مقالات

على بالي

على بالي

أسعد أبو خليل

الكلام الذي نطق به ترامب ضدّ إسرائيل (وصاحَبَه كلامٌ نابٍ) لم يسبق له مثيل في تاريخ الرؤساء في أميركا منذ ١٩٤٨.

الكلام على إسرائيل يكون له عادة قدسيّة وتبجيل لا يقلّ عن تبجيل الأميركيّين لجمهوريّتهم. الناطقة باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة قالت إنّ أميركا هي الثانية بعد إسرائيل في الروعة.

كلّ رئيس أميركي يضيق ذرعاً بإسرائيل، خصوصاً في زمن نتنياهو، لِما يُعرف عنه من استسهال في الكذب حتى في أحاديثه مع الرؤساء الأميركيّين.

لكنْ ليس من رئيس أميركي يجرؤ على تقريع إسرائيل في العلن. هذه من المحظورات. آخر مسؤول فعل ذلك كان جيمس بيكر في ١٩٩٠ عندما أعطى أمام الكونغرس رقمَ الهاتف في البيت الأبيض ودعا إسرائيل للاتّصال به عندما تكون جادّة في السعي نحو السلام.

جورج بوش الأب كان الأقل افتتاناً بإسرائيل من باقي الرؤساء، وقال إنّه وحدَه يقارع اللّوبي الإسرائيلي (ودفع ثمن ذلك من تأييد وتمويل من قِبل يهود صهاينة).

ترامب هو أقوى رئيس أميركي منذ عهد فرانكلن روزفلت وقد يكون أقوى منه. حزبه متماسك في دعْمه إلى أن ثار جناح «أميركا أوّلاً» واتّهم ترامب بأنّه يجنح نحو «إسرائيل أوّلاً» (الجناح قوي جدّاً في الإعلام اليميني لكنّه غير ممثَّل في الكونغرس إلّا بنائبَين فقط).

يستطيع ترامب، لو أراد، أن يقلب الدنيا أمام إسرائيل لأنّ جمهوره سيسير معه. لم تعد إسرائيل «البقرة المقدّسة» (كما يقال في الانكليزيّة) إلّا عند المسيحيّين الصهاينة وهم أقلّ نفوذاً عند ترامب من سابقيه؛ لأنّه أبعد ما يكون عن التديّن بالرغم من تصنّعه الورع في الحملات الانتخابيّة.

إنّ الأمل الوحيد في تغيير سياسة أميركا باتّجاهٍ أقلّ مناصرةً لإسرائيل يكمن في الحركة الجماهيرية التي يقودها ترامب. هذا لا يعني أنّه سينقلب وسيعادي إسرائيل.

هناك حسابات كثيرة تحُول دون ذلك، والمسيحيون المحافظون والمموِّلون الصهاينة يشكّلون عقبة. كما أنّ جوّ الكونغرس (للحزبَين) سيثور لو أنّ ترامب طالب بإجراءات ضدّ إسرائيل: لكنّ حزبه يمشي معه «على العمياني» والحزب الديموقراطي يعلَم أنّ قاعدته لا تحبّ إسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب