فلسطين

مخيم طولكرم: هدم للمنازل وشق للطرقات من الركام.. “سادية إسرائيلية لتعذيب الناس”

مخيم طولكرم: هدم للمنازل وشق للطرقات من الركام.. “سادية إسرائيلية لتعذيب الناس”

الاناضول

وصف سلامة شكل مخيم طولكرم، جراء عمليات الهدم الإسرائيلية المتواصلة، بأنه “بات عبارة عن مربعات سكنية، تفرقت العائلات، وباتت اليوم تعيش بلا مصير ولا مستقبل. فقدوا كل شيء: فقدوا المنزل، والعمل، والذكريات، والأحلام”

.

مأساة جديدة تخلفها آلة الحرب الإسرائيلية في مخيم طولكرم للاجئين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، تفاقم من خلالها معاناة الفلسطينيين عبر الهدم الممنهج للمنازل، والتدمير، والتهجير.

وكشف سكان بالمخيم أن “الآليات الإسرائيلية تواصل هدم منازلهم، وتركتهم وسط مصير مجهول”.

وأعلنت إسرائيل، يوم الاثنين، نيتها هدم 104 بنايات سكنية جديدة بمخيم طولكرم، في خطوة اعتبرها محافظ المدينة، عبد الله كميل، “إجرامًا وعملاً يخالف كافة القوانين”.

آلية هدم إسرائيلية تهدم منازل الفلسطينيين في مخيم طولكرم (Getty images)

تأتي هذه الممارسات الإسرائيلية في مخيم طولكرم، والرامية ـ وفق شهود عيان ـ إلى “تغيير جغرافيته”، ضمن سلسلة اقتحامات وعمليات هدم شملت مدنًا وبلدات ومخيمات بالضفة الغربية، قُتل خلالها عشرات الفلسطينيين، واعتُقل الآلاف.

وفي 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي عدوانًا موسعًا شمالي الضفة، بدأه بمدينة جنين ومخيمها، ثم توسع لاحقًا إلى مخيمي طولكرم ونور شمس.

يتزامن ذلك مع مواصلة إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة، بدعم أميركي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، خلفت حتى مطلع تموز/يوليو 2025 نحو 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

ومنذ اندلاع حرب الإبادة في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون أيضًا اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 988 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفًا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

واستنادًا إلى أحدث المعطيات نفسها، أدى التصعيد الإسرائيلي إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل كليًا، و2,573 منزلًا جزئيًا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر، وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.

“سادية إسرائيلية”

وتعليقًا على عمليات الهدم الإسرائيلية في مخيم طولكرم، وصف محافظ المدينة، عبد الله كميل، الأمر بأنه “إجرام متواصل بقرار سياسي لا علاقة له بالأمن”.

واعتبر ما يشهده المخيم “سادية مطلقة تمارسها السلطات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في مخيمات شمالي الضفة، دون مبرر، وليس لشيء سوى تعذيب الناس”.

وطالب كميل بتدخل المجتمع الدولي بصورة عاجلة لوقف “سياسة الإجرام الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي”.

واعتبر هذه الإجراءات الإسرائيلية “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني”.

وفي السياق، أشار المسؤول الفلسطيني إلى أن سكان مخيمي طولكرم ونور شمس “يعيشون اليوم أوضاعًا صعبة، وحالة من الحزن والألم، حيث يشاهدون بيوتهم تهدم أمام عيونهم”.

وتابع: “سكان هذه المخيمات باتوا بلا مأوى في لحظات، وفقدوا حقًا من حقوق الإنسان”.

ظلم وقهر وحياة بلا حقوق

بدوره، كشف سائد بلاونه (51 عامًا)، وهو أحد سكان مخيم طولكرم، أنه خلال ليلة وضحاها، تلقى نبأ نية الجيش الإسرائيلي هدم مبانٍ جديدة في المخيم، بينها بناية تعود لعائلته مكونة من 4 طوابق، تؤوي والديه وأبناءه.

وقال للأناضول متحسرًا: “نعيش في ظلم وقهر، نحن نازحون بلا مأوى. حياتنا الله أعلم بها، بلا أمن ولا أمان، نموت يوميًا بقرار من ضابط نازي إسرائيلي”.

وتساءل: “بأي حق؟ وما الذنب الذي اقترفته لأفقد منزلي؟ سأبحث عنه بين الركام، حيث نعيش بلا حقوق”.

وأضاف: “من أين لي عمر جديد لأعيد بناء منزلي؟ 51 عامًا وأنا أعمل لبناء هذا البيت. نحن نعيش المأساة الحقيقية”.

كومة من الحجارة والدمار

من جهته، صرّح رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم، فيصل سلامة، للأناضول، بأن “الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تغيير جغرافية المخيم”.

وبيّن أن الجيش الإسرائيلي يتعمد “هدم منازل وفتح شوارع، وحوّل حياة السكان إلى كومة من الحجارة والدمار”.

ووصف سلامة شكل مخيم طولكرم، جراء عمليات الهدم الإسرائيلية المتواصلة، بأنه “بات عبارة عن مربعات سكنية، تفرقت العائلات، وباتت اليوم تعيش بلا مصير ولا مستقبل. فقدوا كل شيء: فقدوا المنزل، والعمل، والذكريات، والأحلام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب