مقالات

 ثم ماذا عن نكبة لبنان ومجزرة غزة؟   بقلم كمال ديب

بقلم كمال ديب

ثم ماذا عن نكبة لبنان ومجزرة غزة؟
  بقلم كمال ديب
لا يجب على المعركة التي انتهت مبدئياً بين إيران واسرائيل أن تحجب الرؤية عن مصاب لبنان وشعبه وعن المجزرة المستمرة بحق الفلسطينيين في غزة.
وبصرف النظر عن توصيف ما حدث بين طهران وتل أبيب، يجب التأكيد هنا أنّ ما حك جلدك مثل ظفرك وأنّ إيران أو غيرها لن تقلع شوك لبنان وفلسطين. بل هي نكتة سمجة أن يخرج المعلقون في عشرات المقابلات المتلفزة ومئات المقالات للكلام عن الصراع الإيراني – الإسرائيلي وكأن الأمر يخص لبنان.
فإيران هي من دول الجنوب العالمي، وحسناً أن الاستعمار الغربي وربيبته اسرائيل لم ينتصر عليها وهنا ينتهي الحديث. فلا إيران جمعية خيرية ولا معركتها مع اسرائيل كانت لأجل لبنان وفلسطين بل من أجل إيران نفسها.
ولبنان الذي يجب أن يعني أكثر لكل لبناني، قد تعب وأنهكته الحروب والأزمات الاقتصادية المستمرة، وهو يعيش منذ 35 عاماً تحت حصار قاتل (أي منذ 1990)، لا ينقذه أحد، بل حتى الشقيق تراه يشدد الحصار المفروض على لبنان، ومنذ عام 2017 يمعن الشقيق في قتل لبنان وتشديد هذا الحصار القاتل. وفوق ذلك فهذا الشقيق نراه ينفق بسخاء على وسائل الإعلام اللبنانية لخدمة أجندته في التحريض وتصعيد الفتنة والتعصب الطائفي، ويعطي مئات المليارات من الدولارات لإسعاد البيت الأبيض، ولا يمنح أو يقرض لبنان ملياراً واحداً رغم مساعي رئيس الجمهورية اللبنانية ومعه رئيس الحكومة.
واسرائيل لا تزال تقتل 50 إلى 100 فلسطيني بريء في غزة كل يوم وتواصل تدميرها للأبنية في القطاع، وتشن الهجمات اليومية على لبنان ولا تنسحب منه وتحتل المزيد من الأراضي في سورية. والأكيد أنّ أي حوار أميركي – إيراني لن يأتي على نجدة لبنان من نكبته ولن يوقف المجزرة التي ترتكبها اسرائيل يومياً في غزة ولن يعيد إلى سورية أرضها وكرامتها.
لبنان يا جماعة منكوب : أرضه محتلة وقراه ومدنه وبلداته التي دمرتها اسرائيل لا تزال بالأرض، وآلاف المواطنين اللبنانيين قتلتهم أو جرحتهم اسرائيل، وبنيته التحتية متهالكة ومضروبة وخدماته تكاد تكون مشلولة.
فلا تنشغلوا كثيراً بما قد تكون أنجزته أو لم تنجزه إيران، فلا نصر إيران (إذا اعتبرتموها انتصرت) هو لكم ولا نصر اسرائيل (إذا اعتبرتموها انتصرت) هو لكم.
بل أنظروا إلى الحال المزرية التي وصلها لبنان الصغير وأن يكون حديثكم فقط هو ماذا ستفعل دول العرب (وخاصة السعودية والخليج) ودول العالم (وخاصة أميركا والاتحاد الأوروبي) لإنقاذ الوطن لبنان ولوقف مجزرة القتل المجاني في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب