جدل بعد تحطيم “تمثال الشهداء” وسط مدينة حلب السورية: إزالة مقصودة أم حادث عرضي؟- (فيديو)

جدل بعد تحطيم “تمثال الشهداء” وسط مدينة حلب السورية: إزالة مقصودة أم حادث عرضي؟- (فيديو)
أثار تحطّم “تمثال الشهداء” في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب موجة جدل وغضب في أوساط السوريين، بعد تداول واسع لمقطع مصوّر يُظهر لحظة سقوط الجزء العلوي من التمثال، خلال ما اعتبر محاولة لنقله، مساء الأربعاء.
ويوثّق الفيديو استخدام رافعة لسحب التمثال عبر كابلات معدنية، قبل أن ينكسر الجزء العلوي منه ويسقط على الأرض، في مشهد وصفه ناشطون بـ”المهين” لإرث رمزي وفني له مكانته في الذاكرة الجمعية لسكان المدينة.
بيان توضيحي من مديرية آثار ومتاحف حلب حول نقل " تمثال الشهداء " من ساحة سعد الله الجابري. pic.twitter.com/fZeY0EMjUl
— Qasem (@Qasemqt) July 2, 2025
وأعرب كثيرون عبر مواقع التواصل عن استيائهم من طريقة التعامل مع التمثال، معتبرين أن ما جرى إما استخفاف بالقيمة الرمزية للتمثال، أو محاولة متعمدة لإزالته بحجج فنية وإدارية. وتضاربت الروايات بين من يرى أن الأمر حادث عرضي ناجم عن “نقل غير احترافي”، ومن يعتقد أن التحطيم كان مقصودًا في إطار تغيير متعمد للهوية البصرية للساحة.
في المقابل، أصدرت مديرية الآثار والمتاحف في حلب بيانًا أوضحت فيه أن التمثال نُقل “حرصًا على الحفاظ عليه وعلى قيمته الفنية”، مشيرة إلى أنه سيخضع لعملية ترميم وصيانة على يد مختصين. وأضافت المديرية أن إزالة التمثال جاءت بهدف تهيئة الساحة لإقامة فعاليات عامة، مشيرة إلى أن النصب “يحجب جزءًا من الشاشة الرئيسية التي نُصبت مؤخرًا في المكان”.
لكن هذه الرواية الرسمية لم تُقنع كثيرين، خاصة بعد انتشار الصور التي أظهرت التمثال محطّمًا في مكانه، وسط مطالبات من بعض نشطاء والأهالي بفتح تحقيق شفاف في ملابسات ما جرى، ومحاسبة المسؤولين وإعادة التمثال إلى حالته الأصلية.
وكانت الشركة المشرفة على مشروع إعادة تأهيل وتجميل ساحة سعد الله الجابري قد نشرت، في وقت سابق، تصاميم جديدة للساحة لم تتضمن التمثال، ما أثار حفيظة عدد من السكان والنشطاء الذين اعتبروا ذلك مؤشرًا على نية مبيتة لإزالته.
وسبق لمسؤولين في محافظة حلب أن أكدوا أن مسألة إزالة التمثال “لا تزال قيد الدراسة”، ولم يُتخذ فيها قرار نهائي، قبل أن تعود الساحة لتكون محور الجدل مجددًا مع انطلاق حملة “لعيونك يا حلب”، أواخر حزيران/يونيو، والتي هدفت إلى تحديث ملامح الساحة الأشهر في المدينة.
يُشار إلى أن “تمثال الشهداء”، المعروف أيضًا بـ”أم الشهيد”، هو من أعمال النحات السوري عبد الرحمن مؤقت، وقد أُنجز عام 1985 باستخدام حجارة حلبية صفراء. ويُعد من أبرز الرموز النحتية في المدينة، ويمثل تذكارًا لضحايا الحروب ويحتل مكانة خاصة في وجدان سكان حلب وزوّارها.
وفي أحد مقاطع الفيديو التي تسجل الحادثة سُمع صوت مرفق يصف التمثال بأنه “صنم”، داعيًا إلى إزالته، في مشهد يعيد تسليط الضوء على التوترات القائمة بين الرؤية الثقافية والمدنية للفضاء العام، وتوجهات بعض التيارات المتشددة.
(وكالات)