فلسطين

الضفة تحت النار: اقتحامات واعتقالات واستشهاد مسنة في شعفاط

الضفة تحت النار: اقتحامات واعتقالات واستشهاد مسنة في شعفاط

تصاعدت في الفترة الأخيرة سياسة تحويل منازل الفلسطينيين إلى ثكنات عسكرية ومراكز مراقبة ميدانية. وبحسب تقرير صادر عن مركز الاتصال الحكومي، يتم إجبار العائلات على إخلاء منازلها بالقوة، ويتعرض السكان خلال تلك العمليات للضرب والإذلال، وسرقة ممتلكاتهم وأموالهم.

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري في مختلف أنحاء الضفة الغربية، عبر فرض إجراءات تعسفية على مداخل ومخارج المدن والبلدات، وإغلاق معظمها بالحواجز الثابتة والدوريات العسكرية والبوابات الحديدية.

وترافق هذا التصعيد مع تكثيف عمليات هدم المنازل والاعتداءات المتكررة من قبل عصابات المستوطنين، التي تنفذ هجمات إرهابية ممنهجة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في ظل حماية الجيش.

فجر الأربعاء، ارتكبت قوات الاحتلال جريمة جديدة في مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، حيث استشهدت المواطنة زهية جودة العبيدي (66 عامًا) بعد إصابتها برصاصة في الرأس أطلقها جنود الاحتلال خلال اقتحام المخيم.

وأكدت محافظة القدس أن السيدة كانت داخل منزلها لحظة إصابتها، في مشهد يعكس فداحة الانتهاكات التي تطال المدنيين العزل.

وشهدت مدن وبلدات الضفة الغربية، وعلى رأسها القدس، وجنين، وسلفيت، والخليل، ورام الله، ونابلس، حملة اقتحامات واعتقالات واعتداءات مكثفة.

ففي بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس، اعتقل شاب فلسطيني خلال مداهمة منزله. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الرام شمال المدينة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع داخل الأحياء السكنية، وداهمت ضاحية البريد التابعة للبلدة.

وفي بلدة حزما شمال شرق القدس، أقامت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا داخليا، وشرعت بتوقيف مركبات الفلسطينيين وتفتيشها بشكل استفزازي.

في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية كبيرة المنطقة، وداهمت عددا من المنازل، وأجبرت سكانها على إخلائها بالقوة قبل تحويلها إلى مواقع عسكرية.

كما أعلنت قوات الاحتلال فرض حظر تجول كامل في البلدة “حتى إشعار آخر”، وشنّت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين.

ويستمر العدوان الإسرائيلي على مدينة ومخيم جنين منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، وسط اقتحامات متكررة، وتدمير للبنى التحتية، وملاحقة مستمرة للفلسطينيين.

في رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتونيا واعتقلت شابا، كما داهمت بلدة دير دبوان، ونصبت حاجزًا عسكريًا وسطها، واقتحمت أيضا قريتي بيتين وبرقا المجاورتين.

وفي قرية أم صفا شمال غرب رام الله، بدأت جرافات الاحتلال بتجريف أراضٍ زراعية تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين في منطقة “جبل الرأس”، بهدف توسيع بؤرة استيطانية أقيمت بشكل غير قانوني على أراضي القرية.

وأوضح رئيس المجلس القروي أن الاحتلال كان قد أصدر أوامر عسكرية بالاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي المواطنين هناك.

وفي قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، استولت قوات الاحتلال على بناية سكنية تعود لعائلة نائل عويس، وحولتها إلى ثكنة عسكرية، ورفعت الأعلام الإسرائيلية على سطحها. وانتشرت آليات الاحتلال في شوارع القرية، بينما ضيقت فرق المشاة على تحركات المواطنين.

تصاعدت في الفترة الأخيرة سياسة تحويل منازل الفلسطينيين إلى ثكنات عسكرية ومراكز مراقبة ميدانية. وبحسب تقرير صادر عن مركز الاتصال الحكومي، يتم إجبار العائلات على إخلاء منازلها بالقوة، ويتعرض السكان خلال تلك العمليات للضرب والإذلال، وسرقة ممتلكاتهم وأموالهم من قبل الجنود.

ويستخدم جيش الاحتلال تلك المنازل كنقاط مراقبة، ومراكز قيادة، ومواقع قنص، أو أماكن لاحتجاز المعتقلين والتحقيق معهم. وفي بعض الحالات، يتم تحويل بنايات كاملة إلى مواقع عسكرية مغلقة، في انتهاك صارخ لكافة المواثيق والقوانين الدولية.

هذه الانتهاكات، المترافقة مع هجمات المستوطنين، تعكس تصعيدا ميدانيا خطيرا من قبل الاحتلال، يهدد بمفاقمة الأوضاع الإنسانية والأمنية في الضفة الغربية، ويؤكد استمرار سياسة العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب