تجاذب إسرائيلي حول الخطوة التالية | واشنطن – تل أبيب: المطلوب استسلام المقـاومة

تجاذب إسرائيلي حول الخطوة التالية | واشنطن – تل أبيب: المطلوب استسلام المقـاومة
تتخبّط تل أبيب بين التصعيد أو الصفقة، فيما تواصل واشنطن الضغط لتحقيق «استسلام سياسي» للمقاومة، دون التزام بوقف شامل للحرب أو إنهاء الاحتلال في غزة.
تسود أجواء من الأخذ والردّ بخصوص الخيارات الإسرائيلية في قطاع غزة، في ظلّ قناعة لدى المؤسسة الأمنية في تل أبيب، بأن المستوى الحالي من العمليات العسكرية في القطاع، لم يعد يجدي، ولن يأتي بنتيجة مختلفة عن الحملات السابقة. وشهد اجتماع «الكابينت»، أمس، خلافات حادّة بين القيادتين العسكرية والسياسية بشأن مستقبل الحرب وخيارات التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وبحسب ما أفادت به قناة «كان» العبرية، حذّر رئيس الأركان اللواء إيال زامير، والمسؤول عن ملف الأسرى في الجيش نيتسان ألون، من أن «استمرار العملية البرّية وتعميق التوغّل في القطاع، قد يعرّضان حياة الأسرى للخطر»، بينما عبّر وزراء متشدّدون، من مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، عن رفضهم التراجع أو عقد صفقات مع حركة «حماس»، معتبرين أن استعادة الأسرى لا يجب أن تكون لصالح ما وصفوه بـ«التخلي عن الدولة».
وفي السياق نفسه، نقلت «القناة 13» الإسرائيلية أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عرض خطة من أربع مراحل لتوسيع العمليات العسكرية، وذلك بالتزامن مع ترتيبات جارية لعقد لقاء يجمعه بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في واشنطن الأسبوع المقبل. وذكرت القناة أن تحذيرات رئيس الأركان من توسيع العمليات، أثارت انتقادات شديدة من سموتريتش، قبل أن ينتهي الاجتماع من دون أي قرار حاسم، مع توقّع عقد جولة جديدة من النقاش خلال الساعات المقبلة.
مع ذلك، أفادت «القناة 12» العبرية بأن نتنياهو أكّد، خلال الاجتماع، أن إسرائيل تسعى «بقوة» لإبرام صفقة تبادل، وأنه يريد ممارسة ضغوط كبيرة على قطر عبر ترامب لـ«تليين موقف حماس». وفي الاتجاه نفسه، ذكر موقع «أكسيوس» الأميركي أن «إسرائيل أظهرت استعداداً لإبداء مرونة محدودة في مواقفها للتوصّل إلى صيغة اتفاق قد تكون مقبولة لدى حماس»، لكنها «ترفض تقديم التزام مسبق بأن يؤدّي وقف إطلاق النار المؤقّت إلى إنهاء الحرب بشكل كامل». وقال مسؤول إسرائيلي، للموقع نفسه، إن «إسرائيل تريد التوصّل إلى اتفاق لأن الخطر على حياة الأسرى يتفاقم كل يوم، وهناك خشية من أن عناصر حماس قد يُقْدِمون على قتل الأسرى إذا شعروا بالخطر».
ترتيبات جارية لعقد لقاء يجمع نتنياهو بالرئيس الأميركي في واشنطن الأسبوع المقبل
وبينما تحدّث مسؤولون عسكريون إسرائيليون إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن أن «السيطرة الكاملة على غزة ستفرض أثماناً عسكرية واقتصادية باهظة على إسرائيل»، قالت مصادر أخرى، للصحيفة نفسها، إن «الحكومة تدرس ثلاثة خيارات رئيسية: الاحتلال الكامل للقطاع، فرض حصار طويل الأمد على حماس، أو التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار وصفقة تبادل للأسرى». وبحسب «هيئة البث الإسرائيلية»، فإن «المجلس الوزاري المصغّر قد ينعقد غداً (اليوم) لمواصلة بحث الخطوات المقبلة في غزة».
وفي واشنطن، قالت المتحدّثة باسم «البيت الأبيض» إن «الرئيس ترامب يعتبر إنهاء الحرب واستعادة الرهائن أولوية قصوى»، مشيرةً إلى أن «واشنطن على تواصل دائم مع حكومة نتنياهو». لكنّ المواقف الأميركية لا تزال على انحيازها الفاقع إلى إسرائيل، فيما لا يبدو أن هنالك تغيّراً في اللهجة تجاه «حماس»؛ إذ اتهمت الخارجية الأميركية، أمس، الحركة، بـ«انتهاك وقف إطلاق النار السابق»، وبأنها «ترفض الانخراط في اتفاق جديد».
وفي معرض تعليقها على منشور ترامب، بشأن محاكمة نتنياهو، قالت المتحدّثة باسم «البيت الأبيض» إن تدخّل الرئيس الأميركي وكتابته المنشور جاءا نتيجة ما وصفته بـ«الظرف العائق فعلياً ولوجستياً». وأوضحت أن «نتنياهو كان مضطراً إلى المثول أمام المحكمة في الوقت الذي ينخرط فيه في مفاوضات حساسة تتعلق بالسلام وصفقة تبادل الأسرى، ما دفع الرئيس إلى التعبير عن تعاطفه مع الضغوط المتراكمة عليه من جانب النظام القضائي الإسرائيلي». وأشارت المتحدّثة إلى أنّ الرئيس يعتبر نتنياهو «قائداً عظيماً لإسرائيل»، مبيّنة أنّ «التعاون بينهما تركّز في المرحلة الأخيرة على إنهاء الحرب والقضاء على التهديد النووي الإيراني».
في هذا الوقت، يُرتقب أن يجري وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، المقرّب من نتنياهو، رون ديرمر، محادثات مع مسؤولين أميركيين خلال الأسبوع الجاري لبحث سبل «إعادة تحريك المفاوضات بشأن الأسرى وملف التهديد النووي الإيراني». ووفق مصادر عدّة، فإن نتنياهو قد يغادر إلى واشنطن الأحد المقبل، على أن يلتقي ترامب في البيت الأبيض الإثنين، في خطوة تعوّل عليها تل أبيب لتكثيف الضغط السياسي على «حماس»، وتوسيع هامش المناورة في الخيارات المطروحة.
الاخبار