صحيفة إسرائيلية: تمهيداً للانتخابات… نتنياهو يعود لـ”قلي الفلافل” ولكن على “الصاج الإيراني”

صحيفة إسرائيلية: تمهيداً للانتخابات… نتنياهو يعود لـ”قلي الفلافل” ولكن على “الصاج الإيراني”
هذا على ما يبدو ليس صدفة، لكن في ظهورين علنيين لرئيس الوزراء في الأيام الثلاثة الأخيرة، رأينا نتنياهو آخر. في المؤتمر الصحافي الذي أعد على عجل عبر “زووم” وكذا الخطاب الذي ألقاه أمس إلى الأمة بعد نهاية الحرب مع إيران، غير نتنياهو الاتجاه. وهذا على ما يبدو مخطط له ومفكر به.
لأول مرة منذ حرب الأيام الستة حظيت “حرب الـ 12 يوماً” بإجماع لم يكن له مثيل في المجتمع الإسرائيلي. الحظوة في معظمها تعود إلى رئيس الوزراء. فلئن كان ممكناً محاولة الدخول إلى رأس نتنياهو، يمكن الافتراض أنه لا يريد إضاعة هذا الإنجاز وهذه اللحظة الموحدة كي يعود إلى خطاب الأمس. في المؤتمر الصحافي يوم الأحد، كان نتنياهو في مزاج آخر: لم يهاجم الإعلام (أخيراً)، وحرص على الإجابة عن أسئلة الصحافيين بأسمائهم الخاصة، وأن يشرح ويفصل، كمن يريد أن يثبت بأن شيئاً ما فيه صادق. ببساطة، أدار نتنياهو حواراً موضوعياً مع وسائل الإعلام.
أمس، تعالى نتنياهو على نفسه حتى أكثر من ذلك. ففي خطاب أجمل فيه حملة “شعب كاللبؤة”، وزع الحظوات بوفرة لكل المشاركين في الخطوة اللامعة تجاه إيران (نتنياهو السابق درج على توزيع “الحظوات” على من كان برأيه شريكاً في الإخفاقات والقصورات”، وأبدى عطفاً على عائلات المخطوفين، وعانق بحرارة الجمهور الإسرائيلي الذي وقف بشجاعة وتصميم أمام هجمات الصواريخ الإيرانية، وبدا أكثر إنسانية ودفئاً، فنياً أقل. زائفاً ومصطنعاً أقل. من كان يصدق – نتنياهو يوحد الشعب.
نجح نتنياهو في النهوض من إخفاق 7 أكتوبر (الذي رفض تحمل مسؤوليته)، ويعود للدور الذي رآه أمام ناظريه: درع أمن إسرائيل. هل نجح في ذلك؟ من السابق لأوانه معرفة، لكنه أعاد إلى نفسه بضع نقاط استحقاق منذ القصور الأكبر.
ثمة إمكانيتان: إما أنه فهم عظمة الساحة وقرر تغيير الاتجاه، لأن نتنياهو السياسي الذي لا يقل ولا يمل بات يمهد التربة لخطوة سياسية دراماتيكية: تقديم موعد الانتخابات (فهو في الحملة الآن)، أو أنه سيعتزل الحياة السياسية وهو في الذروة، على فرض أنه حتى نهاية ولايته سيغلق الزاوية الدامية للحرب في غزة ويقود إسرائيل إلى اتفاقات سلام إضافية. إذا كان سينجح في مهمة حياته، فلماذا لا يتنافس؟ أليس من الأفضل النزول عن مسرح التاريخ وهو في الذروة.
الجمهور المنقسم في إسرائيل يفضل بالطبع الإمكانية الأولى: نتنياهو غير الاتجاه. روح النصر دفعته لتحييد أصوات الضجيج حوله، ليكون من الآن فصاعداً رئيس وزراء الجميع.
غير أن هناك خياراً ثانٍ وهو أن كل هذا مجرد لعبة سياسية باردة ومغتربة. الساحر السياسي يستعد للانتخابات لجني أرباح المعركة ضد إيران. من يدري إذا كانت هناك أيام ملائمة أكثر لتثبيت حكمه. نتنياهو يبث الآن طاقات حملة انتخابية: في حالات الظهور الإعلامي، وفي زيارات لمواقع سقوط الصواريخ، وفي بسطة الفلافل. وهو يفعل ما يفعله أكثر من أي شيء آخر: تسويق نتنياهو من جديد.
يوفال كارني
يديعوت أحرونوت 25/6/2025