أيمن عودة في “مسرحية الرعب” واستهداف العرب.. لرئيس المعارضة: حتى أنت يا “مراوغ”

أيمن عودة في “مسرحية الرعب” واستهداف العرب.. لرئيس المعارضة: حتى أنت يا “مراوغ”
أسرة التحرير
التصويت الذي جرى في لجنة الكنيست، أمس، بأغلبية ساحقة من 14 نائباً – بينهم ممثلو “يوجد مستقبل” والمعسكر الرسمي ومعارضة 2، لتنحية النائب أيمن عودة، لم يكن خطوة إجرائية فحسب، بل إطلالة مباشرة إلى روح المجتمع الإسرائيلي المريضة، مثلما وجدت تعبيرها في الكنيست.
بخلاف قول كاذب لرئيس المعارضة يئير لبيد، الذي جاء فيه أن “هذا ليس ضد الأحزاب العربية، هذا شخصي”، فإنها خطوة غير شخصية وموجهة ضد التمثيل العربي في الكنيست. هذه خطوة زعرنة من أغلبية يهودية طاغية، عمياء من شدة التزمت الوطني، وصماء من شدة الجهل التاريخي الذي يسعى إلى قمع وإبعاد كل صوت عربي نقدي، قاطع وديمقراطي. “لا مكان في كنيست إسرائيل لأناس متطرفين ذوي آراء عنيفة، وهذا يتضمن الجميع”، شرح لبيد. سماع قول هاذ بهذا القدر من جانب رئيس المعارضة في عودة، فلا عجب إذاً من استمرار نتنياهو في الحكم.
باروخ مرزيل ونشطاء اليمين المتطرف ممن وصلوا إلى مقر الكنيست بتشجيع من رئيس اللجنة اوفير كاتس، والجوقة الصاخبة للنواب من اليمين، حددوا الهدف التالي: ليست تنحية نواب أفراد فحسب، بل نزع شرعية شاملة عن الأحزاب العربية كلها. اختبار الولاء بالنسبة لهم ليس وثيقة الاستقلال، بل مذهب مئير كهانا.
أما الجلسة نفسها فسرعان ما تحولت إلى مسرحية رعب من الشعبوية الممهدة للفاشية الصاخبة الضحلة، التي حاول بها نواب اليمين جني ربح سياسي على حساب مبادئ أساسية للديمقراطية وحرية التعبير. أما موقف المستشارة القانونية للجنة الكنيست، والتي تحدت الخطوة، فقد أسكت أو حظي بتجاهل استعراضي.
تتبين من خلف ستار دخان “عدم الولاء” محاولة واضحة يقودها رئيس الوزراء، المحرض القومي الأكبر، للمس بحق الجمهور العربي في الاقتراع، وجعل التمثيل السياسي العربي غير شرعي، وجعل أي تعاون معهم خيانة. لهذا الغرض، فإن كل قول نقدي – وبالتأكيد قول يتعلق بالقتل المستمر في غزة – يصنف فوراً كتحريض أو تأييد للإرهاب. إن التعاون الصامت لأجزاء واسعة من المعارضة، بما في ذلك رئيسها، مع هذه الخطوات، يبعث على قلق عميق على مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية وكمجتمع حر.
هذا، وسينتقل القرار الآن إلى هيئة الكنيست، والمطلوب أغلبية 90 نائباً لإقراره. إذا ما أقر، يمكن لعودة أن يستأنف الحكم. إن غياب الاحتجاج والصوت الديمقراطي سوي العقل والشجاعة المدنية في الحد الأدنى يبين مدى تآكل مبادئ الديمقراطية والتعددية وحرية التذكير. نأمل ألا يكون في الكنيست 90 شريكاً في الجريمة السياسية.
هآرتس 1/7/2025