثمين هذا التحرك القانوني والمدني، كنا ننتظر أن تكون العقوبة أكثر صرامة، خاصة أن ما صرّح به الصحافي فيلتري في حق المسلمين لو كان قد وُجِّه بحق الطائفة اليهودية — أو أي مكوّن ديني آخر — لكان قد استُقبل بعقوبات أشد وأسرع من قبل الجهات المختصة”.

واعتبر أن هذا الأمر “يعكس ازدواجية المعايير في التعاطي مع التحريض الإعلامي تجاه المسلمين، وضرورة العمل لإقرار مبدأ المساواة في حماية كرامة جميع المكونات الدينية والثقافية”.

واستدرك بالقول: “تبرز القضية أهمية استمرار الجاليات المسلمة والمؤسسات المدنية في الدفاع عن كرامتها ومواجهة أي محاولات للتطبيع مع خطاب الكراهية والتحريض الإعلامي، وضرورة التزام الهيئات الرقابية مثل Agcom بفرض المعايير الأخلاقية بشكل منصف ومتوازن”.

من جانب آخر، أشار الكرباعي إلى أن الإعلام الإيطالي يتناول المواجهة العسكرية بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل واسع، مع تغطية تتفاوت بين الوسائل الإعلامية الكبرى.

وأوضح بقوله: “الصحافة الإيطالية الكبرى (كـCorriere della Sera وLa Repubblica) تميل إلى تقديم سردية محايدة ظاهريًا، لكنها في كثير من الأحيان تنقل الرواية الغربية-الأوروبية التي تضع إيران في موقع الخطر على أمن المنطقة. كما أن وسائل الإعلام اليمينية وبعض القنوات التلفزيونية تميل بوضوح لدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي وتبرير ضرباتها العسكرية”.

وأضاف: “أما بالنسبة للرأي العام الإيطالي، فلا يُعتبر الملف الإيراني-الإسرائيلي موضوعًا حاضرًا يوميًا في “حديث المقاهي” أو النقاشات العامة بشكل بارز، مقارنة بمواضيع أخرى كالأزمة الاقتصادية والهجرة. ومع ذلك، يظهر في أوساط الشباب الجامعيين وبعض نشطاء اليسار والمجتمع المدني تعاطف مع الشعب الفلسطيني وانتقاد لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، فيما يبقى الموقف من إيران أكثر حذرًا ومعقدًا بسبب الصورة الإعلامية السلبية التي رُسّخت حول النظام الإيراني”.

وتابع الكرباعي: “إجمالًا، الرأي العام الإيطالي الشعبي لا يميل بشكل واضح لطرف دون آخر في الصراع الإيراني-الإسرائيلي. في حين أن النخب السياسية والإعلامية أقرب للموقف الغربي الرسمي الداعم لدولة الاحتلال”.

”القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب