منوعات

هل يدمر الهنود دول الخليج كما فعلوا بإيران؟ هوليوود دمشق حلم صار حقيقة

هل يدمر الهنود دول الخليج كما فعلوا بإيران؟ هوليوود دمشق حلم صار حقيقة

أنور القاسم

نشرت صحيفة «كيهان» الإيرانية تقريرا كشف اختراقا إسرائيليا كبيرا للبرمجيات الحكومية في إيران استهدف السجل المدني وبيانات جوازات السفر وأنظمة المطارات والمعدات العسكرية.
وفي تقرير تحت عنوان «كيف دخل برنامج الاختراق إلى البلاد؟»، تقول إنه «على مدى العقدين الماضيين هيمن الهنود على صناعة البرمجيات بشكل كبير ونتيجة لذلك ازداد انجذاب دول الخليج وإيران إلى البرمجيات والمبرمجين الهنود».
التقرير بين أن العديد من البرامج، التي نشأت في الهند واستخدمت في المكاتب الحكومية في إيران، استخدمت لنقل معلومات حساسة إلى إسرائيل.
وأظهر تحقيق أمني أعقب عملية اختراق متطورة للموساد لخوادم معلومات في إيران.
كما أفاد التحقيق بالتعاون مع مستشارين من الصين وروسيا، عن نتائج مثيرة للقلق بشأن انتشار واسع النطاق لبرامج أجنبية مصدرها الهند.
هذا التواصل بين المطورين الهنود والأطراف المشتبه بها جرى عبر شبكة «ستارلينك» الفضائية خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي أنشأها إيلون ماسك.
ويبدو أن العديد من البرامج الهندية المستخدمة في إيران هي في الواقع إسرائيلية وتحتوي على برمجيات خلفية ترسل بيانات مباشرة إلى إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن برامج مشابهة لتلك المستخدمة في إيران تستخدم في الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وقطر، والكويت.
ووفقا للصحيفة، فإن هذا يعني أن حركة الأشخاص وأنشطة التسجيل وحتى البنية التحتية المدنية والعسكرية في هذه الدول، معرضة للمراقبة الإسرائيلية. وكشف إيران هذه القضية، أثار أزمة كبيرة في هذه الدول.
هذه الفضيحة فجرتها الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، فإسرائيل مخترقة أيضا أشقاءنا في الخليج العربي عبر العمالة الهندية وشركات تقنية المعلومات الهندية، وإيران حاليا تستعرض صور الجواسيس، الذين كانوا يخترقون كل شيء في إيران لصالح إسرائيل.
طبعا، هذه الفضيحة كشفت أمورا أخرى، كما نعلم أن الهنود يعملون في الخليج في تقنية المعلومات «أي تي»، وهم تقريبا يخترقون كل شيء في المؤسسات، وإذا كان الأمر صامتا قبل هذه الحرب، فانه صار صارخا بعدها.
الضربة الإسرائيلية الأخيرة فجرت فضيحة عمرها 25 سنة، عبر شركة تجسس متغلغلة داخل دول الخليج بين الموساد وجهاز رو الهندي، والقصة بدأت من حرب كارجيل سنة 99 حينما سلحت إسرائيل طيارات الهند بالرادارات والصواريخ في أقل من 28 ساعة، ومن حينها تتردد أنباء عن تكون تحالف ثنائي، مع بداية خطة طويلة الأمد عبر تعليمات لجهاز رو بزرع الجواسيس في الخليج.
وإذا أخذنا بالاعتبار وجود 4 ملايين عامل هندي في دولة خليجية واحدة فما بالك بباقي الدول. فشركات الهواتف تشغلها شركات هندية وشركة الانترنت كذلك وشركات أخرى تهيمن على التكنولوجيا في دول الخليج العربية، والجميع منكشف، وحتى السيرفارات تمر كلها عبر شركات هندية. ناهيك عن فنادق الخليج.
وما يسند ذلك أن تركيا استطاعت الآن تفكيك شركة تجسس كاملة كانت تعمل على الفويب الهندي.
وعليه ستكون للرأسمالية الهندية بعد سنوات أو عقود مكانة كبرى. فهي دولة نووية ومسلحة وجيوشها كثيفة العدد، وهي لا تتمدد بالقوة المسلحة، بل بقوة العمل الهائلة الساكنة ثم بقوى السلع المتطورة عما قريب.
ومع تغير موازيين القوى الدولية واحتلال الهند مقعدها في الأعضاء الدائمين، ووجود أعداد سكانية هائلة، حينذاك يصبح الاستعمار الهندي لمناطق النفوذ وللبلدان التي تمتعت فيها بصداقات قوية حقيقة واقعة.
وسوف تظهر قوانين جديدة من الأمم المتحدة تتوجه لردع تلك الدول ذات النمط غير الإنساني التي تعامل العمالة الأجنبية بفظاظة وقهر وظلم، ويتم تغيير القوانين والجوازات والمواطنة. وللغرام الهندي في دول الخليج مؤخرا ما يبرره.

بوابة دمشق الإعلامية

التقيت صدفة بالمخرج السوري العالمي الكبير الراحل مصطفى العقاد في منتصف 2005 في جلسة مسائية في مطعم «إشبيلية» في العاصمة البريطانية لندن.
حدثنا – الراحل الذي راح ضحية تفجير إرهابي في العاصمة الأردنية عمان في 11 – 11- 2005 – عن أمنيته في بناء مدينة إعلامية وسينمائية عربية حرة على غرار هوليوود، وكانت عيناه على المغرب لما يتمتع به من مناخ وطبيعة وحرية.
كان يتوق بشدة أن يخرج أفلاما عربية عالمية تبقى للتاريخ عن زعماء وقيادات الثورات العربية ضد الاستعمار، على غرار المجاهد عمر المختار، وسمى عبد القادر الجزائري وعبد الكريم الخطابي وسلطان باشا الأطرش.
شكى الراحل من نرجسية مفرطة لدى الزعماء العرب، الذين التقاهم أنذاك وطرح عليهم أفكاره، لكنه فوجئ بأن كلهم – دون استثناء – لم يكونوا معنين بذلك، وكانوا يريدون أفلاما عنهم أو عن آبائهم، وسماهم بالاسم.
وكم كان ليُسعد لو أمد الله بعمره ليرى مدينة أحلامه الفنية تتجسد الآن في دمشق، لتكون بوابة عربية وعالمية مشرعة على كل نوافذ الفنون والسينما والاعلام.
تذكروا هذا الاسم والتاريخ جيدا، مدينة «بوابة دمشق» للإنتاج الإعلامي والفني والسياحي في سوريا، والتي تم توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بها أمس ستستقطب الإعلام العربي والعالمي كله.
كما ستشكّل مركز جذب رئيسياً للإعلام العربي والعالمي، لما تحمله من طابع تقني متطور، وخصوصية حضارية وتاريخية، حيث ستضم تسع مدن مصممة على الطراز الإسلامي بإشراف متخصصين من هوليوود ووفق أعلى المعايير، حيث تمكن أي منتج من الاستفادة من تلك المدن سواء في الوطن العربي أو في العالم، دون الحاجة لأي شيء من الخارج.
ومن المتوقع أن يحقق المشروع نقلة نوعية في قطاع الدراما والإنتاج الفني السوري، من خلال توفير بيئة إنتاجية متكاملة تقلل من التكاليف وترفع من جودة الأعمال وسرعة إنجازها، هذا ما أوضحه رئيس مجلس إدارة شركة المها السعودية الدولية للإنتاج الفني والدعاية والإعلان محمد العنزي، الذي أكد أيضا أن القدرة الإنتاجية السنوية لسوريا ستشهد تضاعفاً في عدد الأعمال في ظل توفر هذا الحاضن الإعلامي المتكامل.
يليق بدمشق أن تحتضن هوليوودا عربية، فهي توأمة القاهرة وبغداد فنيا وثقافيا، وحملت في السنوات العشرين الماضية على عاتقها ريادة الأعمال الدرامية العربية الكبيرة، التاريخية منها والدينية، كم ستفتقد هذه المدينة الطموحة أيضا مخرجنا الراحل حاتم علي، عبقري الدراما السورية، الذي ما زال حيا في أعماله الخالدة، عبر رائعته التاريخية مسلسل «عمر» ومسلسل «الفصول الأربعة» 1999 و»التغريبة الفلسطينية»- 2004 و»صقر قريش»- 2002 و»ربيع قرطبة»- 2003 و»ملوك الطوائف»- 2005 و»الملك فاروق»- 2007 وغيرها الكثير.
المشروع سيقام على مساحة تقارب 2 مليون متر مربع ضمن دمشق ويشمل استديوهات خارجية تحاكي طراز العمارة التاريخية في المدن العربية والإسلامية واستوديوهات داخلية مزودة بأحدث تقنيات البث.
وزير الاعلام السوري حمزة المصطفى كشف عن مساعي الوزارة لإنتاج 25 عملاً درامياً هذا العام، لإثبات أن سوريا الجديدة ستكون تربة خصبة للإبداع، ومن أجل تشجيع شركات الإنتاج المحلية والعالمية على الاستثمار في سوريا.
هنيئا لسوريا وكل العرب وجه دمشق الجديد، وهنيئا للفنانين السوريين والمخرجين الذين أمتعوا المواطنين العرب في كل مكان، ووصلت ابداعاتهم للعالمية، وفي انتظار ابداعات شيوخ الكار من مخرجين وفنانين وجيل جديد يحمل راية هوليوود دمشق الجديدة.

 كاتب من أسرة «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب