لوبوان: الجزائر وضريبة دعم إيران في حربها ضد إسرائيل

لوبوان: الجزائر وضريبة دعم إيران في حربها ضد إسرائيل
باريس- تحت عنوان: الجزائر في مواجهة حرب إسرائيل- إيران.. ضريبة الدعم لطهران، قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية إن دعم الجزائر للنظام الإيراني أثار تعليقات عديدة على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصا من جانب إسرائيليين، تجلّت في شكل تهديدات مباشرة. فقد نشر الإسرائيلي مائير مصري، الذي يصف نفسه على منصة “إكس” بأنه “دكتور في الجيوسياسة، محاضر في الجامعة العبرية، وجندي احتياط”، تدوينة قال فيها: “اليوم إيران، وغدا الجزائر. إسرائيل تحارب الإرهاب”. ثم عاد ليكرر عبر حسابه: “لقد حان وقت الانتقام. سننتقم من كل من دعم إيران”.
أثارت هاتان الرسالتان موجة من ردود الفعل في الجزائر، في خضم اشتداد الحرب بين إسرائيل وإيران، بينما كانت الجزائر تدين ما وصفته بـ”انتهاك للقانون الدولي” من قبل “الكيان” (إسرائيل).
وكتب سعيد باديس على فيسبوك: “ليست مجرد استفزازات لإحداث ضجة على الشبكات الاجتماعية، بل تخفي هذه التصريحات رهانات حساسة ضمن خطة لبناء نظام جيوسياسي جديد في المنطقة، وقد تكون الجزائر إحدى أهداف هذه الخطة”، تشير “لوبوان”.
وأوضحت المجلة الفرنسية أن مائير مصري ليس غريبًا عن التصريحات بشأن الجزائر. فبعد أيام قليلة من قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب في أغسطس/آب عام 2021، حذر عبر “إكس” قائلاً: “إذا تجرأ تبون على مهاجمة المغرب، فسيواجه إسرائيل… وإسرائيل لا تمزح”.
وكتب أحد الجزائريين على فيسبوك: “العلاقات بين المغرب وهذا الباحث المزعوم (من أصل مغربي) معروفة. نفهم الآن سبب كراهيته لبلدنا.”
يربط كثيرون بين هذه التهديدات، حتى وإن لم تكن رسمية، وبين موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية، والحرب على غزة، والصراع بين إسرائيل وإيران، تقول “لوبوان”.
في الأمم المتحدة، تتابع المجلة، عبّرت الجزائر أكثر من مرة عن موقفها من الهجوم الإسرائيلي على إيران ومنشآتها النووية. وندّد الممثل الجزائري لدى المنظمة بهذه الهجمات واصفا إياها بأنها: “ليست فقط غير مبررة وغير مقبولة، بل تُعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وتعتبر الجزائر أن هذه الهجمات صادرة عن عضو في الأمم المتحدة (إسرائيل) “ما يزال يعمل خارج إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولا يخضع بشكل كامل لنظام الضمانات النووية التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويرفض باستمرار المشاركة في عملية التفاوض حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط”.
وكتب عبد العزيز رحابي، وزير الثقافة الجزائري السابق والسفير الأسبق: “كل ما تقوم به الدول الغربية، من الحصار إلى الحرب الحالية، هو من أجل هدف واحد، وهو تأخير انضمام إيران الحتمي إلى نادي الردع النووي المغلق. الرسالة واضحة، وتتمثل في أنه في الشرق الأوسط، يجب أن تبقى إسرائيل وحدها تمتلك الترسانة النووية، التي تُقدّر بحوالي 100 رأس نووي – وهي خارجة تمامًا عن أي رقابة دولية. هذه الترسانة تمنحها تفوقًا استراتيجيًا وتعزز هيمنتها على المنطقة”.
وأضاف الدبلوماسي السابق: “في نظام أممي منقسم بين توافقات هشة وغطرسة القوى العظمى في مجلس الأمن، قامت الجزائر بالخيار الصحيح بعدم قبول الأمر الواقع وعدم الانحياز إلى الأقوى”.
وقال أحد مستخدمي الإنترنت: “برفضها التطبيع مع إسرائيل وامتلاكها لقدرة عسكرية مهمة، تُعد الجزائر هدفا طبيعيا طويل الأمد لإسرائيل”.
وفي فبراير الماضي، صرح الرئيس عبد المجيد تبون لصحيفة “لوبينيون” الفرنسية قائلاً: “ستكون الجزائر مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في نفس اليوم الذي تقام فيه دولة فلسطينية، تُشير “لوبوان”.
“القدس العربي”: